د. محمد إبراهيم بسيونى يحذر من “وباء مزدوج” طرفاه الإنفلونزا والكوفيد
- ما مدى احتمالية تحول الإنفلونزا هذا الشتاء لخطر داهم ؟
كتب: على طه
تحدث الإنفلونزا بسبب عدة سلالات من فيروسات الحمض النووي الريبوزي RNA التي تتحور بمعدلات متغيرة كل عام ولكن بطريقة لا تختلف عن تحورات فيروس كوفيد، هذا ما بدأ به د. محمد إبراهبيم بسيونى، بطب المنيا، حديثه لـ “بيان” فى متابعته اليومية لأوضاع وتطورات جائحة كورونا كوفيد-19.
وقال د. بسيونى فى تصريحات خاصة لـ “بيان” إن مستوى المناعة للفرد ضد سلالة الإنفلونزا للعام الحالي يعتمد على عدة متغيرات.
وتشمل هذه المتغيرات مدى تشابه السلالة الحالية مع السلالة التي تعرض لها المصاب لأول مرة، وما إذا كانت السلالات المنتشرة تشبه السلالات التي سبق أن تعرض لها المصاب، ومدى حداثة الإصابة بالإنفلونزا، وكذلك النشاطات البشرية، والالتزام بالتدابير أو عدم الالتزام بها.
طالع المزيد| هل يمكن الحصول على لقاحي الأنفلونزا وكورونا في وقت واحد؟.. تاج الدين يُجيب
الصين تنتج لقاحا جديدا مضاد لكوفيد-19 فعال بنسبة 100% ضد دخول المستشفيات
كورونا وفصل الشتاء والإنفلونزا.. الرعب من إجراءات الغلق بسبب كورونا يصيب الأوروبيين
وأضاف د. بسيونى أن هناك أيضا متغيرات تؤثر على المناعة سببها التطعيم، فمناعة السكان من التطعيم تعتمد على نسبة الأشخاص الذين تلقوا لقاح الإنفلونزا في موسم معين ومدى فعالية أو مطابقة اللقاح ضد سلالات الإنفلونزا المنتشرة.
وأكد د. بسيونى أن الكوفيد لم ينته، والشتاء قادم بالانفلونزا وغيرها من الفيروسات الموسمية. خصوصاً إن كنت من المعرضين للمضاعفات.
وبالنظر إلى الانتشار المحدود للإنفلونزا في عموم العالم العام الماضي، فالبلاد قد تشهد تفشيا كبيرا للإنفلونزا هذا الموسم، بالاقتران مع التهديد الحالي لمتغير دلتا شديد العدوى، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيج خطير من المرضين المعديين، أو الجائحة الثنائية، لذلك يحذر الخبراء مع دخول فصل الشتاء من احتمال “وباء مزدوج” Twindemic طرفاه الإنفلونزا والكوفيد.
ويقترب الشتاء والمستشفيات مليئة في جميع أنحاء العالم بحالات كوفيد خطيرة، ويمثل موسم الإنفلونزا تهديدا كبيرا بشكل خاص هذا العام.
وفى سياق قريب (الكلام مازال للدكتور بسيونى) يقوم باحثون في سياسة التطعيم والأمراض المعدية في مختبر ديناميكيات الصحة العامة في جامعة بيتسبرج Public Health Dynamics Laboratory at the University of Pittsburgh على عمل نمذجة للإنفلونزا لأكثر من عقد، وتشير هذه النمذجة مؤخرا إلى أن موسم الإنفلونزا الخفيف العام الماضي قد يؤدي إلى زيادة حالات الإنفلونزا في هذا العام.
ونتيجة للتدابير العديدة التي تم وضعها في عام 2020 للحد من انتقال كوفيد بما في ذلك الحد من السفر وارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس وغيرها، فقد شهد العالم انخفاضا كبيرا في الإنفلونزا والأمراض المعدية الأخرى خلال هذا العام 2020 وانخفضت الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا بين الأطفال.
وكان موسم الأنفلونزا 2020-2021 واحدا من أقل المواسم تسجيلا للإصابات في التاريخ الحديث في العالم، ومع أن الحد من الإنفلونزا أمر جيد، إلا أنها قد تعاود الانتشار أشد من المعتاد هذا الشتاء.
وقد أظهر عدد من فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى انخفاضا مماثلا أثناء الجائحة، ثم عاد بعضها للانتشار بشكل كبير كالفيروس المخلوي التنفسي RSV مع إعادة فتح المدارس وتراجع التباعد الاجتماعي والتهاون في ارتداء الكمامات والتخفيف من التدابير الأخرى.
لذلك ينصح كل عام بأخذ لقاح الانفلونزا للأشخاص المعرضين للمضاعفات (كبار السن، النساء الحوامل، الأطفال تحت السن..) وينصح به أيضاً في إطار انتشار كورونا لتخفيف الضغط على النظام الصحي حين ينتشر الفيروسان في الوقت نفسه.
ويؤكد د. بسيونى ان اللقاح آمن وكل عام تكثر الأسئلة والاشاعات غير الصحيحة، ويضيف الآتى موضحا:
– أولاً والأهم لا يمكن للقاح بأي حال من الأحوال أن يسبب الإنفلونزا، لأنه يحتوي فقط على جزء معطل من الفيروس.
فيروس الانفلونزا فيروس متغير. يتم تحديث تركيبة اللقاح سنويًا بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية ويأخذ بعين في الاعتبار السلالات التي من المرجح أن تنتشر خلال فصل الشتاء.
– لا يمكن التنبؤ بشكل أكيد، يتم الاعتماد غالباً على الفيروس الذي انتشر في نصف الكرة الجنوبي. وتختلف فعالية اللقاح من سنة إلى أخرى.
– يكون اللقاح أكثر فاعلية عندما تكون أنواع فيروسات الأنفلونزا المختارة لتكوين اللقاح قريبة من السلالات التي تنتشر بالفعل أثناء الوباء الموسمي.
– يعتقد الكثير من الأشخاص الذين تم تطعيمهم أنهم أصيبوا بالأنفلونزا على الرغم من تلقيحهم، ويعتبرون هذا دليل على عدم فعالية التطعيم. هذا غير دقيق لأن الحماية التي يؤمنها اللقاح ليست كاملة لكنه في معظم الحالات يخفف احتمال المضاعفات والحاجة الى استشفاء في حال أصيب الشخص رغم التطعيم.
وفي حال تعتقد انك اصبت بالانفلونزا رغم انك اخذت اللقاح، فهناك احتمالين:
– إنها بالفعل أنفلونزا. لكنك لم تستجب تماماً للقاح لأن فعاليته غير كاملة. والسلالة التي أصبت لها ليست من السلالات التي يؤمن اللقاح الحماية ضدها هذه السنة.
– والاحتمال الثانى أن ما اصبت به ليس فيروس انفلونزا، انما مرض فيروسي آخر من الفيروسات الكثيرة التي تنتشر قي الشتاء و تشبه أعراضه أعراض الأنفلونزا كالفيروس المخلوي التنفسي RSV.
يتطلب اللقاح اسبوعين بعد اخذه لتأمين الحماية ضد فيروس الانفلونزا الذي ينتشر غالبا ابتداء من شهر نوفمبر.
ملاحظة: لا يتعارض اللقاح مع لقاح كوفيد، حتى انه يمكن اخذ اللقاحين في اليوم نفسه، وهذا ما تفعله بعض البلاد مع المعرضين للمضاعفات: جرعة ثالثة من لقاح كوفيد مع جرعة لقاح انفلونزا في الوقت نفسه.