نظام أعقد انتخابات برلمانية فى أوروبا.. الألمان ينتخبون «البوندستاج»
مصادر – بيان
انطلقت اليوم الأحد الانتخابات البرلمانية الألمانية التى تجرى من خلال نظام تصويت معقّد يجمع بين النواب المنتخبين مباشرة والتمثيل النسبي.
ويشرح الخبراء أن نظام الانتخابات الألمانى الذى تبنّته ألمانيا الفيدرالية بعد الحرب العالمية الثانية، يمزج بين نهج أن الحزب الفائز يحصل على كل شيء، كما في بريطانيا والولايات المتحدة، ونظام التمثيل النسبي الذي يفسح المجال أمام مزيد من الأحزاب الصغيرة. لتدخل البرلمان ويصبح لها تمثيلا.
ويضيف الخبراء أن تطبيق هذا النظام فى الانتخابات الحالية قد يؤدي إلى توسيع مجلس النواب الألماني الذي يعرف بـ”البوندستاج” إلى حد غير مسبوق.
وفى الممارسة العملية عندما يدخل الناخب الألماني إلى مركز الاقتراع، يتعيّن عليه وضع إشارتين على بطاقة الاقتراع، فى الأولى يختار من يمثله في الدائرة، وفى الثانية يختار حزبه السياسي المفضل.
ويهدف الخيار الأول إلى ضمان أن تكون جميع الدوائر الألمانية وعددها 299 ممثلة في البرلمان “البوندستاج”، فيما يحدد الخيار الثاني النسبة الإجمالية للمقاعد التي يشغلها كل حزب في البرلمان.
وقبل حلول موعد الانتخابات، تعد الأحزاب “قوائم للمرشّحين” في 16 ولاية ألمانية.
وتحظى الأسماء التي تحل في الصدارة بالفرص الأكبر للحصول على مقعد. ومن ثم يحق للحزب الذي يحصل على العدد الأكبر من الأصوات تعيين العدد الأكبر من النواب في البوندستاغ.
والطريف أن عدد نواب البرلمان الألمانى ليس ثابتاً وعلى سبيل المثال، إذا فاز حزب ما بثلاثة مقاعد مباشرة عبر التصويت الأول، لكنه استحق بالمجمل عشرة مقاعد من خلال التصويت الثاني، تُمنح مقاعد لسبعة أسماء إضافية على قائمة الحزب.
وتتعقّد المسألة عندما تكون الأصوات المباشرة غير متوازنة مع تلك المخصصة للأحزاب نظراً إلى “فصل” الناخبين أصواتهم.
وعندما يُمنح حزب ما مقاعد مباشرة أكثر من تلك التي يستحقها من خلال حصّته من الأصوات للحزب، يحصل على المقاعد الإضافية في جميع الأحوال.
وقد يؤدي ما سبق إلى توسيع البوندستاج ليتجاوز بكثير الحد الأدنى له من المقاعد البالغ 598 مقعداً.
وعلى سبيل المثال فبعد انتخابات 2017، ضم البوندستاج 709 نائبا، لكن يحتمل أن يرتفع عدد المقاعد هذه المرة نظراً إلى وجود أعداد كبيرة من الناخبين الذين يتوقع بأن يفصلوا بين إجابتيهما على البطاقة الانتخابية.
ويزيد عدد الناخبين الألمان عن 60 مليون شخص ممن تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، ويحق لهم التصويت لاختيار الحكومة المقبلة في أكبر دول الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان، وأكبر اقتصاديات فيها.
وفى الانتخابات السابقة التى جرت قبل 4 سنوات بلغت نسبة المشاركة 76.2%، بارتفاع بنحو خمس نقاط مقارنة بالانتخابات السابقة عليها والتى جرت عام 2013.
وتعد هذه النسبة أعلى من مستويات المشاركة في العديد من الديمقراطيات الغربية الأخرى.
وفى الانتخابات الحالية يبلغ عدد المترشحات من النساء للبوندستاغ 33% من إجمالى المرشحين، والذي ينتخب بنهاية الأمر المستشار، هن من النساء، وهي نسبة قياسية في فترة ما بعد الحرب.
ويشارك فى الانتخابات مرشحو 47 حزباً، في سابقة هى الأولى من نوعها أيضاً.