د. ناجح إبراهيم يكتب: محمد والمسيح .. إخوة في النبوة والرسالة
كتب د. ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان”محمد والمسيح .. إخوة في النبوة والرسالة” وتم نشره في جريدة المصري اليوم وهذا هو نص المقال:
• كل ثلث قرن يلتقي مولد النبيين العظيمين محمد وعيسي عليهما السلام, وقد التقي مولدهما منذ ثلاثة أعوام, فتعطر الكون بهذه الذكري الجميلة, ببركات النبيين ونفحات مسيرتهما ووصاياها العظيمة.
• آه يا سيدي يا رسول الله كم اشتقنا إلي لقياك بعد أن قصرنا في فهم رسالتك وغفلنا عن العمل بعهدك إلينا.
• آه يا سيدي عيسي بن مريم كم قصرنا في فهم رسالتك والاقتداء بعفوك وصفحك، وكم اشتقنا أن نراك في الجنة ونستمع منك إلي سيرتك ومعجزاتك ورسالتك وتحملك وصبرك وعفوك، كم نحن في شوق إلي كل الرسل وحواري الرسل من الصالحين والصالحات الذين” صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ “.
• محمد والمسيح “عليهما السلام” يلتقيان في النبوة والرسالة فكلاهما من أولي العزم من الرسل، محمد من أمة العرب، والمسيح من بني إسرائيل، وكلاهما جاء ليصلح قومه والدنيا كلها ويسوسهم بالرفق والحلم والتدرج والأناة، كلاهما يحب الآخر ويصدقه، كلاهما أقرب الرسل للآخر زماناً ورسالة.
• وهل سيجد المسيح أقوي من محمد “ص” ليعرف الناس به ويدافع ويذود عنه، أليس هو القائل: “أنا أولي الناس بعيسي بن مريم في الأولي (أي في الدنيا) والآخرة، قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال : الأنبياء إخوة لِعلات، أمهاتهم شتي ودينهم واحد وليس بيننا نبي “وأمهاتهم شتي” تعني اختلاف شرائعهم التي تناسب أقوامهم وأزمانهم وأدواء عصورهم.
• محمد وعيسي “ليس بينهما نبي” فقد استلم محمد راية النبوة والرسالة من عيسي، لتنتقل من بني إسرائيل للعرب، وتتحول من فلسطين إلي مكة والمدينة، وعيسي يبشر بمحمد ” وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ” ومحمد يثني علي المسيح ويقول: “أنا أولي الناس بعيسي” حباً وتواصلاً وموالاة ونصرة وتلاقح بين الرسولين والرسالتين.
• وكيف لا يكون ذلك وثاني أكبر سورة في القرآن العظيم تحمل اسم أسرة المسيح العظيمة “آل عمران”، وعمران هو جد المسيح العابد الزاهد المتبتل وسيد بني إسرائيل، وسورة أخري باسم “مريم” أم المسيح.
• فالأنبياء جميعاً إخوة لا تعرف قلوبهم الأحقاد ولا الحسد والكراهية أو الإقصاء، وهي تختلف عن قلوب الناس ونفوس الساسة أو عباد المال والجاه.
• محمد وعيسي “عليهما السلام” يلتقيان ليس في تحريم الزنا وحسب بل يلتقيان كذلك في تجريم مقدماته بدءًا من النظرة و القبلة و الخلوة ،فالمسيح يهتف في الشباب قائلا: “عينك إن نظرت إلي المحرم فاخلعها”، ولا يعني؟؟ الخلع المادي ولكن يعني أنها تجاوزت وظيفتها وأخلت بواجباتها وأنها كما يقول العوام “تستحق الخلع”.
• ويشدد محمد (صلي الله عليه وسلم) عليها باعتبارها؟؟ مقدمة للزنا المادي، فيقول (صلي الله عليه وسلم) “العين تزني وزناها النظر”، والنظرة سهم مسموم من سهام إبليس” فالعين ممر للقلب ومن حفظ نظره حفظ الله قلبه.
• وكلاهما هاجر، فمريم لم تجد مكاناً آمناً تلوذ بابنها إليه سوي مصر الآمنة التي احتضنت الرسل بداية من إدريس ويوسف وحتي موسي وهارون ، ومحمد يترك مكة مهد طفولته وصباه وبداية رسالته فيسح دموع فراقها قائلاً”إنك لأحب البلاد إليّ ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت، “وكلاهما يعود إلي وطنه مظفراً ورحيماً في الوقت نفسه .
• محمد والمسيح “عليهما السلام” يلتقيان في الاهتمام بالمساكين والضعفاء والمرضي فالمسيح يصدح في البشرية “طوبي للمساكين، طوبي للرحماء فإنهم يُرحمون”، ومحمد يردد صدي صوته “الراحمون يرحمهم الرحمن”، و “رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم علي الله لأبره”.
• وكلاهما يحب العفو، فالأول يطعن في زوجته فيصبر ويعفو، والثاني يطعن في أمه فيغفر ويرحم .
محمد والمسيح”عليهما السلام”، يحذران من الانتقام، ويحثان علي الصفح والتنازل لحقن الدماء والإصلاح بين الناس،؛فالمسيح ينادي” من نازعك ثوبك فاخلع له الرداء كله “، ومحمد يأمره ربه بـ” فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ” الذي لا عتاب فيه فيهتف في الكون: “أن تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك”.
• وكلاهما يحذر من فضح الناس وهتك أسرارهم، والتشفي في لحظات ضعفهم، والاغترار بالعصمة والسخرية من العصاة فها هو المسيح عيسي (عليه السلام) يصيح في الذين يسعدون بالفضائح ويكرهون الستر “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر” وهذا محمد “صلي الله عليه وسلم” يقول للرجل الذي أتي بزان ” هلا سترته بثوبك “وعن المرأة الزانية التي سبها البعض بعد رجمها فأخبر عنها “لقد تابت توبة لو وزعت علي سبعين من أهل المدينة لوسعتهم”.
• ومحمد والمسيح عليهما السلام كلاهما يجدد الأمل في نفوس الفقراء والمرضي والضعفاء والبائسين مبشرا إياهم بـالجنة إن صبروا، فيهتف عيسي “طوبي للجياع والعطشى إلي البر فإنهم يشبعون وطوبي للودعاء فإنهم يرثون الأرض “، وكذلك ينادي محمد الأقوياء والأغنياء قائلا:”إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم “.
• ومحمد والمسيح عليهما السلام كلاهما يجدد الأمل في نفوس الفقراء والمرضي والضعفاء والبائسين مبشرا إياهم بـالجنة إن صبروا، فيهتف عيسي “طوبي للجياع والعطشى إلي البر فإنهم يشبعون وطوبي للودعاء فإنهم يرثون الأرض “، وكذلك ينادي محمد الأقوياء والأغنياء قائلا:”إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم “.
• كلاهما كان يدعو للناس ولا يدعو عليهم، ويحب الناس ولا يكرههم ، فعيسي يقول ” أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم”، ومحمد يردد وهو يُضرب ويُؤذى من قومه ” اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون”، ويهتف في الكون غافراً وراحماً “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
• اللهم كما جمعت بين رسالتي محمد والمسيح عليهما السلام فاجمع بين المؤمنين بهما علي الحق والصدق والبر والسلام.
اقرأ ايضا للكاتب: