المصنعون الصينيون يتجهون إلى مصر هربًا من الرسوم الأمريكية

كتب – ياسين عبد العزيز
كشفت صحيفة “ساوث تشاينا مورننج بوست” أن العديد من المصنعين الصينيين بدأوا في تحويل خطوط إنتاجهم إلى مصر مع استمرار الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة حيث يسعى المصنعون لتقليل تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على المنتجات الصينية والتي توسعت مؤخرًا لتشمل دول جنوب شرق آسيا التي كانت في السابق الملاذ الرئيسي للمصانع الصينية التي خرجت من الصين بحثًا عن تخفيض التكاليف الجمركية.
ترامب يؤكد دعم أمريكا الكامل لإسرائيل ويدعو إيران للتفاوض
أكدت الصحيفة أن أصحاب مصانع صينيين بدأوا بزيارة مصر بكثافة خلال الشهور الماضية في خطوة وصفتها الصحيفة بتحول كبير في سلاسل التوريد العالمية حيث يعمل المصنعون على تأسيس مصانع داخل مصر للاستفادة من الامتيازات التجارية والجمركية التي تقدمها مصر بالإضافة إلى كونها نقطة عبور استراتيجية للأسواق الإقليمية والدولية في ظل ارتفاع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بشكل غير مسبوق في الأسواق الأمريكية.
ذكرت الصحيفة أن الإجراءات الأمريكية بدأت بشكل مكثف منذ فترة رئاسة دونالد ترامب الذي فرض رسوماً جمركية كبيرة على الصين كجزء من سياسات الحماية التجارية الأمريكية وهو ما دفع العديد من الشركات الصينية إلى البحث عن مواقع بديلة للإنتاج وركزت هذه الشركات على دول جنوب شرق آسيا التي أصبحت لاحقاً هدفاً جديداً للرسوم الأمريكية بعد أن قررت الإدارة الأمريكية في أبريل الماضي فرض تعريفات جمركية مرتفعة على السلع القادمة من تلك الدول وصلت إلى 49% بجانب استمرار فرض رسوم مرتفعة على السلع الصينية بنسبة وصلت إلى 145%.
وأوضحت الصحيفة أن واشنطن قررت لاحقاً تعليق تطبيق الرسوم “المتبادلة” وخفضت الرسوم الجمركية المفروضة على الصين إلى 30% لكنها ما زالت قائمة وقد يتم تفعيلها مرة أخرى خلال الصيف المقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد مما دفع المصنعين الصينيين إلى الإسراع في البحث عن مناطق إنتاج آمنة ومن هنا برزت مصر كأحد الخيارات المفضلة بسبب انخفاض معدل الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع المصرية والتي لم تتجاوز 10% خلال أبريل الماضي مما جعل البيئة الاستثمارية في مصر أكثر جاذبية للمستثمرين الصينيين.
أعلنت جمعية أعمال مصرية في مارس الماضي عن توقيع 10 صفقات استثمارية جديدة مع شركات صينية بقيمة 60 مليون دولار وتركزت معظم الاستثمارات الجديدة في المشروعات الصناعية التي تستهدف المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهي واحدة من أهم المناطق الصناعية في مصر التي توفر تسهيلات جمركية وبنية تحتية حديثة وجاذبة للاستثمار.
بلغ حجم الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر حتى نهاية عام 2023 نحو 1.29 مليار دولار وفقاً للإحصاءات الرسمية الصينية فيما تشير التقارير إلى وجود أكثر من 2500 شركة صينية نشطة في السوق المصري حالياً وتستمر الشركات الصينية في التوسع بمشروعاتها في مصر وسط قناعة تزداد بين المستثمرين بأن مصر قد تمثل نقطة استقرار إنتاجي في ظل اضطرابات التجارة العالمية المستمرة.