سيد الطاهر يكتب: الطاقة عابرة الحدود تتخطى القيصر الأمريكى
الطاقة مقياس استقرار الشعوب، تتخطى قانون قيصر الأمريكى المنظم للحياة داخل الأراضى السورية، بعد حرب طاحنة ممتدة منذ سنوات، وذلك بعد التوصل لاتفاق بنقل الكهرباء الأردنية عبر الشبكات السورية لإنارة بيروت ومدن لبنان التى أظلمتها الصراعات السياسية.
والطاقة كانت هى المؤشر الأول لسؤ الأوضاع فى لبنان وكانت الجسر الذى أعاد وزراء الحكومة السورية إلى الواجهة ممثلة فى المهندس غسان الزامل وزير الكهرباء والطاقة السورى، وما عجزت عنه المؤسسات السياسية لسنوات نجحت فيه قوة الطاقة غير المرئية التى تسير فى الكابلات، وتؤثر فى جميع مناحى الحياة.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………
طالع المزيد|سيد الطاهر يكتب: مدبولى يعلن عن قوة مصر الكامنة فى الطاقة
مدبولي يتابع مشروعات قطاع الكهرباء ضمن المرحلة الأولى من حياة كريمة
رئيس وزراء اليونان: دور مصر حيوى وجسر الطاقة إلى أوروبا
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………
وحدها الطاقة التى وافقت إمريكا على عبورها دون قيد أو شرط ، وحدها الطاقة التى رعاها البنك الدولى دون مفاوضات وحسابات إقتصادية تمتد فى بعض الأحيان إى أعوام ، وحدها الطاقة التى لا حدود لها .
يذكر أن قانون قيصر هو اسم للعديد من القوانين الأمريكية التى تزعم أنها تستهدف حماية المدنيين السوريين فى مواجهة الحكومة السورية، والتى أقرها الكونجرس الإمريكى.
والقانون يستهدف الأفراد و الشركات التى تقدم المساعدة والتمويل للدولة السورية، ويستهدف عدد من الصناعات السورية بما فى ذلك البينية التحتية والصناعات العسكرية، وإنتاج الطاقة، وقد تم إقرار هذا القانون بداية من ديسمبر 2019م .
ويأتى الربط الكهربائى الإردنى السورى اللبنانى، حلقة فى سلسلة ربط كهربائى تتزعمه الدولة المصرية تربط ليبيا بمصر والمملكة العربية، والأردن، والعراق، وغيرها من الدول العربية ، فالبينية التحتية المصرية و خبرات الطاقة التى إزدادت بشكل ملموس خلال السنوات القليلة الماضية تؤهل لربط كهربائى يفوق التعاقدات و الإتفاقيات التى تم الإعلان عنها و البقية تأتى .
وسبق ذلك نقل الغاز المصرى إلى لبنان بناء على إتفاق رباعى بين مصر والأردن وسوريا ولبنان، والذى بموجبه يضخ الغاز المصرى فى الأنابيب إلى لبنان، مروراً بالأردن وسوريا بعد أحد عشرة عاماً من توقفه.
ويرى المراقبون أن هذا الخط ليس فقط لمساعدة لبنان فى تجاوز أزمته بل قد يمتد وصولاً إلى مشروع طموح يحمل اسم خط الغاز العربى.
ويذكر أن الربط بين مصر ودول الشام، ومنها إلى أوروباً مروراً بتركيا حلم قديم يراوض الدول العربية، ومنذ أيام عاد هذا المشروع العملاق إلى الواجهة من خلال الإعلان عن إحياء اتفاق قديم لتزويد لبنان بالغاز المصري عبر هذا الخط، لتشغيل محطة الكهرباء في دير عمار شمال لبنان.
وهذا الربط يحتوى على عدة مراحل، الأولى منها بين العريش والعقبة الأردنية، وتم إنجازه فى 2003م ، بطول 265 كم، والمرحلة الثانية من العقبة إلى الرحاب داخل الأردن ، والمرحلة الثالثة من الأردن إلى دير على بدمشق، ومنها إلى حمص وتم إنجازه فى 2008م، والمرحلة الرابعة كان من المفترض أن تصل بين حمص وشبكة الأنابيب التركية وهو ما تعثر نتيجة الاضطرابات التى شهدتها سوريا وتوتر العلاقات التركية العربية.