إسرائيل وإيران.. ما بعد الضربة: هل بدأ تنفيذ السيناريو الكبير؟

فريق التحرير – بيان
في تصعيد جديد يحمل دلالات استراتيجية عميقة، تشهد المنطقة واحدة من أخطر جولات الصراع بين إسرائيل وإيران، وسط تساؤلات تتزايد حول الهدف الحقيقي من هذه المواجهة، وما إذا كان ما يحدث هو تمهيد لمشروع أوسع يمتد لما بعد إيران.
أكد الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني، رئيس تحرير “موقع بيان” إلى أن ما نراه حاليًا ليس مجرد تبادل للضربات، بل جزء من خطة أوسع تتجاوز إيران لتصل إلى عمق الخريطة الإسلامية.
وأضاف عبد الغنى فى حديثه لبرنامج “هنا ماسبيرو” حلقة يوم الاثنين 16 يونيو الجارى المذاعة على القناة الثانية من تقديم الإعلامية دينا فاروق أن الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، والتي بلغت بحسب تقديره نحو “200 طائرة مقابل 200 صاروخ”، تُخفي وراءها هدفًا أبعد من البرنامج النووي الإيراني.
وكشف عبد الغنى عت هذا الهدف بالقول إن الهدف الحقيقي، هو تحييد القوى الإسلامية المؤثرة إقليميًا مثل إيران، وحزب الله، والحوثيين، تمهيدًا لإقامة ما يسميه اليمين الإسرائيلي بـ”المملكة اليهودية” التي لا تقبل بوجود تهديد إسلامي على حدودها.
لماذا دخلت باكستان الحسابات؟
فجر عبد الغني مفاجأة لافتة بتأكيده أن إسرائيل تضع باكستان ضمن أهدافها الاستراتيجية منذ أن أصبحت قوة نووية قبل نحو عقدين. “وجود دولة إسلامية تملك قنبلة نووية أمر غير مقبول إسرائيليًا”، بحسب تعبيره، لا سيما في ظل تصاعد الخطاب الديني في إسرائيل، ووجود تحالف يميني متطرف بين العلمانيين والصهيونية الدينية التوراتية، يرى في “القنبلة الإسلامية” خطرًا وجوديًا.
الأهداف الخفية والسيناريوهات المفتوحة
بحسب التحليل، فإن إسرائيل تخوض هذه الحرب بدعم تيار داخلي يرغب في تصدير الأزمة، وتثبيت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سياسيًا رغم أزماته القضائية. أما عن السيناريوهات المطروحة، فحددها عبد الغني في ثلاثة مسارات:
-
تصعيد محدود: مع امتناع أميركي عن الدخول المباشر، تظل المواجهة محصورة في الحدود التقليدية.
-
فتح جبهات رديفة: مثل غزة أو اليمن، بهدف تشتيت الضغط على الجبهة الإسرائيلية.
-
انزلاق نحو مواجهة كبرى: قد تشهد تدخلاً دوليًا وتحولًا إلى حرب إقليمية أو حتى عالمية مصغّرة، خاصة إذا تم استهداف المنشآت النووية أو استخدام أسلحة تكتيكية محرّمة.
نظام الملالي في مرمى النيران
أشار عبد الغني إلى أن إسرائيل والغرب يسعيان إلى تفكيك النظام الإيراني من الداخل، مشيرًا إلى وجود أوراق ضغط داخلية مثل “مجاهدي خلق” واللعب على التعددية العرقية داخل إيران، التي يشكّل الفرس فيها أقل من 30% من السكان.
مصر تتابع وتتحرك بثقة
اختتم عبد الغني حديثه بالإشارة إلى موقف مصر، مؤكداً أن الدولة المصرية قوية وتتابع التطورات عن كثب، وأن الشعب المصري يمتلك الوعي الكافي للتعامل مع أية تطورات قادمة.
وأخيرا فالمواجهة بين إسرائيل وإيران ليست سوى بداية لمرحلة جديدة من إعادة رسم خرائط النفوذ في الشرق الأوسط. السؤال لم يعد: هل تتسع الحرب؟ بل إلى أين يمكن أن تصل؟، ومن سيكون الهدف التالي في مشروع “الهيمنة الدينية والسياسية” الذي يتبناه اليمين الإسرائيلي؟.
جدير بالذكر أن برنامج “هنا ماسبيرو” يُقدم تحت إشراف عام رئيسة التليفزيون نائلة فاروق، وإشراف فني وليد حسن، ومن إعداد محمد صابر، ورئاسة تحرير سمر يس، وإخراج وليد حسن.