أول تعليق رسمي من إيران بعد الضربة الأميركية على المنشآت النووية
إيران تدين غارات أمريكية على منشآتها النووية وتطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن

مصادر – بيان
في تصعيد غير مسبوق، أدانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة الهجمات العسكرية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، ووصفتها بـ”العدوان السافر” و”انتهاك خطير لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، مطالبة بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمحاسبة الولايات المتحدة وتحميلها المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه الهجمات.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي أشار إلى أن الغارات الأمريكية وقعت في وقت كانت فيه إيران تخوض محادثات دبلوماسية مع الترويكا الأوروبية وعدد من وزراء الخارجية الإقليميين بشأن تسوية سلمية للأزمة النووية، مضيفًا: “فوجئنا بعدوان عسكري أثناء مسار تفاوضي نشط، وهذا يثبت أن واشنطن لا تحترم قواعد القانون الدولي ولا لغة الدبلوماسية”.
وأكد الوزير الإيراني أن بلاده تحتفظ بحق الرد المشروع وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وأضاف: “لن نفرّط في سيادتنا، وسندافع عن شعبنا ومؤسساتنا بكل الوسائل الضرورية”.
اتهام مباشر لإسرائيل بالتنسيق مع واشنطن
وخلال حديثه، اتهم الوزير الإيراني إسرائيل بالضلوع في الهجوم، واصفًا إياها بـ”نظام الإبادة الخارج عن القانون”، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”التواطؤ الأمريكي–الإسرائيلي في استهداف إيران”.
وقال إن “إدارة واشنطن تتحمل كامل المسؤولية عن نتائج هذا العمل العسكري الذي لا يُغتفر”، محذرًا من “عواقب وخيمة قد تجر المنطقة والعالم نحو الفوضى”.
دعوة إلى تحرك دولي
وطالب وزير الخارجية الإيراني الوكالة الدولية للطاقة الذرية بضرورة اتخاذ موقف واضح، مذكّرًا بأن المنشآت المستهدفة كانت خاضعة للرقابة والتفتيش الدولي، وتم تصنيف برنامج إيران النووي على أنه سلمي، وفق تقارير الوكالة السابقة.
كما دعا المجتمع الدولي إلى عدم الصمت تجاه “العدوان الأمريكي” الذي “قد يُعيد العالم إلى شريعة الغاب”، على حد وصفه.
موقف من الوساطات الإقليمية
وفي رده على أسئلة الصحفيين، أكد الوزير أن الأبواب لا تزال نظريًا مفتوحة أمام الحلول الدبلوماسية، لكنه شدد على أن “الولايات المتحدة هي من فجّرت مسار المفاوضات”.
وأضاف: “كنا في مفاوضات نشطة مع الأوروبيين في جنيف قبل يومين، ولم تكن إيران من تخلت عن الحوار، بل واشنطن التي اختارت طريق التصعيد العسكري”.
وحول المبادرات الإقليمية، أشار إلى وجود تواصل مع تركيا وقطر وعدد من الدول الأخرى، لكنه أكد أن “الشرط الأول لاستئناف أي مسار تفاوضي هو وقف العدوان ومحاسبة المعتدين”.
أضرار غير محددة.. ورسائل تحذيرية
ورغم عدم تقديم تفاصيل دقيقة عن حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت الإيرانية، أوضح الوزير أن “حجم الضرر الحقيقي يتجاوز البنية التحتية، ليطال ميثاق الأمم المتحدة نفسه، ويمس بمصداقية المنظمات الدولية وصمتها أمام هذا الانتهاك الفاضح”.