وائل نجم يكتب: المشير طنطاوي أحد رموز العسكرية المصرية
سجل اسمه بحروف من ذهب في تاريخ مصر، وقاتل فضرب أروع الأمثلة والنجاحات في حرب أكتوبر، كما أنه رجل دولة تولى مسؤولية إدارة الدفة في إحدى أصعب الفترات فتصدى خلالها بحكمة واقتدار للمخاطر المحدقة التي أحاطت بمصر، أنه المشير محمد حسين طنطاوي.
ولد في 31 أكتوبر 1935 في شارع عبد العزيز جاويش بحي عابدين بالقاهرة لأب موظف بسيط نوبي من قبيلة الفدكة في قرية أبو سمبل، أسوان.
الوالدحسينرطنطاويروشقيقه تزوجا من قاهريتين،أما الشقيقات فتزوجن من نوبي فدكة.
حصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربيةعام 1956.
متزوج وله من البنين اثنان
ترقي إلى رتبةمشيرفي 1/10/1993، مع توليه منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع والإنتاج الحربي.
ويعتبر المشير طنطاوى هو أحد أهم أركان الجهاز العسكري المصري خلال السنوات الماضية، فقد استطاع خلالها المحافظة على هيبة الدولة المصرية واحترامها من قبل أعدائها قبل أصحابها.
وإلى جانب قيادته القوات المسلحة منذ 20 عاماً كوزير للدفاع والإنتاج الحربي أصبح يرأس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذي أوكل إليه الرئيس السابق محمد حسني مبارك مهمة إدارة شئون البلاد بعد تنحيه عن السلطة.
كان حريصا على أن تتحلى القوات المسلحة في عهده بأعلى درجات اليقظة من خلال الاحتفاظ بأعلى درجات الكفاءة والاستعداد القتالي، وإدراك ما يدور حولها من أحداث ومتغيرات.
وللمشير صولات وجولات عسكرية تدرس حتى الآن، ومنها معركة المزرعة الصينية وهى أحد أهم المعارك التي كان لها تأثير كبير، سواء من الناحية التكتيكية علي أرض المعركة أو من الناحية النفسية في حرب أكتوبر، فقد أوجدت هذه المعركة فكرا عسكريا جديدا يجري تدريسه إلى الآن في جميع الكليات والمعاهد العسكرية العليا، وكتب عنها أعظم المحللين العسكريين ومن بينهم محللون إسرائيليون.
وأسفرت هذه المعركة عن فكر جديد لقائد الكتيبة 16 من الفرقة 16 مشاة، وهو المقدم أركان حرب محمد حسين طنطاوي وقتها، كما أبرزت معركة المزرعة الصينية مواقف بطولية عديدة لأفراد الكتيبة 18 مشاة بقيادة المقدم أحمد إسماعيل عطية وهي الكتيبة التي أذهلت العدو وكان لها دور كبير في تحقيق النصر بهذه المعركة.
وبدأت مهام الكتيبة يوم 6 أكتوبر بعبور المانع المائي لقناة السويس في نصف ساعة فقط، وكان المفترض أن تعبرها في ساعة، ثم بدأت الكتيبة في التقدم باتجاه الشرق وحققت مهامها الأولية باستيلائها علي رؤوس الكباري الأولي، وصد وتدمير الهجمات المضادة التي وجهت إليها، وكانت حصيلة ذلك تدمير 5 دبابات من قوات العدو، وعزل النقطة القوية بالدفرسوار وحصارها.
ثم قامت الكتيبة بتطوير الهجوم في اتجاه الشرق وتحقيق المهمة التالية وهي احتلال رأس الكوبري النهائي مع الاستمرار في صد وتدمير الهجمات المضادة للعدو.
أما أهم المعارك التى خاضتها هذه الكتيبة، فكانت معركة المزرعة الصينية ومنطقة المزرعة الصينية يرجع تاريخها إلي عام 67 حيث تم استصلاح هذه الأرض لزراعتها، وتم إنشاء بعض المنازل بها وشقت الترع وقسمت الأحواض لزراعتها وكان يطلق عليها أيضا قرية الجلاء.
وقد وصف الخبراء هذه المعركة بأن قالوا أن الكتيبة 16 مشاة والكتيبة 18 مشاة تحملتا عبء أكبر معركة في حرب أكتوبر، إن لم تكن أكبر معركة في التاريخ الحديث من حيث حجم المدرعات المشاركة فيها، كما كان لهذه المعركة أكبر الأثر في نصر أكتوبر المجيد وإعطاء العدو الإسرائيلي درسا لم ولن ينساه.
شارك المشير في حرب العدوان الثلاثي، عام 1956م – كما شارك في حرب يونية 1967 كما شارك في حرب الاستنزاف في الأعوام 1967- 1972م – كما شارك في حرب 6 أكتوبر 1973م، كما شارك في حرب تحرير الكويت، عام 1991م (رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة).
رحم الله المشير طنطاوى الرمز العسكري الذي وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن.