خبيرة إرشاد أسرى: «فى المدارس الأدب فضلوه عن العلم»
كتبت: أسماء خليل
هل يعقل أن يكون هناك أنواع من العقاب الموجه لطلاب المدارس، يأمر فيها مدرس الفصل أن يقوم الطالب المُصيب بصفع الطالب المخطئ على وجهه حتى يجيب بالصواب في المرة القادمة!!
خطايا فردية وليست مجرد أخطاء، فتلك المُعلمة التي قامت بتلك المُبارزة الكارثة بين الطلاب؛ قد أصابتهم باعتلالات نفسية وسلوكية يدفع ثمنها المجتمع بالكامل حينما يصبح هؤلاء الطلاب يافعين ذوي أجسامٍ ضخمة وعقول عصافير.
التربية فى المدارس
وفي ذلك الصدد، تقول الدكتورة “إيمان عبدالله” أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى، فى تصريحات خاصة لـ “بيان” إنَّ التربية بالمدارس شيء هام جدا، وتذكر الحكمة الأشهر التي ما برحنا نسمعها منذ نعومة أظفارنا؛ وهي أن “الأدب فضلوه عن العلم”، لذلك تم تسمية الوزارة بالتربية والتعليم وليس العكس.
معالجة خاطئة
وتؤكد “عبدالله” آسفة أن معظم المعلمات غير مؤهلات من الناحية التربوية، وعلَّقت على الحادثة الأخيرة التي تم تداولها بوسائل التواصل وما حدث بها من ترهيب لطالبة بريئة بأسلوب غير تربوي؛ مؤكدة أن هذه معالجة خاطئة، وكأن أولى بها الأخصائية الاجتماعية أو النفسية بالمدرسة.
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………
طالع المزيد| حقيقة رقص الطلاب في إحدى مدارس المنوفية.. ومديرية التعليم تصدر بيانًا
أسماء خليل تكتب: قدماء مصريين سنة ٢٠٢٠
قلب «أسوهيرا»
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………
وواصلت أستاذ علم النفس رؤيتها، موضحة أن تلك المعلمة فضحت الطالبة على الملأ، وهذا ما يرفضه المجتمع.. مضيفة أنَّ أي لائحة يتم وضعها في إحدى المؤسسات لا يتم تطبيقها بالكامل بشكل سريع، بل إن التنفيذ يأتي بالتدريج، ولابد من الإرشاد بشكل متواصل وليس بالترويع والكسر، كما فعلت المعلمة من تدميرها للهاتف الخاص ونهرها للطالبة التي دخلت الفصل بهاتفها الخاص.
اللوائح الجديدة
وترى استشاري الإرشاد الأسرى، أنه لابد أن يبتعد العقاب عن الضرر النفسي، مما لا يؤثر على المستوى الدراسي ويؤدي إلى تأخر التحصيل والضرر الأكاديمي، فلابد من شرح تعليمات اللوائح الجديدة الخاصة بالمدارس لأولياء الأمور حتى يرشدوا أولادهم، ويتم ذلك بالوسائل الإلكترونية بديلة مجلس الآباء أو مكتوبة ويتم توزيعها على الطلاب، ويقوم ولي الأمر بالإمضاء عليها، بالتزامن مع تبليغ ولي الأمر بضرورة التزام ابنه بالزي الرسمي لدخول المدرسة وعدم دخول الهواتف مع الطلاب؛ مما يلحق الضرر بالمنظومة التربوية، وبهذا يتم إسناد المسؤولية أو جزء منها إلى أولياء الأمور، الذين ينبغي عليهم تعليم أولادهم أن هناك تعليمات مدرسية لابد من تطبيقها.
إيجاد بدائل
وتشير عبد الله إلى أمر في غاية الأهمية، وهو ضرورة إيجاد بدائل لاصطحاب الطالب الهاتف داخل الفصل؛ فإذا كان من الضرورة حمل الطالب له بهدف الاطمئنان عليه من قِبَلِ الأسرة، بالإمكان تركه مع المشرفة خارج الفصول، ولابد حينما يتم وضع قانون إيجاد له أكثر من بديل، فحينما نقول للطالب لا تدخل فصلك بهاتفك، فما هو البديل، وقد أصبحت تلك الهواتف في حضن الطلاب وتلاصقهم في كل مكان، مع الاحترام الكامل لقدسية المدرسة وقراراتها.
وتؤكد أن المدرسة والأسرة والطالب ثالوث لابد من أن تتشابك أيديهم معا للنهوض بذلك المشروع الصغير وهو الطالب، فتلك المُعلمة ولدت سلوك الصراخ والعنف، وعدم الالتجاء للقانون، حقا بالمستقبل سيستهين الطالب بالقانون ويستبدله بالعنف وردود الفعل التي تتسم بشكل غير شرعي؛ فقد كسرت المُعلمة هواتف الطلاب وعنفتهم، فكان الحل هو توجيه هؤلاء الطلاب، وكان بالإمكان الاتصال بالسائق الذي يصطحب الطالبات للمنزل، إذ كن في حاجة للاتصال به لإخباره بموعد خروجهن من المدرسة.
جريمة وجنحة
وتُبين الدكتورة إيمان أن هذه جريمة وجنحة لابد من توجيه الحساب وفقًا للائحة وقانون المدرسة وليس قانون المعلمة، نعم قد أخطأت الطالبة بتوريتها للهاتف خلف اللوحة ولكن صغر سنها وخبرتها ما دفعها لذلك التصرف الساذج البريء، ولكن العنف ليس هو الحل، فسيتم توليد العند، وهو نتاج التعامل بشكل غير لائق.
وفي الأخير، تقترح أستاذ علم النفس، أنه لابد من التوجيه لأكثر من بديل؛ كي لا تتكرر تلك الحوادث التي تقلل من قيمة الطلاب، فلابد من شرح القوانين للأسرة والطلاب أكثر من مرة ويكون هناك سماح للخطأ ومعالجته، فمهما يتم إعادة الشرح لابد من مجال للأخطاء الفردية، فالطلاب على المستوى الأكاديمي لا يحفظون المواد الدراسية أو يتم استيعابها بشكل كامل، فكان لابد من تنفيذ إجراءات اللائحة وليس التكسير، وكذلك نظرة المعلمة كان بها حقد اقتصادي على الطالبة أنها تحمل “جهاز آيباد”.
دورات صيفية
ولابد من تعليم الطلاب بإعطائهم دورات صيفية هم والمعلمين طريقة التعامل الصحيحة مع الطلاب، وتعليمهم المهارات الحياتية وكيفية التواصل واستراتيجية حلول المشاكل والاتزان والتحكم بالنفس، وتمنح للمعلم تلك الدبلومة التربوية لكي يتم بناء جيل سوي قادر على النهوض بأوطانه، وبالطبع يتم وضع النواة الأولى بذلك المكان المقدس وهو “المدرسة”