بعد الضربات الأمريكية.. هل ستختار إيران التصعيد وإغلاق مضيق هرمز؟

كتب: أشرف التهامي
في أعقاب الضربة الأمريكية على إيران (22 يونيو) التي استهدفت مواقع نووية (فوردو، ونطنز، وأصفهان) والهجمات الإسرائيلية المستمرة، يُطرح السؤال: هل ستختار إيران التصعيد وإغلاق مضيق هرمز؟
يقع مضيق هرمز تحت المسؤولية العسكرية المشتركة للقوتين البحريتين الإيرانيتين: البحرية الإيرانية (IRIN) والبحرية التابعة للحرس الثوري الإسلامي (IRGCN)
من بين القوتين، تمتلك البحرية التابعة للحرس الثوري الإسلامي قوات أكثر عددًا وأفضل تجهيزًا في المنطقة وتتمتع بنفوذ أكبر. يقع المقر الرئيسي للبحرية التابعة للحرس الثوري الإسلامي في قاعدة بندر عباس على شواطئ مضيق هرمز.
تنقسم المساحة البحرية العملياتية للحرس الثوري الإسلامي في الخليج العربي إلى خمس مناطق جغرافية متميزة. يشرف قائد كل منطقة على عدة قواعد وموانئ، إلى جانب وحدات عملياتية مختلفة تحت قيادته.
المنطقة الأولى: مركزها قاعدة صاحب الزمان في مدينة بندر عباس، وهي المقر الرئيس للقوات البحرية التابعة للحرس الثوري، ومهمتها حماية مضيق هرمز وبندر عباس وجزيرة قشم، ودعم المناطق البحرية الأخرى. وفيها وحدة الكوماندوز ومشاة البحرية الخاصة (لواء الإمام سجاد)، ووحدة من لواء ذو الفقار القتالي السطحي، التي تتمركز في قاعدة جزيرة قشم البحرية، ومجموعة الصواريخ آصف 16، ومقر حماية مصائد الأسماك.
تشمل “المنطقة العملياتية الأولى” منطقة بندر عباس-مضيق هرمز، وهي الأكبر بين المناطق الخمس.
المهمة الرئيسية لمنطقة بندر عباس-مضيق هرمز.
تتمثل مهمتها الرئيسية في مراقبة حركة الملاحة البحرية عبر مضيق هرمز، وهي منطقة استراتيجية لإيران (وعالميًا) نظرًا لأهميتها في تجارة النفط والغاز الدولية. ومن المهام الرئيسية الأخرى الدفاع عن منطقة ميناء بندر عباس المدني، وهو مركز تصدير إيراني رئيسي. ومنذ عام ٢٠١٦، يتولى الجنرال عباس غلام شاهي قيادة “المنطقة الأولى”، ومقرها ميناء شهيد باهنر بالقرب من بندر عباس.

