خبير نووي: لا خطر إشعاعياً على مصر من ضربات أمريكا للمواقع الإيرانية.. والقلق فقط فى هذه الحالة

كتب: على السيد
أكد الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، أن الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان هي ضربات تدميرية استهدفت مواقع تحتوي على أجهزة طرد مركزي ومصنع لإنتاج مادة سادس فلوريد اليورانيوم، وهي المادة الأولية المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.
وأوضح عبد النبي أن المادة المنتجة في أصفهان تُرسل إلى نطنز وفوردو لإتمام عملية التخصيب، مشيرًا إلى أنه كان بحوزة إيران نحو 4009 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة تزيد على 60%، لكن تلك الكمية جرى سحبها إلى مواقع غير معلومة قبل وقوع الضربات، وهو ما يُقلل من المخاطر الإشعاعية المباشرة.
“سادس فلوريد اليورانيوم”: سام لكنه ضعيف الإشعاع
وأضاف أن المواقع التي تم استهدافها باتت الآن تحتوي فقط على بقايا ملوثة بهذه المادة، والتي وإن كانت سامة جدًا كيميائيًا، فإنها تطلق إشعاعات ضعيفة جدًا من نوع ألفا، والتي لا يمكنها اختراق الجلد البشري أو حتى ورقة ورقية، وبالتالي لا تشكل تهديدًا إشعاعيًا على السكان أو الدول المجاورة.
متى يكون القلق مشروعًا؟
وأشار عبد النبي إلى أن الخطر الحقيقي لا يتمثل في مواقع التخصيب، بل في حال تم استهداف مفاعل نووي نشط، مثل مفاعل بوشهر الواقع على الخليج العربي، والذي يحتوي على مواد مشعة عالية الخطورة. وقال:
“في حال تعرض مفاعل مثل بوشهر لهجوم وتكرر سيناريو كارثة تشيرنوبل أو فوكوشيما، فإن دول الخليج قد تتعرض لتأثيرات مباشرة بسبب قربها الجغرافي”.
وأضاف أن مفاعل بوشهر يبعد عن مصر نحو 2000 كيلومتر، وهي مسافة كافية لتلاشي أي تأثير إشعاعي محتمل، حتى في ظل وجود رياح شديدة.
وأكد:
“مصر بعيدة تمامًا عن أي خطر إشعاعي مباشر، ولا حاجة لإجراءات استثنائية، ولا توجد أي مؤشرات تستدعي القلق”.
القلق من ديمونا… محتمل لكن محدود
وحذر عبد النبي من سيناريو آخر يتمثل في رد إيراني على مفاعل ديمونا الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن المسافة بين سيناء وديمونا تقارب 200 كيلومتر. وقال إن أي تسرب إشعاعي نتيجة هجوم على المفاعل الإسرائيلي قد يؤدي إلى “كميات بسيطة جدًا” من الإشعاع، لا تصل إلى مستويات الخطر، خصوصًا مع تراجع الإشعاع بعد 50 كيلومترًا من المصدر.
وأكد أن أجهزة الرصد الإشعاعي المصرية منتشرة بكثافة على الحدود الشرقية، وفي قناة السويس، والبحر الأحمر، ومواقع استراتيجية مختلفة، وجميعها لم تُسجل أي تغيّر غير طبيعي حتى الآن.
خلاصة الموقف
🔹 لا توجد إشعاعات خطرة في مصر.
🔹 المواقع المستهدفة لا تحتوي على مواد مشعة خطيرة بعد تفريغها.
🔹 الخطر المحتمل فقط في حال ضرب مفاعل نشط كـ”بوشهر” أو “ديمونا”، والتأثيرات ستكون محدودة جدًا.
🔹 لا حاجة لقياسات إضافية أو اتخاذ إجراءات وقائية داخل الأراضي المصرية.
طالع المزيد:
د. علي عبد النبي الخبير النووى: البرنامج النووي الإيراني محصّن