كيف تتقبل من لا يشجع فريقك ؟!.. «أسلوب حياة»
كتبت: أسماء خليل
ما أجمل أن تمتلك هواية !.. وما أروع أن تمتلك عين ثاقبة ناقدة وروح مرحة؛ تجعلك تستمتع بالحياة وأنت تُشجع من يمارسون إحدى الهوايات!.. ولكن الأسوء حقًّا هو عدم امتلاكك روحًا رياضية تسمح لك بعدم إزعاج الآخر وأنت بصدد تشجيعك لفريق إحدى الألعاب الرياضية.
وليس هناك شك في أن الانتماء للعبة “كرة القدم” يحتل الأولوية في قلوب الشباب بل والجميع من كل الفئات العُمرية، ويأتي التعصب البغيض كواحدة من أهم نتائج التشجيع الأعمى والانحياز لفريق مقابل فريق آخر يُلقِبونهُ بالخصم..
فهل بالإمكان تحقيق المُتعة دونما التماس نقيض الفعل برد الفعل المُغاير تمامًا، فلتكن هناك روحًا رياضية بحب دونما كره، وليكن هناك تمني بصعود فرقة ليس على حساب الانهيار النفسي والمعنوي للفرقة الأخرى..
كم من أُناسٍ ربحوا في اللُّعبة وخسروا في الحياة أصدقائهم وأحبائهم بل وربما إخوانهم!..
لتفادي الخصومة
وفي ضوء ذلك تطرح الدكتورة“ إيمان عبدالله” أخصائي علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى اقتراحًا في غاية الروعة؛ لتفادي الخصومة والاحتكاكات التي تتبع كل مبارة رياضية، عن طريق المشاكسات اللفظية كالكلمات غير اللائقة، وربما البدنية، فتؤكد على ضرورة التقويم السلوكي الانضباطي داخل الأسرة – أثناء مشاهدة المباريات-وذلك بوضع مجموعة من القيم والمعايير المُوجهة، وعلى من يتخطى تلك الحدود “أن يشاهد المباريات خارج المنزل”.
الدكتورة“ إيمان عبدالله” أخصائي علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى
وتشير عبد الله إلى ضرورة تشجيع الرياضة بشتى ألوانها بما يتخلل ذلك من إيجابيات مُتمثلة في الصفات الجميلة التي يتحلَّي بها أفراد الفريق من إنكار الذات والتعاون وروح الجماعة المُسيطرة على الفريق.
وتعتبر أستاذ علم النفس الرياضة، وخاصة كرة القدم نوع من المنافسة الجميلة الشريفة، كما أن ممارسة الرياضة يُكسب الفرد سمة ضبط النفس والشجاعة والمثابرة، وكل ذلك يرتبط بمفاهيم أخرى مثل تقبل الهزيمة بشكل مُتزن والتفاؤل والأمل، على حد تعبير الدكتورة إيمان.
غرس بعض القيم
وتشير خبيرة الإرشاد الأسرى إلى ضرورة غرس بعض القيم داخل أبنائنا مثل محاولة توضيح أن الرياضة قائمة على مبدأ “المكسب والخسارة، فلا يوجد رابح أو خاسر بشكل دائم، و إلَّا فأين التحدي والمنافسة إذن؟!..فعلم نفس الرياضة يعتمد على تقوية إرادة النفس من خلال الحكمة الشهيرة “العقل السليم في الجسم السليم”، والتعصب يُشوه جمال الرياضة بكل أنواعها، فلابد للرياضة أن تُكسب المرء إيجابيات وليس سلبيات بالتعصب الأعمى عن طريق تكسير الأشياء والممتلكات أو التنمر وقهر الآخر ولو عن طريق التنابذ بالألفاظ..
وتوضح أستاذ علم النفس، أنَّ هناك من يسُّبون فريقهم نفسه إذا خسر، فبالأمس القريب كان هو الفريق الفائز وكان فوق الأعناق، واليوم هو الخاسر فيُلقى بالحجارة!!..لابد أن أشجع فريقي سواءً كان رابحًا أم خاسرًا، ولكن حينما تحطم الحالة النفسية لأفراد فريقك فأنت بذلك تؤذيه أيّما إيذاء، فسوف يؤدي ذلك إلى خسارته في المباريات القادمة.
التطاول على الفريق الآخر
ولا يحق لأحد التطاول على الفريق الآخر أو مشجعيه، ولا ينبغي التعامل مع ذلك الفريق بالسخط عن طريق الإساءة وأدناها المعنوية، بل علينا تشجيع فريقنا حتى إذا كان خاسرًا؛ حتى يكسب بالمرة القادمة، وفي نفس الوقت لا نحطم نفسية الآخر.
وتشير خبيرة الإرشاد الأسرى، أن المصريين يشجعون غير فريقهم في المحافل والبطولات الدولية، لشعورهم أن ذلك الفريق في تلك الحالة يُمثل وطنهُ كرمز من رموزه، فيمحو غبار الحقد الأعمى الذي ران على قلبه ويُرجح مصلحة بلده.
لابد من الاعتبار في المقام الأول أن تلك اللعبة جماعية في لعِبِها ومشاهدتها؛ فينبغي على الجميع ضبط النفس وخاصة من ناحية الألفاظ فباقي أفراد الأسرة جالسون وصغارهم مُقتدون، لا للعنف.. لا للضرب.
وتوجه الدكتورة إيمان نصائحًا للزوجين، فإذا كان كل منهما يشجع فريقًا مغايرًا للآخر، فلابد أن تجلس الزوجة بالمنزل والزوج يشاهد المبارة على المقهى أو لدى أحد أقاربه أو أصدقائه؛ حتى لا تتفكك لُحمة الأسرة، وتُبين أستاذ علم تلك الحكمة بالنهاية، أنه كلما شجع الشخص المباريات دون تعصب وبكل اتزان، فهو يعتبر من أقوى الأشخاص من ناحية“ البنية النفسية”.