الفتوى تجيز توكيل المرأة لزوجها في رمي الجمرات

كتب – علي يوسف
أوضح المفتي العام للمملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن المرأة يمكنها شرعًا أن توكل زوجها أو غيره في رمي الجمرات، خاصة في حالة الزحام الشديد أو وجود مشقة تحول دون قيامها بذلك بنفسها.
دار الإفتاء: تلطيخ السيارات بدم الذبائح لا يمنع الحسد ولا الحوادث
وأكد أن هذه الرخصة لا تتعارض مع مقاصد الشريعة، بل تنسجم تمامًا مع مبدأ التيسير الذي يقوم عليه الدين، مشددًا على أن دفع الضرر مقدم على أداء النسك عند تعذر أدائه دون مشقة، ودعا النساء إلى عدم تعريض أنفسهن للأذى أو التعب، طالما أن الله قد منح لهن فسحة في الأمر ووسع لهن الطريق.
لفت المفتي إلى أن وقت رمي الجمرات خلال أيام التشريق يمتد لأكثر من 16 ساعة، ما يعني أن هناك متسعًا كبيرًا لأداء النسك دون تزاحم، حيث يبدأ الرمي بعد الزوال ويستمر حتى منتصف الليل، الأمر الذي يسمح لكل حاج بتنظيم وقته وفق ظروفه الصحية والعملية، وأشار إلى أن الأصل في النسك هو أداء المسلم له بنفسه، لكن التوكيل يصبح جائزًا ومشروعًا حين يكون الأداء مشقة بالغة أو ضررًا متحققًا.
في السياق ذاته، شددت وزارة الحج والعمرة في السعودية على ضرورة التزام الحجاج في مشعر منى بجداول التفويج المعتمدة لرمي الجمرات، واتباع تعليمات قادة الحملات والمرشدين المرافقين لهم.
وأكدت أن هذا الالتزام ليس مجرد إجراء تنظيمي بل ركيزة أساسية لضمان سلامة الحجاج، ومنع حالات التدافع أو الازدحام غير المنضبط الذي قد يهدد أرواح الحجاج ويعطل مسار المناسك.
أشارت الوزارة إلى أن يوم الثاني عشر من ذي الحجة يشهد ذروة حركية مرتفعة بين الحجاج، حيث يتجه عدد كبير منهم إلى مكة المكرمة بعد إتمام الرمي، لأداء طواف الوداع تمهيدًا للعودة إلى بلدانهم، ما يزيد من الضغط على مواقع التنقل ومسارات الحشود.
ودعت جميع المشاركين إلى الالتزام التام بجداول التفويج التي تم إعدادها مسبقًا لتوزيع الحشود وفق توقيتات ومسارات محددة، تراعي أماكن إقامة الحجاج ونقاط انطلاقهم، مع التنسيق بين وسائل النقل المختلفة من حافلات وقطار المشاعر.
أكدت الوزارة أن منظومة التفويج لم توضع بشكل عشوائي، بل تم تصميمها بالتنسيق مع الجهات المعنية كافة، وتخضع لمتابعة ميدانية دقيقة، لضمان انسيابية الحركة وتقليل زمن التنقل، والحد من التكدس عند المداخل والمخارج، ومراعاة الحالة الصحية للحجاج، خاصة من كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة.