الإعلامية منال ماجد لـ”بيان”: الإذاعة المصرية لديها مزايا تنافسية.. وبدايتي من “صوت العرب”
حوار: إسلام فليفل
كان حُلم يراودها منذُ الإعدادية، بدأت تحقيق أولى خطواته بالصدفة، حين أعلنت جريدة الأهرام فتح باب الالتحاق بالإذاعة والتلفزيون، قدمت واجتازت جميع الاختبارات التي استمرت فترة طويلة، بعدها بدأت مسيرتها الإعلامية حتى أصبحت نموذجاً يحتذى به ويُفتخر بكيانه.
اقرأ أيضا.. الكاتبة النمساوية سونيا بوماد لـ”بيان”: “ثقب الذاكرة الأسود” ساعدتني في تخطي أزمة كورونا.. وأضع نفسي مكان القارئ قبل أن أكتب
هي الإعلامية منال ماجد التي حاورتها “بيان” في ضوء تألقها الإعلامي ورحلتها الطويلة في المجال.
وإليكم نصّ الحوار
في البداية.. كيف بدأتِ مشوارك الإذاعي؟
العمل الإذاعي كان حلمي منذ دراستي في المرحلة الإعدادية، وبدأت تحقيقه بعدما رأيت إعلان في جريدة الأهرام من اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وقدمت واجتزت جميع الاختبارات التي استمرت فترة طويلة، ومن هنا بدأت مشواري الإذاعي.
ما أهم الأحداث التي قمتِ بتغطيتها من خلال الإذاعة؟
من حُسن حظي، تقديم برنامجي الذي أهلني لتغطية أحداث كثيرة هامة، مثل فعاليات منتدى شباب العالم، وفعاليات المؤتمر للمبادرات الرئاسية، ومؤتمرات قمة منظمة المؤتمر الإسلامي بالرباط، وانفرادي بحوار خاص مع الراحل رفيق الحريري بلبنان، وحوارات مع نجوم مصر والوطن العربي منهم دريد لحام وماجدة الرومي، والمخرج الكبير الراحل حسين كمال، وغزو العراق وإسقاط حكم صدام حسين.
كما تم تكريمي لانفراد إذاعة صوت العرب بتغطية استقبال ميسترال جمال عبد الناصر منذ دخولها المياه الإقليمية وانضمامها للبحرية المصرية، وتم تكريمي من الهيئة الوطنية للإعلام بعد العودة من المنتدى الأول.
من وجهة نظرك ما الذي تحتاجه الإذاعة حتى تعود إلى سابق عهدها؟
الإذاعة المصرية لديها مقومات ومزايا تنافسية، لكن ينقُصها خطوة واحدة، وهي التسويق الجيد؛ لأن هناك جيل يجب أن ينضم لقائمة مستمعيها، وهناك خطوات عديدة تتم حتى ينجذب هذا الجيل لسماعها، بالإضافة إلى تواجد المحتوى الخاص على المنصات الرقمية، واستخدام كل الوسائط الحديثة.
وتشرفت بأنه تم افادي من قبل الإذاعة المصرية لتلقي برنامج تدريبي في اتحاد الإذاعات العربية بتونس على البودكاست.
كيف ترى منال ماجد إذاعة صوت العرب.. وأي مستقبل ينتظرها؟
لعبت إذاعة صوت العرب دوراً تاريخياً مهماً منذ نشأتها عام 1953 بتوصية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي كان أحد الضباط الأحرار آنذاك، حيث ساهمت الإذاعة في لم وحدة الشعوب العربية ومساندة الدول العربية في المعارك التي خاضتها ضد الاحتلال الغاشم من أجل الحصول على استقلالها.
وبالتالي إذاعة صوت العرب ستظل منبرًا لخدمة قضايا الأمة، ومن حسن حظي، تعاوني بداخلها مع قامات إذاعية تعلمت منهم الكثير سواء على المستوى المهني والفني أو الإداري.
وهل هذا يعني أنها ساهمت في وعي الشعب المصري؟
بالتأكيد، كان لها دور كبير من حيث توعية الشعوب العربية بالظروف التي تعيشها البلاد، فضلا عن دورها من الناحية الفنية كان كبير جداً، وذلك من خلال الأغاني الوطنية التي كانت تبث عبرها والتي كانت تتغنى بها الشعوب العربية بأكملها وليس في مصر فقط.
سنوات طويلة من العمل.. حدثينا عن أبرز محطاتك في العمل الإذاعي؟
من أبرز محطاتي، اختياري لتمثيل إذاعة صوت العرب في مهام عمل في العديد من الدول العربية، وبالنسبة لي كانت انطلاقة قوية اعطتني مزيد من الثقة في عملي وأضافت لي العديد من الخبرات، كأول مذيعة في الدرجة الثالثة التي نالت شرف الترشح لهذه المهام بجانب كبار الأساتذة.
وأحب أن أوجه الشكر للإعلامية أمينة صبري التي تعلمت منها الكثير، وآمنت بي وبموهبتي ومنحتني الثقة والدعم الكامل، ومنذ تلك الفترة أصبح الشباب عنصرًا مهمًا لتمثيل صوت العرب في العديد من الأحداث الهامة، لتتوالى بعدها المحطات الناجحة وأتذكر منها عملي” كمحررة عسكرية” امتدت لأكثر من عشر أعوم، اكتسبت منها خبرة مختلفة تمامًا أضافت لشخصيتي بشكل مباشر وإيجابي.
تتحدثين دائمًا عن تنمية الإنسان.. هل استطاعت منال ماجد تحقيق هذا الأمر من خلال المنبر الإذاعي؟
برامج الهواء كانت خطوة محورية وهامة للغاية في مسيرتي، وفي عمل أي مذيع، قدمت من خلالها العديد من البرامج التي تعتمد في جوهرها على التمنية الحقيقة للإنسان والمجتمع أيضا، وهذا يرجع لتأثري بدراسة علم الاجتماع.
ولابد أن أؤكد على أن تخصصي أفادني كثيرًا كإعلامية، كما أنني أعتز ببرنامجي “إيد على إيد”، وذلك لأنني اعتبره رفيق رحلتي التي بدأت منذ التسعينات، ولمن لا يعلم، فالبرنامج معني بالأشخاص ذوي الهمم وتم تطويره ليضاف إليه مؤسسات المجتمع المدني المختلفة.
حدثينا عن طبيعة برنامجك الحالي، وما تقدمينه من خلاله؟
البرنامج يحمل اسم “شباب أون لاين”، مختص بالشباب الموهوب في كل المجالات وأصحاب المبادرات ورواد الأعمال.
وماذا عن الصعوبات التي واجهتك أثناء مشوارك المهني؟ وكيف تغلبتِ عليها؟
لا اعتبرها صعوبات، لكن منذ بداية مشواري المهني وأنا أعتبر مجهودي الكبير محاولة للتميز بفكر مختلف وأداء يساعد على الحفاظ على مستمعينا الكرام، حتى امتلكت الثقة من إذاعتي وأخذت مساحة بجانب كوادر مميزة وقامات محترمة من الزملاء في صوت العرب.
والحمد لله أخذنا نصيب متناسب مع موهبتنا وقدراتنا ورئاسة القطاع منحتنا فرص وثقة كبيرة.
رسالتك لخريجي إعلام ممن يرغبون في الالتحاق بالعمل الإذاعي؟
إذا قررت النجاح في مجال الإذاعي يجب عليك أن تحب عملك من قلبك، حتى صوتك يخرج من القلب، مايك الإذاعة حساس لأنه لا يرى ولكن يسمع بالأذن، والكلمة التي تخرج من فمك مثل الرصاصة لا يمكن رجوعها، ثقافتك ووعيك سلاحك.
وعند امتلاكك للمايك يجب أن تمحو كل ما في ذاكرتك إلا رسالتك التي يجب أن توصلها لجمهورك، وأخيرًا أقرأ كثيرًا في جميع المجالات.
ما رأيك في نسبة التواجد للعنصر النسائي حالياً في الإذاعة؟
المرأة المصرية في الجمهورية الجديدة لديها الدعم والمساندة، وتحظى بإهتمام كبير من القائمين على الإذاعة، وذلك لم يحدث من أعوام ماضية طويلة، ويجب عليهم ألا يضيعون الفرصة الذهبية والأبواب مفتوحة لجميع الكفاءات في جميع المجالات.
لكِ تجارب ناجحة على مستوى الكتابة.. ما جديدك في هذا؟
استعد لطرح مجموعة قصصية جديدة بعنوان “جمهورية قلب” وهي عبارة عن قصص قصيرة، وسوف تخرج إلى النور قريبًا بشكل مختلف، ولدي حلم أتمنى تحقيقه .
هل ترى منال ماجد أن الكتابة تندرج تحت مسمى الموهبة أم الهواية؟
بالتأكيد الموهبة أساس أي كتابة، الكتابة عن هواية أو الكتابة عن احتراف، فلكل منهم مميزات، ولكنني أحب من يهوى الكتابة لأنها أكثر حرية وانطلاقًا من المحترفين.
ولمن تقدم منال ماجد السلام والتحية؟
أود أن أوجه الشكر والسلام للدكتورة لمياء محمود، رئيس شبكة صوت العرب؛ لدعمها لكل عمل وفكرة جيدة، تعلمنا منها الكثير، مثل الإدارة بكل حزم وهدوء وصبر وحكمة لأنها عقلية تجمع بين الأكاديمية والإبداع.
وأتمنّى أن استمر في تلك الفكرة من خلال أعمال جديدة لأنها تساعد على تقديم إنتاج متميز بدون تكاليف مادية كبيرة.
أحب أن نختم حوارنا عما تطمحين إليه في المستقبل؟
هذا أصعب سؤال بالنسبة لي، لأن لدي الكثير من الطموحات، لدي تجربة ناجحة في تقديم إنتاج إذاعي بتكلفة صفر، وذلك في موسمين متتالين 2018، 2019 وفي سيد كوم إذاعي من حلقات اجتماعية كوميدية ساخرة بعنوان “قطة وفار” من خلال ورشة عمل مع شباب موهوب متطوع.