هجمات إيران وإسرائيل: لماذا دعت طهران لحذف تطبيق واتساب؟

مصادر – وكالات

مع استمرار المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل لليوم السادس على التوالي، تصاعد الجدل داخل إيران بشأن تطبيق المراسلة “واتساب”، بعد أن دعت السلطات الرسمية المواطنين إلى حذفه بدعوى تهديده للأمن القومي.

وكان التلفزيون الإيراني الرسمي قد دعا، يوم الثلاثاء 17 يونيو/حزيران، الإيرانيين إلى “حذف تطبيق واتساب من هواتفهم”، متهماً التطبيق بجمع معلومات حساسة مثل الموقع الجغرافي للمستخدمين وتسريبها إلى “العدو الصهيوني”، على حد تعبيره.

في المقابل، نفت شركة “واتساب”، المملوكة لمجموعة “ميتا”، هذه الاتهامات، مؤكدة في بيان رسمي يوم الأربعاء 18 يونيو/حزيران، أن “كل الرسائل مشفّرة من الطرفين، ولا يمكن لأي جهة، بما في ذلك واتساب نفسها، الاطلاع على محتواها”. وأضافت: “لا نقدم أي معلومات لأي حكومة، ونخشى أن تكون هذه المزاعم ذريعة لحجب التطبيق في وقت يحتاج فيه الناس للتواصل الآمن مع أسرهم”.

ورغم عدم تقديم السلطات الإيرانية لأي أدلة ملموسة تدعم اتهاماتها، إلا أن المخاوف المرتبطة بالخصوصية الرقمية تعود إلى أشهر مضت، حين أعلنت “ميتا” في يناير/كانون الثاني الماضي، أن مجموعة من الصحفيين والمستخدمين تعرضوا لهجمات إلكترونية بواسطة برنامج تجسس تابع لشركة إسرائيلية تُدعى “باراغون سوليوشنز”، وذلك باستخدام هجمات من نوع “Zero-click” التي لا تتطلب أي تفاعل من الضحية.

وتزامناً مع التصعيد العسكري، فرضت إيران منذ يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران قيوداً مؤقتة على الإنترنت، ما تسبب في تعطل واسع لمواقع وتطبيقات مختلفة. كما جددت السلطات دعواتها للمواطنين لتوخي الحذر في استخدام الأجهزة المرتبطة بالإنترنت، في حين حظرت استخدام الأجهزة الذكية على الموظفين الحكوميين والأمنيين.

وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان ما حدث عام 2022، حين فرضت الحكومة الإيرانية حظرًا على “واتساب” و”غوغل بلاي” أثناء الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.

في ظل التصعيد الحالي، يتزايد التوتر الرقمي إلى جانب التوتر العسكري، ما يعكس الطابع المركّب للحرب بين طهران وتل أبيب، والتي تجاوزت حدود الجبهات التقليدية إلى ميادين الحرب السيبرانية والمعلوماتية.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى