بعد الهجوم الإيراني.. جنود جيش الاحتلال يكشفون عن “دروس الحرب”

كتب: أشرف التهامي

في تقرير نشره موقع “واى نت Ynet” العبري، استعرض مجموعة من الجنود والضباط في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وتحديدًا بطاريات القبة الحديدية، رؤيتهم حول كيفية تعاملهم مع الهجوم الإيراني الواسع الذي وقع مؤخراً، في سياق التصعيد الإقليمي بين إسرائيل وإيران.

تحدّث التقرير عن حالة الاستنفار العالية التي كانت تعيشها الأطقم العسكرية منذ السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن الجنود الإسرائيليين كانوا يتدربون منذ ذلك الحين على سيناريوهات هجومية مصدرها إيران.

وبحسب الرواية الإسرائيلية، فقد تم اعتراض مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، عبر أنظمة الدفاع الجوي المختلفة، بمشاركة من سلاح الجو، فيما زعمت المصادر تحقيق “نسبة نجاح تجاوزت 99%”، رغم إقرارها في الوقت نفسه بوقوع خسائر، لم يوضح التقرير طبيعتها أو حجمها.

قائدة البطارية: “تدربنا على هذا منذ أشهر”

الرائدة “ل.”، وهي قائدة بطارية ضمن الكتيبة 137 المسؤولة عن القطاع الشمالي، أشارت في تصريحاتها إلى أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه من جانب إيران، لكنه “الأوسع”، على حد تعبيرها.

وأضافت أن الأطقم كانت في حالة استعداد دائم، واعتمدت على معلومات استخباراتية وتدريبات محاكاة، وأن المهمات كانت توزع بحسب نوع التهديد، سواء كان مسيّرات أو صواريخ.

كما تحدثت القائدة عن الضغط النفسي المرتبط بعمليات الاعتراض، خاصة تلك التي تفشل في تحقيق أهدافها، مشيرة إلى أن التحقيق يتم بعد كل حادثة بهدف استخلاص الدروس. “نتعلم لنكون أفضل في المرة القادمة”، كما قالت “ل”.

بطارية الدفاع الجوي القبة الحديدية
بطارية الدفاع الجوي القبة الحديدية

الجاهزية والعمل المتواصل

الرقيب أول “د.”، أحد جنود الاعتراض الذين شاركوا في الليلة التي انطلقت فيها صافرات الإنذار، وصف المناوبة التي بدأها قبل 30 دقيقة من بدء القصف الإيراني بأنها كانت لحظة فاصلة في حياته، قائلاً: “أردت دائمًا حماية المدنيين، لكني لم أُدرك حجم المهمة حتى تلك الليلة. كنا ننتظر الرد، نتنفس الأدرينالين، نترقب.”

أما الرقيب “أ.”، فني الصيانة في نفس البطارية، فأكد أن العمل لا يتوقف، وأن الحفاظ على جاهزية النظام مسؤولية مستمرة بلا أوقات دوام محددة.

وأوضح أن الجانب النفسي في مثل هذه المهام يتطلب صلابة وانفصالًا عن نتائج الحدث، خصوصًا عند الإخفاق: “لا يمكنك أن تتوقف أو أن تذوب في الحدث، فقط تمضي قدمًا وتُبقي النظام جاهزًا”.

إشارات ودلالات

التقرير الذي نشره”واى نت Ynet” يعكس جانبًا من الخطاب الإسرائيلي الرسمي الذي يسعى لتأكيد الجاهزية والقدرة على الرد، ولكنه يتضمن بين سطوره أيضًا اعترافات مبطنة بصعوبة المعركة وتعقيد التحديات، خاصة ما يتعلق بالضغوط النفسية واحتمالات الفشل التي ترافق منظومات الدفاع، رغم التفاخر بنسبة النجاح.

وعلى الرغم من الصورة “المنضبطة” التي رسمها التقرير، إلا أن الحديث عن ضرورة التعلّم من الفشل والحديث عن صعوبات التأقلم يشير إلى أن هذا التصعيد قد فتح مرحلة جديدة من المواجهة مع إيران، لا تزال تفاصيلها وتداعياتها في طور التشكل.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى