د. علي عبد النبي الخبير النووى: البرنامج النووي الإيراني محصّن

كتبت: هدى الفقى

قال الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة المواد النووية المصرية سابقًا، إن منشأة “فوردو” النووية ليست الوحيدة المهمة في البرنامج النووي الإيراني، موضحًا أن هناك منشآت أخرى كـ”ناتانز” تمتلك نفس القدرات الاستراتيجية، وأن المنشأتين تقعان تحت الأرض وعلى عمق يزيد عن 80 مترًا، ما يجعل استهدافهما العسكري أمرًا بالغ الصعوبة ولا يخدم مصلحة أحد، سواء إسرائيل أو الولايات المتحدة.

وأضاف د. عبد النبى فى تصريحات إعلامية اليوم الجمعة، أن الاتفاق النووي الموقّع عام 2015 (اتفاق 5+1) كان قد حدد سقف التخصيب وعدد أجهزة الطرد المركزي العاملة، حيث تم تقليصها من 3000 إلى 1044 جهازًا، منها فقط 348 جهازًا يسمح لها بالعمل بنشاط منخفض (3.67%)، وهي نسبة كانت مقبولة من الجميع بما فيهم إيران والولايات المتحدة والدول الأوروبية، قبل أن ينسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق بتحريض من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – بحسب تعبيره – مما فجّر الأزمة الحالية.

إيران.. تحت رقابة مشددة

وأشار د. عبد النبي إلى أن إيران هي الدولة الأكثر تعرضًا للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، موضحًا أن 56% من ميزانية الوكالة تُخصص فقط للرقابة على إيران، وهو ما يعكس حجم الضغوط المفروضة عليها دوليًا.

وأضاف أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق دفع إيران إلى رفع نسبة التخصيب إلى 20%، وهي مرحلة متقدمة تقنيًا، إذ تُمكّنها من الوصول إلى 90% – النسبة اللازمة لصناعة سلاح نووي – دون عوائق تقنية، معتبرًا أن هذه الخطوة تعني أن طهران تجاوزت العقبات التكنولوجية الأساسية.

لا تأثير حقيقي على قدرات إيران

وحول الحديث عن استهداف منشأة “فوردو”، أكد عبد النبي أن تدميرها لن يضر فعليًا بالقدرات النووية الإيرانية، نظرًا لأن المعرفة والخبرات والعقول العلمية الإيرانية هي التي تحفظ البرنامج، وليس البنية التحتية وحدها.

كما أوضح أن المواد الموجودة داخل المنشأة ليست شديدة الإشعاع، بل هي مواد قابلة للتعامل معها مثل “ثاني أكسيد اليورانيوم” و”سادس فلوريد اليورانيوم”، وليست مواد خطرة إشعاعيًا.

وأضاف أن الوقود النووي المخصب بنسب أعلى من 60% – والذي يُستخدم كسلاح – لا يُخزن داخل المنشآت المعروفة، بل يُنقل إلى أماكن آمنة، وهو ما يعني أن تدمير منشأة مثل “فوردو” لن يؤثر على المخزون الاستراتيجي الإيراني.

القنبلة النووية: “صعبة سياسيًا، لكنها سهلة فنيًا”

وفي سياق الحديث عن احتمال تصنيع قنبلة نووية، قال عبد النبي إن إيران تملك حاليًا ما يكفي من المواد المخصبة والمعرفة الفنية لإنتاج قنبلة نووية بسهولة، مشيرًا إلى أن صنع القنبلة من وقود مخصب بنسبة 90% يجعلها صغيرة وخفيفة، ويمكن تحميلها على صاروخ باليستي أو فرط صوتي، بخلاف القنبلة المصنوعة من تخصيب 20% التي ستكون ثقيلة وضخمة، وغير عملية من الناحية العسكرية.

اللوم على ترامب ونتنياهو

في ختام حديثه، حمّل عبد النبي مسؤولية تدهور الوضع النووي والسياسي إلى الرئيس الأمريكي السابق ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، معتبرًا أن اتفاق 2015 كان الأفضل لضمان عدم تطوير إيران لسلاح نووي، وأن الخروج الأمريكي منه كان “الشرارة التي أشعلت كل هذه الفوضى”، على حد تعبيره.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى