لماذا تراجع إغراء السيجارة.. وما سبب تراجع عدد المُدخنيين حول العالم ؟!

من هو مُخترع التدخين.. وماذا فعل التدخين بـ"سيجموند فرويد"؟!

كتبت: أسماء خليل
“NO SMOKING”.. لا أحد بالعالم لم يرَ تلك العبارة، ولا أحد لم يفهم مدلولها رغم كونها باللغة الإنجليزية، إنها تتعدى بكثير مجرد كونها أسلوبًا للنهي والتحذير بالابتعاد عن التدخين، ولكن تم وضعها بكل الأماكن لتدق ناقوس الخطر الذي يقدمه المُدخن لنفسه على طبق من فضة.

لا شك أن “التدخين” من أكثر المشكلات التي تواجه العالم؛ رغم تصدي جميع الدول له، بمحاولة مُجابهته كوباء دائم بكل السبل الممكنة، ذلك الوباء الذي ينخر في البنية الأساسية والثروة البشرية لكل المجتمعات، إنه يؤثر على الدخل الاقتصادي لأسرة المُدخن ويؤثر بالسلب على صحة ذويه.

كم من محاولاتٍ من المدخن نفسه أو أحد ذويه بالإقلاع عن التدخين؛ لإنقاذ نفسه من براثن ذلك العدو المُتلفح بالدخان الأبيض ذي الرائحة المُحببة للبعض والكريم لدى الآخرين.. إنه الإدمان والمخدرات في أرقى صورها.. إنه العيب المُتاح.. إنه الصورة البيضاء للواقع الأسود.. إنه التدخين فاحذره.
وسط كل ذلك الزخم من الإحباطات، تقدم منظمة الصحة العالمية بصيصًا من الأمل؛ عبر نشرها لخلاصة دراسات تؤكد أن عدد المُدخنيين يتراجع حول العالم.. ولكن في البداية، ما هو “التدخين” ومن الذي اخترعه وإلى أي الأمم تعود نشأته؟..

ما هو التدخين؟

“التبغ” هو المادة الأساسية الفعالة التي يتم حرقها واستنشاقها بواسطة المُدخن، ويقوم “النيكوتين” بدور المُخدر الذي يثبط من العصبية – على حد قول المُدخنين- ويهدئ من الانفعال، ولكن إذا حدث ذلك بالفعل، فسيكون تأثيره وقتيًّا، لأن تناول مادة النيكوتين تؤثر بالسلب على صحة الجهاز العصبي وتؤدي إلى اعتلال الرئتين ومن ثَم الجهاز العصبي..
وهناك العديد من صور التدخين ك“الشيشة” و“الغليون المائي”… إلخ، ومن الممكن أن يوجد بشكل مُصنع تنتجه المصانع، أو يكون ملفوفًا بواسطة الأشخاص، وقد يؤدي التدخين إلى ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وسرطان المريء والرئة.

اختراع ونشأة التدخين

عرِفهُ الكهنة منذ ٥٠٠٠ عامًا، لتضليل الرعية، وتغييب عقولهم بالخرافات التي تخاطب أرواحهم، وقد عرفته العديد من الشعوب وكان موجودًا وسط طقوسهم واحتفالاتهم المرسومة على جدران المعابد، ولكن يُشار لـ “قبائل المايا”، ثم للـ“للهنود الحمر” بشمال أمريكا، باعتباره أوائل الأمم التي اخترعت التبغ، وكانت بعض الدول في مقدمة من دمج التبغ ب “الحشيش” ومواد مُخدرة أخرى، مثل دول أوروبا.

طالع المزيد:

التعليم: حظر التدخين نهائيا داخل مكتبات المدارس والإدارات والمديريات

الصحة: السجائر الإلكترونية لا تساعد في الاقلاع عن التدخين وبها مواد سامة

التضامن: 7% من طلاب المدارس الثانوية يتعاطون المخدرات و 12% نسبة التدخين

والتبغ يقتل أكثر من ثمانية ملايين مدخِّن بشكل سنوي، وكذلك يفقد 1.2 مليون شخص حياتهم بسبب التدخين السلبي، وذلك ما أوردته منظمة الصحة العالمية.

تأثير التدخين على سيجموند فرويد

سيجموند فرويد
سيجموند فرويد

تأثر الكثير من المشاهير بالأضرار البالغة للتدخين، فمنهم من أصابه بالسرطان، ومنهم من أودى التبغ بحياته، وها هو “سيجموند فرويد” الذي أثرى الفكر وعمّق نظريات علم النفس وأنار طريق البشرية، لكنه كان يُدخن بشراهة مما أدى إلى إصابته بالعديد من الأمراض من بينها “سرطان الفم”.. ما جعله مُتألمًا بشكل دائم دونما جدوى من العلاج؛ فاضطر طبيبه الخاص لمساعدته على الانتحار ليتخلص من العذاب.

تراجع أعداد المُدخنين

نشرت “منظمة الصحة العالمية” عبر تغريدات لها، بمنصة التدوينات القصيرة “تويتر”، في أول شهر نوفمبر، أن عدد المُدخنيين في تراجع حول العالم، وأكدت على ضرورة عدم الانثناء عن التصميم على إكمال المسيرة في مجابهة ذلك التدخين البغيض.
كما أرفقت منشورًا يوضح انخفاض عدد المُدخنيين، حيث ذكرت الإحصائيات أن عدد المُدخنيين حول العالم في العام 2020،حوالي 1.3 مليار شخص، وهذه النسبة أقل بـ20 مليونًا من العدد المسجل قبل عامين.

رجال ونساء

أوضحت “منظمة الصحة العالمية” عبر تقاريرها، أن عدد الرجال المُدخنيين حول العالم، قد تجاوز بالعام الماضي 36.7%، مقارنةً بعدد النساء اللائي بلغ عددهن ما يُقارب ٩%.

وأخيرًا

ستجد أنك – في بعض حين – تتوقف متعجبَا مندهشًا أمام بعض الظواهر بالمجتمع، إذ أنه لا تفسير منطقي لها، فذاك هو التدخين حيث ينفق أصحابه من صحتهم وأموالهم في سبيل اللاشئ، ويتشاجر ذويهم معهم وربما يفقدون الصلات التي تربطهم ببعض المقربين بسبب ذلك الإدمان؛ ورغم ذلك تُراهم لا يُقلعون عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى