سيد الطاهر يكتب: مصر مركز ثقل الطاقة العالمى
سياسياً وجغرافياً عن عبقرية موقع مصر قال الدكتور “جمال حمدان ” فى موسعته الخالدة ” شخصية مصر ” أن مصر دائماً و أبداً مركز ثقل و مركز دائرة مهما كانت ظروفها الداخلية حتى وأن كانت محتلة ، فمركز ثقل مصر وموقعها الجغرافى وتاريخها الحضارى الذى أشار إليه المفكر الدكتور “ميلاد حنا ” فى الأعمدة السبعة للشخصية المصرية، وفى عصر مصر السيسي بدأ ظهور مفهوم جديد لقوة مصر ومركز ثقل جديد نسجت ملامحه عدة مشروعات لإنتاج الطاقة.
مشروعات ساهمت بقوة فى تغيير الخريطة العالمية لتضع مصر رغم التحديات فى مركز ثقل الطاقة العالمى، مشروعات جعلت من القاهرة حلقة وصل بين عواصم العالم شرقاً وغرباً، مشروعات بعضها فى الطاقة التقليدية وأخرى فى مجال الطاقة النظيفة والمتجددة.
طالع المزيد| سيد الطاهر يكتب: الطاقة عابرة الحدود تتخطى القيصر الأمريكى
سيد الطاهر يكتب: مدبولى يعلن عن قوة مصر الكامنة فى الطاقة
رئيس وزراء اليونان: دور مصر حيوى وجسر الطاقة إلى أوروبا
ومن أمثلة هذه المشروعات الإتفاقيات الموقعة بين الشركة القابضة لكهرباء مصر والشركة المصرية القابضة للغازات من جه وبين المجموعة الإيطالية ” إينـــى” لتقييم جدوى إنتاج الهيدروجين فى مصر ، تعزيزاً لسعى مصر لإنتاج الهيدروجين الأخضر بإستخدام الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأزرق من خلال تخزين ثانى أكسيد الكربون، وهو ما يعكس حرص القاهرة على إستغلال مواردها الطبيعية على نحو غير مسبوق، هذا بالإضافة إلى اتفاق بين وزارة الكهرباء والبترول والقوات البحرية المصرية مع شركة “إيمي” البلجيكية للبدء فى دراسات خاصة لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، ومثله عقد أخر مع شركة “سيمنز” الألمانية.
والبرغم من وجود فائض فى إنتاج الكهرباء ، لكن مصر حريصة على إنتاج الطاقة الشمسية واستغلالها سواء فى إنتاج الكهرباء أو إستخدمات أخرى .
و إذا ما أضفنا الإتفاقات الأخرى الخاصة بالغاز بين مصر ودول أوربا، وكذلك اتفاقيات الربط الكهربائى بين مصر و اليونان و قبرص ، كذلك مع الأشقاء العرب فى ليبيا والسعودية والأردن و العراق و لبنان، واتفاقيات الطاقة النظيفة مع إيطاليا و ألمانيا و بلجيكا، سنجد الحقيقة المؤكدة التى لا ريب فيها أن مصر أصبحت خلال السنوات القليلة الماضية مركز ثقل الطاقة العالمى، وهو ما سينعكس على التنمية المستدامة التى تسعى الحكومة من خلالها إلى تغيير حياة المواطن إقتصادياً ومن ثم إجتماعياً.
ويزيد من ثقل مصر على مائدة السياسة الدولية، فالطاقة هى الوجه الأخر للدبلوماسية وخير دليل مركز الطاقة الإقليمي التابع لجامعة الدول العربية ذو الصبغة الدبلوماسية والذى يضم أكثر من 17 دولة عربية، والذى يسعى إلى تفعيل وزيادة الإستفادة من ممارسات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة فى المنطقة العربية وهذا المركز بمثابة الذراع الفنى لإدارة الطاقة بالمجلس الوزراى العربى للكهرباء .
ومن الجدير بالذكر أن مشروعات وطموحات مصر فى مجال الطاقة المتجددة سيضع مصر فى بؤرة إهتمام مجلس الطاقة العالمى، الذى مقره العاصمة البريطانية لندن والذى يضم قادة الفكر والخبراء فى مجال الطاقة على مستوى العالم، والذى يهدف إلى الإستخدام الأمثل للطاقة.
كل هذا وأكثر يؤكد وعد الرئيس السيسي فى بداية حكمه أن مصر أم الدنيا تصبح فى عهده أم الدنيا، وسينعم شعبها بالحياة الكريمة