طارق تهامي يكتب: بلطجي الحارة في تل أبيب!

الأحداث فى سباق الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل متسارعة، وحتى كتابة هذا المقال، صباح الثلاثاء، لا نعرف إن كانت ستطفئ هذه الحرب نيرانها أم لا!
ضرب إيران لقاعدة العديد الجوية فى قطر لم يكن مفاجئًا للمتابع لأحداث الحرب منذ البداية، ولم يكن خبرًا غريبًا على مسامع من لديه القدرة على تحليل مواقف الدول وردود أفعالها، ولكن الغريب ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز حول قيام المسئولين الإيرانيين بالاتصال بقطر لإخبارهم بإطلاق صواريخ مُنطلقة من طهران لضرب القاعدة الأمريكية!
ولا نعرف ماذا فعلت قطر، وكيف تصرفت فى هذا الموقف الغريب، فقد سقطت بين المطرقة والسندان، فهى لديها قاعدة لأمريكا التى ضربت إيران، وهى جارة لإيران التى تمتلك صواريخًا تدميرية تطول كل المساحات المجاورة لها فى الخليج!
هذا الخبر يكشف عن حجم التضليل فى المعلومات الواردة من كل الأطراف فى هذه الحرب غير المنطقية من بدايتها وحتى لحظة ضرب إيران للقاعدة الأمريكية القائمة على أراضٍ قطرية، والتى أعقبها فورًا ضرب إسرائيلى لأهداف إيرانية واغتيال أحد علماء الذرة الإيرانيين، ليطلق ترامب تصريحًا غير مفهوم عن بدء السلام بين البلدين، ليخرج بعدها بلحظات وزير الخارجية الإيرانى ليقول بوضوح: لم نتفق على توقيع اتفاقية سلام!! ثم تخرج إيران وإسرائيل لتقولا: إذا توقف الطرف الآخر عن«الضرب» سنتوقف نحن!
عمومًا أيًا ما كانت النتيجة خلال الساعات الماضية، أعود فأقول إن المعركة الحقيقية هى التحرك بجدية فى ملف نزع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة، وإسرائيل التى تمتلك سلاحًا نوويًا أصبحت خطرًا على الجميع..على الخليج ومصر وإيران وتركيا.. وهى بطبيعة الحال خطر قديم جديد وحال على الفلسطينيين.. بل وأستطيع القول إنها أصبحت خطرًا على المصالح الأمريكية فى المنطقة، فالجميع لم يعد مرتاحًا لهذه السياسة التى تعتمد على بلطجى الحارة الذى يُهدد سكان المنطقة لحساب «المعلم الكبير».. وعندما يغفل عنه «المعلم» يقوم بالتهديد والوعيد لحسابه الشخصي، بل ويعتدى على الآمنين فى بيوتهم لأن أحدهم اشترى«نبوت» يردع به اللصوص!! ولأن هذا البلطجى هو ذراع معلمه ويده التى يبطش بها، يقوم المعلم بضرب المُعتدى عليه قائلًا له على طريقة روايات نجيب محفوظ: «إنت إزاى ترد على الصبى بتاعى يا واد.. إنت ما تعرفش إن هيبته من هيبتي» ثم يصفعه صفعة خفيفة حتى يتوقف عن الرد على الصبى البلطجى الذى يهيج كلما يجد أحد الأهالى يمتلك نبوتًا!!
هذا هو المشهد بالضبط.. وللأسف.. هناك صمت دولى كبير على جرائم الصبى.. ولا أحد يقول للمعلم الكبير إن الصبى البلطجى القاطن فى تل أبيب قد تجاوز كل الحدود.. وللأسف أيضًا فإن المعلم الكبير القاطن فى واشنطن لا يسمع إلا صبيه ولا يأبه للضحايا والثكالى والمظلومين!!
ولأن البلطجة يجب أن تقاوم بالقانون..فليس أمامنا سوى تذكير كل شعوب العالم الباحثة عن العدالة،أن امتلاك البلطجية للسلاح النووى يمثل خطرًا على العالم وتهديدًا له بالفناء.
يجب أن نتحرك لتذكير الدنيا أن هناك معاهدة لمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط، وأن إسرائيل يجب أن توقع عليها.. وهناك فرصة بعد عام من الآن للضغط على كل الأطراف لكى توقع إسرائيل على الاتفاقية والالتزام بكل الشروط الخاصة بها خلال المؤتمر الاستعراضى للنتائج المترتبة على المعاهدة عام 2026.
يجب أن نتحرك ليدرك الفتوة أن الحارة ستغضب، وأن الغضب سيطوله. يجب أن نتحرك حتى يعود صبى الفتوة إلى رشده ليدرك أن الغضب سيجعل الفتوة الكبير يقول له: لِمّ نفسك!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى