شريف عبد القادر يكتب: تلقيح «جتت»
فى بداية ظهور كوفيد ١٩ فى مصر وحتى الآن أغلب من أصيبوا بالفيروس تحملوا قيمة الأشعه والتحليل والأدوية أثناء عزلهم بمنازلهم وأنعم الله سبحانه وتعالى على أغلبيتهم العظمى بالشفاء.
ومع ظهور اللقاح بأنواعه المختلفه حكى كثيرون ممن تلقحوا عن تعرضهم لمتاعب منها الخفيفه أو العكس .
كما صرح البعض من المتخصصين أن اللقاح لا يمنع الإصابه بـ “كوفيد” ولذلك لم يقبل الكثيرون على تلقى اللقاح، وبدلاً من اتخاذ الدوله إجراءات تلزم المواطنين الالتزام بالإجراءات الاحترازية بوسائل المواصلات والأماكن المزدحمة، لجأت إلى إجبارهم على التطعيم ليتمكنوا من إنهاء أى إجراءات بالمصالح الحكومية، وقامت هذه المصالح بتعليق لافتات مدون عليها ضرورة حمل بطاقة التطعيم للدخول، ومن لا يحمل بطاقة التطعيم يمنع من دخول هذه المصالح.
ومن المصادفات العجيبه التى قابلتها عند دخولى مبنى مكتب صحة حدائق حلوان وكان يقف أمام الباب الرئيسى كبار سن مثلى وفوجئت عند الباب من الداخل بموظف ملتحى يقول لى أن اللقاح المتوافر ضار بمن تخطوا سن الستين لاعتقاده أننى قادم للتطعيم فأخبرته أننى قادم لاستلام شهادة وفاة شقيقى فسمح لى بالدخول ووجهنى للمكتب الذى أقصده. وتعجبت لماذا لم يخطروا راغبى التلقيح عند تسجيلهم بالمكان المتوافر به لقاح يناسب من تخطوا سن الستين.
ومن العجيب أيضاً عدم الالتفات لتصريح السيدة ميشال باشيليت مفوضة الأمم المتحده لحقوق الإنسان التى دعت الدول التى تفكر فى جعل التطعيم ضد كوفيد إجباريا إلى ضمان إحترام حقوق الإنسان، مشدده على أن فرض اللقاحات لم يكن يوماً مقبولاً.
اقرأ ايضا للكاتب:
وعندما يذهب المرء للتطعيم يجد نفسه مجبرا على أن يوقع على ما يسمى.. إقرار بالموافقه على تلقى لقاح فيروس كورونا المستجد وبين قوسين تحت تصريح الطوارىء.. وبعد كتابة البيانات الشخصيه، يجد إقرارا بأنه تم الاستفسار منه عن حالته الصحيه وأنه قام بايضاح الإجابات عن الاستفسارات التاليه، وهى أربعة عشر سؤال تحتوى على كل الأمراض منها الخبيث والحميد. وفى اخلف ورقة الإقرار، إقرار أخر بأن الذى سيتم تلقيحه أطلع جيداً على التالى بالإضافة لتلقيه معلومات من أخصائي الرعاية الصحية المتواجد أثناء عملية التطعيم وتم شرحها له وهى (خد عندك):
– اللقاح ليس إجباريا.كما أنه لا يحمى من عدوى فيروس كورونا المستجد بشكل كامل.
– الجسم يحتاج إلى بضعة أسابيع بعد تلقي الجرعه الثانية من اللقاح ليقوم بتكوين مناعه ضد الفيروس.
– أوافق على تلقى دورة تطعيم كاملة مكونة من جرعتين ضد عدوى كوفيد ١٩ (فى التطعيمات المكونه من جرعتين) وأنى قد سمح لى بفرصه لطرح أى استفسارات وأن هذه الاستفسارات قد تمت الاجابه عنها.
– أنا (الشخص الموقع على الإقرار) على علم بأن اللقاح قد تم منحه رخصة الاستخدام الطارىء فقط.
– أعلم بوجوب الحصول على الجرعه الثانيه من التطعيم…
وأقر بشخصى أو بالنيابه عن ممثلى الشخصيين أو القانونيين بالآتى:
– تلقيت شرحا وافياً عن اللقاح الذى أخترت تلقيه وعن الأثار الجانبيه والمضاعفات.كما اتيحت لى الفرصه لطرح الأسئلة وتم الرد على تلك الاسئله بشكل كاف.
– أعلم بجميع الأثار الجانبيه والمضاعفات المحتمله والمرتبطه بتلقى اللقاح.
– أعلم بوجوب التوجه لعيادة متابعه ما بعد اللقاح بمركز التطعيم للابلاغ عن أى أعراض جانبيه قد تظهر خلال ستة أشهر من تاريخ تلقى اللقاح.
– أقر بإعفاء الدوله والسلطات والجهات الصحيه فى البلاد وموظفيها ووكلاءها والشركات التابعه لها ومصنعى اللقاح وموظفيهم وموردى اللقاح وتابعيهم ووكلاءهم من أى وجميع المسؤوليات أو المطالبات لأى من الأسباب المعروفه وغير المعروفه والتى قد تنشأ عن أو تتعلق أو ترتبط بأى شكل من الأشكال بتلقى اللقاح .. إلا فى حالة الإخلال الجسيم أو المخالفه الصريحه للقواعد والممارسات الطبيه السليمه.
وقد تم إعطاء الملقح نسخه من إقرار الموافقه هذا.
وهذا الإقرار مماثل لعقود الإذعان ولا يعطى نسخه من الإقرار لمن تم تطعيمه، كما اتحدى أن يكون أحد المتقدمين تمكن من قراءة إقرار الإذعان قبل تطعيمه، ونسبة ليست قليلة من الموافقين على الإقرار، آميين ويجهلوا القراءه والكتابه ويحترفوا البصم أو إستخدام ختم.
ومحتوى الإقرار غير مريح ولا اعرف لماذا إجبار المواطنين على تلقى اللقاح طالما أنه بالاقرار ليس إجباريا. وأنه لا يحمى من عدوى فيروس كورونا.
كان من الأجدر التشدد نحو ارتداء الكمامة والتباعد بدلاً من إجبار المواطنين على تلقى اللقاحن بعد تخويفهم منه بمثل هذا الإقرار المخيف.