بعد 14 ساعة: ضربات إسرائيل على إيران ما تزال مستمرة
جيش الاحتلال يستدعي قوات احتياطية كبيرة

كتب: أشرف التهامي
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرب البرنامج النووي لطهران وكبار القادة العسكريين؛ وتدوي صفارات الإنذار في الشمال قبل أن تعترض القوات طائرة إيرانية مسيرة؛ وتواصل إسرائيل هجماتها بلا هوادة على إيران؛ وتؤدي الغارات الليلية إلى تدمير الدفاعات الجوية للبلاد وتحطيم مراكز القيادة الإستراتيجية.
استعدادات أوسع للعمليات الدفاعية والهجومي
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد ظهر الجمعة أنه بدأ بتجنيد جنود احتياط من وحدات مختلفة إلى مناطق قتالية مختلفة في أنحاء البلاد، في ظل استمرار الغارات على إيران، والمستمرة منذ 14 ساعة منذ بدء العملية. ووفقًا لمكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار استعدادات أوسع للعمليات الدفاعية والهجومية، عقب تطورات العملية.
دوّت صفارات الإنذار في منطقة الجليل الأعلى شمال إسرائيل يوم الجمعة، بما في ذلك مدن مثل المطلة وكريات شمونة، الواقعتين قرب الحدود اللبنانية. وأفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد سماع صفارات الإنذار بقليل، باعتراض طائرة مسيرة أُرسلت من إيران في المنطقة.
أفادت إيران بوقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين في أحياء طهران، حيث أن الغارات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 78 شخصًا وإصابة 329 آخرين، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام محلية يوم الجمعة.
“الرد الإيراني سيبدأ قريبًا”
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن مصدر أمني تحذيره من أن “الرد الإيراني سيبدأ قريبًا”. وقال مصدر عسكري إن إسرائيل تتوقع صواريخ إيرانية قادمة، محذرًا من أن “الثمن سيُدفع”، ومتعهدًا باستمرار الهجمات حتى تحقيق جميع الأهداف. وأضاف المسؤول: “سنهاجم ولن نلين. إذا شنت إيران هجومًا، فسيكون لدينا المزيد من الأهداف”.

توقع المزيد من الضربات
وصف مسؤولون إسرائيليون كبار الهجوم الليلي بأنه حملة تاريخية ضد أحد أقوى جيوش المنطقة. وأضافوا أنه بدأ باغتيالات دقيقة، ودمر الدفاعات الجوية الإيرانية، مما فاجأ القيادة الإيرانية. وأفادت التقارير بأن واشنطن دعمت العملية، بينما لا يزال الغموض يكتنف التدخل الأمريكي مستقبلاً. ويقدر المسؤولون الإسرائيليون أن القتال قد يمتد لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع، مع توقع المزيد من الضربات.
من المتوقع أن يتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الجوية الإسرائيلية غاراتها على إيران والتي دخلت لحظتها الأخيرة، بما في ذلك هجمات على محافظة همدان غرب إيران.
وقد دعا نتنياهو إلى عقد إحاطة أمنية الساعة 6:30 مساءً بالتوقيت المحلي لتقييم حملة الضربات في إيران، والتي أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”. وسينضم إليه وزير الدفاع إسرائيل كاتس، ومدير الموساد ديفيد برنياع، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الفريق إيال زامير، ومسؤولون أمنيون كبار آخرون.

سيتحدث كاتس، الذي اطلع على العملية، مع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث في وقت لاحق من يوم الجمعة، وفقًا لمكتبه. وأفادت التقارير بأن مسؤولين أمريكيين دعوا إيران لاستئناف المحادثات النووية يوم الأحد، لكن طهران رفضت وقد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
مقاومة “الحرب النفسية”
فرضت السلطات الإيرانية قيودًا مؤقتة على الإنترنت، متعللة بـ”ظروف خاصة”. وحذّر الرئيس مسعود بزشكيان من أن الرد الإيراني “القوي والمشروع” سيجبر “العدو على الندم على فعلته الحمقاء”، ودعا المواطنين إلى مقاومة “الحرب النفسية”.
وأفادت وكالة مهر للأنباء الحكومية بمقتل خمسة أشخاص وإصابة 12 آخرين في غارات على مدينة تبريز، والتي ألحقت أضرارًا بالغة بمطار المدينة الدولي وقاعدة الشهيد فاقوري العسكرية.
وفي سياق منفصل، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية طائرة مسيرة إيرانية فوق سوريا قرب الحدود الإسرائيلية؛ بينما اعترضت طائرات مسيرة أخرى قادمة من إيران قبل دخولها الأراضي الإسرائيلية، وفقًا لمسؤولي الدفاع الإسرائيلي.
كما صرحت وكالة مهر أن طهران لم تشن أي هجمات بطائرات مسيرة ردًا على ذلك، قائلةً إن “الانتقام الحقيقي سيحدث قريبًا، ولن يُعلن عنه إلا من خلال المصادر الرسمية”.
وفي وقت سابق، أفاد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد إيفي دفرين، بأن الجيش الإسرائيلي اعترض بنجاح جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل في إطار الضربة الانتقامية.
ورفعت قيادة الجبهة الداخلية تعليماتها بالبقاء في الملاجئ بعد ذلك بوقت قصير. ووفقًا للمسؤولين، أُطلقت أكثر من 100 طائرة مسيرة إيرانية من مواقع متعددة، بما في ذلك العراق.
نقلت رويترز عن مصدرين إسرائيليين قولهما إن الغارات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 من كبار القادة الإيرانيين. وأكدت إسرائيل مقتل قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده وآخرين.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حاجي زاده وعدد من كبار قادة الطائرات المسيرة والدفاع الجوي استُهدفوا أثناء اجتماعهم في مخبأ قيادة تحت الأرض في إيران.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن استخباراته حددت التجمع وشن الهجوم لاستباق ضربة إيرانية مخططة. وفي بيان، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الغارة ألحقت أضرارًا جسيمة بالدفاعات الجوية الإيرانية وموقعها النووي في نطنز، مؤكدًا أنه من المتوقع استمرار العمليات وحث الإسرائيليين على الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية. وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بوقوع ضربة أخرى على نطنز. وتُظهر صور الأقمار الصناعية أضرارًا جسيمة في الموقع. وقال أكبر صالحي، نائب وزير الدفاع لشؤون إنفاذ القانون في محافظة أصفهان، إنه لم تقع إصابات أو تسربات إشعاعية في منشأة نطنز.
صور الأقمار الصناعية تظهر أضرارا جسيمة في الموقع النووي الإيراني في نطنز
قال مسؤول كبير في حزب الله لرويترز إن الحزب “لن يبادر بهجوم على إسرائيل”، على الرغم من أن بيانه أدان “العدوان الوحشي” الذي شنته إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة، مؤكداً أن إسرائيل انتهكت المعايير الدولية وتدفع المنطقة نحو مزيد من التصعيد.
صرح مصدر آخر مرتبط بحزب الله لقناة الحدث السعودية أن “ما يحدث بين إسرائيل وإيران شأن دولي، ولن نتدخل”.
كما بثّ الموساد لقطات نادرة لضربات سرية بطائرات مسيرة وضربات صاروخية دقيقة داخل إيران استهدفت أنظمة الدفاع الجوي. وقال مسؤولون إسرائيليون إن هذه المقاطع نُشرت للإشارة إلى ضعف النظام وتثبيط أي رد عنيف.