تُتيح الأهمية الاستراتيجية للمضيق لحركة الملاحة البحرية العالمية لإيران وسيلة ضغط مهمة على المجتمع الدولي لتحقيق أهدافها.
المنطقة الثانية: مركزها قاعدة النبي نوح في بوشهر، ومهمتها الحفاظ على أمن وسلامة شمال ووسط الخليج العربي، بما في ذلك منشآت النفط في جزيرة خرج ومحطة بوشهر النووية. وتشمل قاعدة الشهيد محلاتي وقاعدة الإمام محمد باقر الجو-بحرية، وتضم وحدة من لواء ذو الفقار، تتمركز في جزيرة خرج، ولواء من مشاة البحرية، ولواءين صاروخيين.
المنطقة الثالثة: مركزها قاعدة الإمام الحسين في ميناء ماهشهر، ومهمتها السيطرة على منطقة شمال غرب الخليج العربي وخوزستان، وهي منطقة إستراتيجية، تمثل المثلث البحري بين إيران والعراق والكويت. وتضم مجموعة قواعد بحرية، منها: عبدان وماهشهر وآروند، وتتمركز فيها وحدة من مشاة البحرية، ووحدة من لواء ذو الفقار، ووحدة مهدي راوند، ولواء سيد الشهداء القتالي السطحي.
المنطقة الرابعة: مركزها قاعدة ثأر الله في عسلوية، ومهمتها حماية المنطقة الوسطى من الخليج العربي، بما في ذلك حقل بارس الجنوبي للغاز، وتضم قاعدة أنصار الحسين البحرية ووحدة من لواء ذو الفقار.
المنطقة الخامسة: مركزها قاعدة الإمام محمد باقر في مدينة لنجة، وهي مكلفة بأمن وسلامة جزر نازعات، وتضم 4 جزر: أبو موسى والسيري وطنب الكبرى وطنب الصغرى. وتغطي مهام القيادة الخامسة المنطقة الممتدة من نهاية جزيرة قشم إلى الغرب من جزيرة كيش، وفيها 3 ألوية بحرية، بما في ذلك وحدة من لواء ذو الفقار في بندر شناس، وتضم مخازن تحت الأرض ومنصات إطلاق صواريخ شمال بندر لنجة.
وتتميز قاعدة أبو موسى بالتحصين الشديد، وتضم شبكة من التحصينات تحت الأرض، إضافة إلى منظومة دفاع جوية صاروخية، تشمل صواريخ مضادة للطائرات موجهة من طراز هوك ومدافع مضادة للطائرات، إضافة إلى صواريخ مضادة للسفن من طراز “سي- 802” يمكن إطلاقها من مواقع ثابتة، وتضم لواء بحريا ولواء دفاع جوي.
قواعد الحرس الثوري الإيرانى
وتتبع للحرس الثوري قواعد أخرى مستقلة، أبرزها:
قاعدة سيريك (الشهيد مجيد راهبر) البحرية.
تقع في محافظة سيريك، شرق مضيق هرمز، بدأ إنشاؤها عام 2014، وتم افتتاحها عام 2020، والهدف من تأسيسها رصد كافة تحركات السفن عبر مضيق هرمز ومياه الخليج العربي وبحر عمان.
وتضم وحدات عسكرية، ومناطق محصنة تحت الأرض، وكاسرات أمواج بمساحة 20 هكتارا، وتتمتع بأهمية عسكرية، إذ تقع في نقطة إستراتيجية هامة بالقرب من مدخل مضيق هرمز، ما يجعلها قادرة على دعم مستوى العمليات البحرية الاستطلاعية والدفاعية والهجومية بمنطقة الخليج.
قاعدة الإمام علي البحرية
تقع في تشابهار، جنوبي شرق إيران، على ساحل خليج عمان، ومهمتها إنفاذ دوريات في المياه الإقليمية الإيرانية والمنافذ المؤدية إلى مضيق هرمز، والقيام بعمليات بحرية أمنية وعسكرية في خليج عمان والخليج العربي، بما في ذلك جمع المعلومات وتنفيذ عمليات خاصة وعمليات هجومية، إضافة إلى القيام بمهام التدريب وصيانة القوارب الصغيرة وحماية مصائد الأسماك.
قاعدة لواء أبي عبد الله للقوات الخاصة
تقع في جزيرة فارور، ومهمتها تنفيذ عمليات حربية سرية خاصة، وتوفير فرق أمنية ترافق سفن الشحن التجاري الإيراني وناقلات النفط عبر مناطق القرصنة في خليج عدن، وهي كذلك قاعدة تدريب قوات النخبة التابعة للبحرية الإيرانية، وفيها يتم تدريب قوات محلية وأجنبية.
قاعدة الإمامة البحرية
تقع في جاسك بالقرب من مضيق هرمز على خليج عمان، ومهمتها السيطرة على مداخل مضيق هرمز وحماية محطة جاسك النفطية ومصائد الأسماك.
قواعد القوات البحرية الإيرانية
تنقسم القوات البحرية الإيرانية كغيرها من القوات العسكرية الإيرانية الأخرى إلى قسمين: أحدهما القوات البحرية الإيرانية التابعة للجيش، والآخر القوات البحرية التابعة لحرس الثورة الإيرانية، ويمتلك كل منهما قواعد بحرية خاصة به.
وتتوزع القواعد التابعة للقوات البحرية الإيرانية على 4 قيادات أو مناطق بحرية رئيسة، هي:
المنطقة الأولى: مركزها قاعدة بندر عباس البحرية على مضيق هرمز، وهي أكبر مركز انتشار للوحدات البحرية الإيرانية.
المنطقة الثانية: مركزها قاعدة جاسك بمحافظة هرمزجان على خليج عمان.
المنطقة الثالثة: مركزها قاعدة تشابهار بمحافظة سيستان وبلوشستان على خليج عمان.
المنطقة الرابعة: مركزها قاعدة بندر أنزلي على بحر قزوين.
وتشمل هذه، من بين أمور أخرى:
وحدات الدفاع الساحلي.
أنظمة الصواريخ الساحلية-البحرية.
وحدات الدفاع الجوي.
السفن السطحية.

السؤال المهم:
بعد الضربات الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية هل سيكون لتلك القواعد البحرية الإيرانية دوراً حاسما و مهماً فيما تصبو إليه إيران من أهداف عسكرية و جيوسياسية أم ستكون ضمن بنك الأهداف الصهيو أمريكية ؟
هذا ما ستكشفه الساعات القادمة.