سارة كامل.. فتاة مصرية تعبّدت الصوفية من أجل «رقصة الدراويش»

كتب: إسلام فليفل

“ماتبحث عنه يبحث عنك” إحدى مقولات الصوفي الزاهد جلال الدين الرومي، الذي أسس المولوية والرقصة الشهيرة لها ألا وهي الدوران في منطقة واحدة في حالة تركيز وهيام شديد لا يشعر بها إلا الراقص الذي يدخل بقدميه عالم آخر يختلف عن عالمنا بمجرد أن يبدأ في الرقص.

اقرأ أيضا.. “عطبرة”.. مدينة السحر والسينما السودانية

تُعد المولوية أو رقصة الدراويش كما يُطلق عليها، إحدى الطرق الصوفية الموجودة في تركيا ومصر منذ القدم وحتى الآن فهي فن قائم بذاته، أخذ الكثير في سكته ومن بينهم ” سارة كامل” الفتاة صاحبة الـ27عامًا التي لجأت للمولوية لقتل الاكتئاب والهيام بروحانية والتجلي في إبداع الخالق.

فاستطاعت بحجابها وملابسها البيضاء بالتنورة الفضفاضة الواسعة ذات الشكل المألوف والطربوش البني الكبير، أن تقف وسط الرجال متوحدة معهم ترقص المولوية لتُعلن عن كونها أول فتاة مصرية راقصة للمولوية وتكسر حاجز للرجال فقط وتلفت الأنظار إليها.

وقد بدأ شغفها بالتصوف منذ 7أعوام تقريبًا وتحديدًا عقب تخرجها من كلية الآدب قسم الجغرافيا، حيث بدأت بالقراءءة عنها وحضور الحفلات الخاصة بها التي تُقام بالقاهرة، وجلسات التفكير والتأمل، موضحة أن فكرة رقص المولوية جاءت لها قبل عام عندما علمت ان هناك راقص دوران أو مولوية موجودفي مصر تعلم على يد مدرب لتلك الرقصة وهو تركي الأصل، لافتة إلى أن هذا المجال مقتصر ومغلق هنا في مصر، على حد تعبيرها على الرجال فقط، وهو ما آثار فضولها لإقتحامه أكثر وأكثر.

سارة وفن المولوية
سارة وفن المولوية

مرت سارة بفترة عصيبة في حياتها وهي فترة التدريب والتعلم لرقص المولوية لاعتراض أهلها وقصر الأمر على الرجال، لكنها بدأت أول حفلة لها منذ عامين حيث تقوم بالدورا مع نفسها في شكل الرقص المعروف للمولوية.

وأشارت سارة إلى أن حفلات المولوية في شهر رمضان خصيصًا لها اهتمام وطابع خاص حيث تكثر الاحتفالات اليومية في كثير من الأماكن مثل: الأوبرا ووكالة الغوري وبيت السحيمي والفنادق والأماكن العامة بالخيم الرمضانية، قائلة: إن الجمهور يُفضلها جدًا في رمضن لما لها من روحانيات، مضيفة ان رقصة المولوية لها دور كبير في تغيير نظرتها للحياة والتأمل والتفكير بشكل جيد، معربة عن كامل سعادتها بلقبها كأصغر راقصة مولوية في الوطن العربي.

واختتمت سارة حديثها قائلة إنها تطمح بأن يفتتحوا عروضًا جديدة على خشبة التكية المولوية التي تُعد أكبر مسرح للمولوية في العالم العربي وتتمنى تقديم أول عرض عليه، كما أنها قامت بتأسيس مركز خاص لتعليم الفتيات هذا النوع من الرقص.

زر الذهاب إلى الأعلى