احتجاجات أمريكا تمتد إلى ولايات جديدة: حرب شوارع وعمليات نهب واعتقالات

وكالات – مصادر
تواصلت الاحتجاجات الواسعة في عدد من المدن الأميركية الكبرى، وعلى رأسها لوس أنجلوس، رغم جهود السلطات الفيدرالية والمحلية لاحتوائها.
وامتدت موجة التظاهرات لتشمل ولايتي تكساس ونيويورك، بينما دخل حظر التجول الليلي حيز التنفيذ في لوس أنجلوس لعدة أيام، ليشمل وسط المدينة وأجزاء واسعة منها، في محاولة للسيطرة على حالة الفوضى وأعمال الشغب المتزايدة.
عمليات نهب واعتقالات متواصلة
ووفقاً لمسؤولي المدينة، فقد تعرض نحو 23 متجراً للنهب خلال الأيام الماضية في وسط لوس أنجلوس على خلفية الاحتجاجات المناهضة لسياسات الهجرة التي تتبعها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأعلنت الشرطة تنفيذ سلسلة من الاعتقالات بحق منتهكي قرار حظر التجول، حيث ألقي القبض على 27 شخصاً يوم السبت، و40 شخصاً الأحد، و114 يوم الاثنين، فيما بلغ إجمالي المعتقلين يوم الثلاثاء 197 شخصاً.
انتشار عسكري غير مسبوق
وفي مؤشر على تصاعد الوضع، كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” عن نشر 4000 من أفراد الحرس الوطني في ولاية كاليفورنيا، بالإضافة إلى 700 من قوات مشاة البحرية (المارينز).
وذكر المسؤول أن نشر هذه القوات سيكلف الخزانة الأميركية نحو 434 مليون دولار. من جهته، أوضح وزير الدفاع الأميركي خلال جلسة استماع في الكونغرس أن نشر هذه القوات سيستمر لمدة 60 يوماً، معتبراً أن الخطوة كانت ضرورية للسيطرة على الوضع.
مشاهد شوارع أميركية أقرب إلى ساحة معركة
وتنقل وسائل الإعلام الأميركية مشاهد أشبه بساحات المعارك، حيث اندلعت مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن في لوس أنجلوس وتكساس ومدن أخرى، ما دفع الإدارة الأميركية إلى حشد كافة أذرعها الأمنية في مشهد غير معتاد داخل الولايات المتحدة ذاتها.
التدخل الفيدرالي الأوسع
مع اتساع رقعة التوتر، دخلت وكالة الهجرة والجمارك (ICE)، وهي وكالة فيدرالية تابعة لوزارة الأمن الداخلي، على خط المواجهة، حيث تولت عمليات الاعتقال والترحيل بالتنسيق مع بقية الأجهزة الأمنية. وتعد الوكالة، التي تأسست بعد هجمات 11 سبتمبر، واحدة من أبرز أذرع إنفاذ القوانين المرتبطة بالهجرة والأمن القومي، وتدير ميزانية سنوية تقدر بنحو 8 مليارات دولار.
إلى جانبها، تشارك قوات الحرس الوطني التي تضم أكثر من 325 ألف عنصر، وتُستدعى عادة للمهام العسكرية الطارئة وحالات الكوارث. أما قوات مشاة البحرية التي تضم نحو 190 ألف عنصر، فقد أوكلت لها حماية المنشآت الفيدرالية والتعامل مع الاعتداءات المحتملة خلال الاحتجاجات المتصاعدة.
اتهامات متبادلة بين ترامب ونيوسوم
وسط هذه الأحداث، تصاعدت الحرب الكلامية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم، حيث اتهم الأخير الرئيس بـ”خدمة أجندته على حساب الدستور”، محذراً من أن الديمقراطية “تتعرض لاعتداء مباشر”. وأشار نيوسوم إلى أن الإجراءات الفيدرالية أثرت على كافة مناحي الحياة في الولاية.
من جانبه، واصل ترامب هجومه على المحتجين، واصفاً إياهم بـ”الحيوانات”، ملوحاً بعقوبات تصل إلى السجن لمدة عام على كل من يحرق العلم الأميركي. كما هدد باستخدام القوة في مواجهة أي احتجاجات بالتزامن مع العرض العسكري الذي تنوي الإدارة تنظيمه في ذكرى تأسيس الجيش الأميركي وعيد ميلاد الرئيس.