أحمد جمال البنا يكتب: عبادة الاخلاص … د. سمير فرج نموذجا
نادرا ما ترى هذا الخلق في هذه الأيام ، خلق الإخلاص ، وإن شئت فقل عبادة الإخلاص ، وهى أن لا تبتغى بعملك أحدا من الناس ، ولا يدفعك إلى العمل الصالح لذة من الدنيا .. كالشهرة والسلطة وغير ذلك من آفات الدنيا ، وإنما تكون المركزية هي الله .. الله وحده .. لا شيء سواه
وقد ضرب لنا مؤخراً اللواء الدكتور سمير فرج نموذجا فريدا في هذا النوع الخفى من أنواع العبادات والأخلاق ، حينما رأيناه جميعنا في حوار لا نبالغ إن قلنا أنه حوار تاريخى بينه وبين الرئيس السيسى ، حيث قدم الإثنان نموذجاً في الإخلاص الذى لا يريد صاحبه إلا وجه الله .
فقد لفت نظرى في كلمات اللواء سمير فرج كلمة مؤثرة ، وهى أن قال : لم أتكلم في هذا الموضوع طوال حياتى ، ولن أتكلم فيه بعد ذلك .. فقد كان من الطبيعى أن يفتخر القائد بتلميذه الذى أصبح رئيساً للجمهورية بل من أفضل رؤساء الأمة على مدار التاريخ ، وإنما أخفى القائد هذا الأمر حتى لا يصبح تملقاً أو نفاقاً وهذا من أشد أنواع الإخلاص على النفس ، فلم يعلمنا الإخلاص في هذا الموقف شيخ جليل ولا داعية مفوه ، وإنما تعلمناه من قائد جسود .. بطل مجاهد في سبيل الله والوطن .
لمحت في عينيه دموعاً تكاد تنهمر ، بل وخرجت من المشاهدين دموعاً كانت دليلا على إخلاص ذلك الرجل ، فما خرج من القلب يصل إلى القلب وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان ، فتأثر جموع المصريين بكلمات هذا القائد بلا تكلف لأنه كان صادقاً مخلصاً لم يرد أن يشار إليه أو أن يستفيد من كونه كان قائداً للرئيس أو صديقاً له في يوم من الأيام
إننى أدعو شبابنا أن يلتمسوا العلم والأخلاق من هؤلاء الكبار ، فهذه الأجيال لا نكاد نرى لها مثيلاً في هذه الأيام ، فلتكن لها مصباحاً تضئ لنا سبل الحياة التي نقبل عليها ، ولتكن صفاتهم وأخلاقهم شعاراً لنا نهتدى بها في مصاعب الطريق.