إيران تقصف أخطر مختبر بيولوجي إسرائيلى ينتج سموم اغتيال قادة المقاومة العربية

كتب: على طه
بعد ساعات قليلة من الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، أعلنت إيران أن صواريخها نجحت مجددًا في اختراق العمق الإسرائيلي، مستهدفة مواقع استراتيجية في قلب تل أبيب ومدينة حيفا.
وقد أثار الحديث عن استهداف ” معهد نيسزيونا للأبحاث البيولوجية Ness Ziona Israeli Institute “، وهو من أكثر المراكز البحثية الإسرائيلية حساسية وخضوعًا لإجراءات أمنية مشددة، جدلًا واسعًا حول طبيعة هذا الموقع وأهميته، وما إذا كان قد أصبح بالفعل ضمن بنك الأهداف الإيرانية، خاصة في ظل عدم صدور أي نفي أو تأكيد رسمي من الجانب الإسرائيلي.
المعهد السري في قلب المواجهة
يُعد معهد نيسزيونا ، الذي يقع في مدينة نست سيونا غرب الرملة، منشأة حكومية أسست عام 1952 بوصفها ذراعًا علميًا للجيش الإسرائيلي، ويتبع مباشرة لمكتب رئيس الوزراء. ويُعرف المعهد بتركيزه على الأبحاث البيولوجية، وهو محاط بجدران عالية، ويخضع لحراسة مشددة ويُشبه من حيث الإجراءات الأمنية قاعدة عسكرية أكثر من كونه منشأة أكاديمية.
على مدار عقود، وُجهت للمعهد اتهامات بالتورط في إنتاج السموم التي استخدمتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، خصوصًا “الموساد”، في عمليات اغتيال طالت شخصيات فلسطينية بارزة، منها محاولة اغتيال خالد مشعل في عمان عام 1997، واغتيال محمود المبحوح في دبي عام 2010، فضلًا عن اتهامات بتورطه في حادثة تسميم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 2004.
تجارب سرية وفضائح صحية
في عام 1998، كُشف عن سلسلة تجارب سرية أجراها المعهد على 800 جندي إسرائيلي لاختبار لقاح ضد جرثومة “الجمرة الخبيثة” (الأنثراكس)، دون علمهم بطبيعة تلك التجارب، ما أسفر عن إصابات صحية خطيرة دفعت الحكومة لاحقًا إلى صرف تعويضات مالية ضخمة.
وفي ظل جائحة كورونا، عاد اسم المعهد إلى الواجهة مع إعلان السلطات الإسرائيلية عن مساهماته في جهود تطوير لقاحات مضادة للفيروس.
محاط بالسرية.. ومستهدف إعلاميًا
يُحيط بالمعهد طوق من الكتمان الإعلامي والأمني، غير أن إعلان استهدافه – إن تأكد – يُعد تطورًا لافتًا في مسار التصعيد الحالي. عدد من المحللين والناشطين اعتبروا أن إيران، عبر هذا النوع من الأهداف، تسعى إلى كسر معادلات الردع السابقة وإثبات قدرتها على تحديد مواقع حساسة وضربها.
وفي هذا السياق، وصف الباحث د. محمود النوفلي المعهد بأنه “يلعب دورًا استراتيجيًا في أبحاث الحرب البيولوجية والكيميائية، ويشكل أهمية بالغة في سيناريوهات الحروب غير التقليدية”، محذرًا من أن استهداف منشآت التخزين والمختبرات قد يؤدي إلى تسرب مواد خطرة.
كما وصف د. زاهي ما حدث بأنه “زلزال أمني في قلب الكيان”، مشيرًا إلى أن المعهد يمثل أخطر موقع لتطوير الأسلحة البيولوجية والكيميائية، وأن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تحاول التكتيم على الحادث.
بين الحرب الإعلامية وواقع المعركة
وتحتضن إسرائيل أكثر من 50 مركزًا بحثيًا متخصصًا، تُشكل رافدًا لصناعة القرار السياسي والعسكري. وطرح تساؤلات جدية عمّا إذا كانت هذه المؤسسات ستتحول مستقبلًا إلى أهداف مباشرة في أي تصعيد إيراني قادم.
في المحصلة، قد يكون استهداف المعاهد البحثية، ولو رمزيًا، مؤشرًا على أن الصراع يتجاوز ساحات المعارك التقليدية، ليطال العقل العلمي ومراكز تطوير القرار الاستراتيجي في إسرائيل.