بعد 9 أشهر على فراقه | زوجة الشهيد سعيد حمدي لـ”بيان”: صلى الفجر بجنوده ثم صعدت روحه للسماء

كتب: محمد محمود

أدلت زوجة الشهيد رائد سعيد حمدي، الذى لاقى وجه ربه يوم 30 أغسطس 2020 فى عملية “كمين بئر العبد” بتصريحات خاصة لـ “بيان”، كشفت فيها عن جوانب من شخصية زوجها الشهيد، وأوضحت توقه للشهادة، واندفاعه نحوها، وإيمانه بربه، وصدق توجهه نحوه، وإيمانه بالقضية التى يحارب الإرهاب والإرهابيين، من أجلها.

الخدمة فى سيناء

وقالت زوجة الشهيد : “خدم سعيد في سيناء لمدة ثلاث سنوات، وحصل أثناء خدمته علي شهادة تقدير من القائد العام للقوات المسلحة لمشاركته في العملية الشاملة سيناء، وكان قد تم نقله من سيناء لمكان أخر مميز لكفاءته فاعتقدت وقتها أني حصلت على هدنة من قلقلي وتوتري الدائمين عليه، لكن الشهيد رحمة الله عليه كان دائما ما يقول لي (قلبي متعلق بسيناء والله).. وفاجأنى بنقله لسيناء مرة أخرى بعد 6 شهور فقط من ابتعاده عنها، وعرفت بعد استشهاده أنه هو الذى طلب نقله لسيناء، وقدم لقادته طلبا بذلك”.

وأضافت زوجة الشهيد وهى تغالب دموعها: ” كان لـ “سعيد” غاية من خدمته في سيناء وهي (الشهادة) ولم يغادر سيناء قبل أن ينالها.. سعيد الله يرحمه لم يتمنى شيئا قدر ما تمنى الشهادة.. ومع كل زميل له ينال الشهادة، كنت ألمس في سعيد الإلحاح أكثر في طلب الشهادة.

وصيته

سألناها عن أحوال وأقوال زوجها الأخيرة فى الدنيا قبل استشهاده، فقالت:

أرسل سعيد للمقربين إليه يوصيهم عليّ وعلي فارس ابننا، وكتب وصيته قبل استشهاده بأسبوع، وقال لي: “أنا كتبت وصيتي يا شروق لما ربنا يكرمني بالشهادة  يجيلك الخبر، اطلبي وصيتي من محفظتي واقريها”.

وأخر كلمة قالها لي: “أللي مطمني أنى لما اموت سيبلك حتة شبهي في كل حاجة”، كان يقصد فارس ابننا، وكأنه كان يريد أن يصبرني، ويعتذر لي على غيابه الذى سيطول”. 

مداهمة استشهاده.. معلوماتك عن العملية التى استشهد فيها؟

 فأجابت : 

كانت مداهمة ناجحة وقع فيها عدد كبير من الإرهابيين، وليلتها كان أفراد المداهمة يتكلمون عن شهداء “كمين البرث” وزوجى سعيد كان يكرر دائما عبارة “ربنا يلحقني بهم.. ان شاء الله ربنا هيكتبها لي”، وكل زملاؤه كانوا يقاطعونه بالدعاء له بطول العمر .

وفي الفجر طلب من أفراد المداهمة أن يغادروا مكانهم فى المدرعات لأداء صلاة الفجر، وصلي بهم إماما، وقبل المغادرة، ساورته شكوك فى وجود عناصر إرهابية فى أحد البيوت، وعند مداهمته انفجرت عبوة ناسفة، طالته هو و7 آخرين من الرجال، ونال سعيد الشهادة كما تمناها.

الجانب الشخصى.. وماذا عن الجانب الآخر فى شخصيته، طباعه، وأخلاقه، ومعشره؟

أجابت زوجة الشهيد: عشت مع أطيب زوج، أجمل سنين عمري، فكان دائما ما يقدم لى الهدايا، وينتهز كل المناسبات للتعبير عن حبه لأهل بيته، وعلى الرغم من كل ما كان يحكيه زملاؤه، من قادته وجنوده عن بطولاته وتميزه في المداهمات، وقلبه الميت في اصطياد التكفيرين وقتل عدد كبيرة منهم، إلا أنه علي الجانب الشخصي كان زوجا مخلصا، وأبا حنونا، وابنا بارا بوالديه، وصديق “جدع”.

هل توقعتى أن ينال الشهادة، أو انتظرتى هذه اللحظة؟

قالت: على الرغم من أن سعيد كان يحاول كثيرا أن يؤهلني ليوم مثل هذا، وعلى الرغم من شعورى الدائم بالخوف، عليه وأنا أعرف أننى أحببت شهيد، إلا أني كنت أهرب من مجرد تخيل لحظة مثل هذه.. “اللهم لا اعتراض بس هو تمناها بإخلاص وهو ميستحقش أقل من الشهادة خاتمة”.

الذكريات

ماذا تبقى من ذكرياتك مع الشهيد؟

أجابت: من أجمل الذكريات التى بقيت ليّ، وأعيش عليها، سلسلة الشهيد الفضة التي يلبسها كل ضابط للاستدلال علي شخصيته بعد أي حادث، وعلى ظهر اللوحة الصغيرة التى تحملها السلسلة حفر الشهيد رحمة الله عليه اسمي و اسم ابنه، فارس ابن الشهيد سعيد، أجمل هدية تركها لي، وأن شاء الله يكون فارس امتدادا لبطولة أبيه.

الاختيار

أخيرا: هل عبرت سلسلة المسلسلات الوطنية، مثل الاختيار بجزئيه عن بطولة زوجك، وباقى الشهداء، والأحياء من جنود مصر الأبطال الأوفياء؟

زوجة الشهيد: المسلسلات الوطنية مثل “الاختيار” بجزئيه، و”هجمة مرتدة” ساهمت بشكل كبير في تشكيل وعي فئة كبيرة من الشعب، قبل توثيق بطولات شهدائنا ورجال الظل الذين يستكملون المسيرة.

وقبل انتهاء الحديث، توجهت بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، لتذكره أولاد الشهداء وتعويضهم بقدر المستطاع عن فقدهم الثمين لأبائهم.


زر الذهاب إلى الأعلى