ملاجئ تحت الأرض.. سكان تل أبيب يواجهون الحرب في الظلام وسط إهمال رسمي
إعلام عبرى: مأوى نووي مهمل في تل أبيب يكشف هشاشة الجبهة الداخلية وسط تصاعد التوتر مع إيران

وكالات
مع تصاعد المواجهات بين إسرائيل وإيران، لجأ سكان جنوب تل أبيب إلى ملجأ نووي قديم يقع أسفل محطة الحافلات المركزية، ليكتشفوا أن المكان، رغم ضخامته، في حالة يرثى لها من الإهمال والتدهور.
شكاوى
يقول دانيال ونيتا، وهما من سكان المنطقة، إن منزلهما يحتوي على غرفة محصنة، لكن بعد الأضرار التي لحقت بعدد من الملاجئ في مدن مثل بيتاح تيكفا، بدآ في البحث عن خيار أكثر أمانًا، ليقودهما ذلك إلى الملجأ النووي في محطة الحافلات، وهو منشأة ضخمة مزودة بغرف إزالة تلوث، ودورات مياه، ودشّات، وخزانات مياه، وأبواب مقاومة للانفجارات ، لكنها جميعًا مهجورة ومتهالكة.
وأضافت “سابير”، وهي من سكان جنوب تل أبيب أيضاً، أنها كانت تفكر في قضاء الليل داخل الملجأ لحمايتها من الهجمات، لكنها تراجعت فور رؤية الوضع المأساوي داخله: “في هذا الوضع، لا يمكن لأي شخص البقاء هنا”، مشيرة إلى أن بعض الملاجئ تظل مغلقة حتى أثناء إطلاق صفارات الإنذار، وأنه تم منعها من دخول أحد ملاجئ المدارس بسبب “الخوف من السرقة”.
وأوضحت أن سكان المنطقة — منهم لاجئون ومهاجرون وعائلات محدودة الدخل — غالباً لا يملكون ملاجئ خاصة، على عكس سكان الأحياء الثرية في تل أبيب، الذين تحوّلت ملاجئهم إلى أماكن مريحة تحتوي حتى على ألعاب أطفال، قائلة: “هنا الظلام دامس، والرائحة كريهة، والأرض مغطاة بالبراز، والناس يمشون على ألواح خشبية لتفاديه. لماذا يُقبل بهذا الوضع؟”
البعض الآخر قرر تجاهل الملجأ تمامًا. يقول مناحم، بائع إلكترونيات في المحطة: “لم أنزل إلى هناك، يكفي أن ترى السلم لتتراجع”، بينما قال عدد من سائقي التاكسي إنهم لن يخاطروا بالنزول إلى الملجأ حتى في أثناء الغارات.
الوصول إلى الملجأ
الوصول إلى الملجأ ليس واضحًا، إذ يصعب العثور على المداخل، وحتى بعد النزول ثلاث طوابق، يُصدم الزائر بباب مغلق. “بالصدفة وجدنا باب طوارئ عليه لافتة 37/1، وكان هناك شخص يرفض إدخالنا ولا نعرف من يكون”، يقول دانيال ونيتا.
تُضيف سابير: “الإشارات باللغة العبرية غير واضحة، والمفترض أن تكون باللغات التي يتحدثها سكان الحي: العبرية، الإنجليزية، العربية، الأمهارية، والتيغرينية. الناس لا يجب أن تواجه الأبواب المغلقة في لحظة خطر”.
رد رسمي
وفي رد رسمي، قالت بلدية تل أبيب إنها فتحت جميع الملاجئ العامة في المدينة، وحسّنت اللافتات الإرشادية، كما أضافت مواقف سيارات تحت الأرض كملاجئ بالتنسيق مع الجبهة الداخلية التابعة للجيش. وتم تفتيش مئات الملاجئ في المدارس والمراكز الاجتماعية، وتوفير أكثر من 600 غرفة محصنة مطابقة لمعايير السلامة الوطنية.
كما أعلنت البلدية أنه تم إنشاء نحو 90 ملجأً عامًا جديدًا منذ بداية الحرب، وتمت إعادة فتح ملجأ محطة الحافلات المركزية بعد تنظيف شامل من قِبل إدارة المحطة بالتنسيق مع البلدية. ومع ذلك، شددت على أن صيانة الملجأ تقع على عاتق شركة إدارة المحطة.