خالد سالم يكتب: الحرب ليست خدعة

بيان
كانت هناك مقولة تقول أن “الحرب خدعة”، لكن الآن بعد حرب إيران وإسرائيل ودخول الولايات المتحدة بها، تحولت الحروب إلى شيء مختلف تماماً.
لم تعد الحرب خدعة بالمعنى التقليدي، بل أصبحت أشبه بمسرحية مُعلنة مسبقاً.
## الحرب المُعلنة مسبقاً
اليوم نشهد نوعاً جديداً من الحروب، حيث يتم إبلاغ العدو مسبقاً: “نحن سنقصف المفاعل النووي، نرجو إزالة اليورانيوم المخصب تجنباً لتسريب إشعاعي”. أو “برجاء إخلاء القاعدة العسكرية لأنني سأقوم بقصفها خلال ساعات”.
هذا التطور يطرح تساؤلات عميقة حول طبيعة الصراع المعاصر. هل نحن أمام حروب حقيقية، أم أمام عروض قوة مُنظمة؟
## تغير قواعد اللعبة
السؤال الذي يطرح نفسه: أين ذهب زمن “الحرب الجميل”؟ ذلك الزمن الذي كانت فيه المفاجأة والخداع جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية العسكرية؟
لقد تحولت الحروب من صراعات تعتمد على المفاجأة والخداع إلى مواجهات محسوبة بدقة، حيث يتم تجنب التصعيد غير المحسوب الذي قد يؤدي إلى كوارث بيئية أو إنسانية واسعة النطاق.
## الحرب في عصر الأسلحة المتطورة
ربما يكون هذا التغيير انعكاساً لطبيعة الأسلحة الحديثة وخطورتها، فعندما تصبح الضربة الواحدة قادرة على إحداث دمار هائل أو تلويث بيئي لعقود، تصبح الحاجة إلى “التنسيق” حتى مع العدو ضرورة حتمية.
الحرب اليوم ليست خدعة بالمعنى التقليدي، بل أصبحت عملية معقدة من التوازنات والحسابات الدقيقة.
إنها حرب الإنذارات المُسبقة والضربات المحسوبة، حيث الهدف ليس فقط تحقيق النصر، بل تجنب الكارثة الشاملة.
هذا هو واقع الحروب الجديدة: مُعلنة، محسوبة، ومُنسقة حتى مع العدو أحياناً. فهل هذا تطور إيجابي أم تراجع عن جوهر الصراع العسكري؟ الإجابة تبقى مفتوحة للنقاش.
اقرأ أيضا للكاتب: