فاروق شومان يكتب: أولمبياد بكين الشتوية.. رسالة لكل البشرية
كما يعلم الجميع، ترجع نشأة الألعاب الأولمبية للقرن السادس قبل الميلاد في اليونان القديمة، وأسس المعلم الفرنسي البارون كوبرتان الألعاب الأولمبية الحديثة بروح أولمبية حقيقية في نهاية القرن التاسع عشر، وبحلول عام 1994، قُسمت الألعاب الأولمبية إلى ألعاب أولمبية صيفية وألعاب أولمبية شتوية.
تنظم الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية كل عامين بتناوب، بحيث تقام كل دورة ألعاب أولمبية مرة كل أربع سنوات. أي بعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في كوريا الجنوبية، ستقام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في الصين.
أصبحت الألعاب الأولمبية مسرحًا حقيقيًا للوحدة والمنافسة والإلهام من جميع أنحاء العالم تأثراً بالروح الأولمبية المتمثلة في “التفاهم المتبادل والصداقة طويلة الأمد والوحدة والمنافسة العادلة”. حيث تعد المشاركة في الألعاب الأولمبية الأمنية التي يتطلع لها كل رياضي في العالم.
الألعاب الأولمبية هي المسابقة العالمية الوحيدة متعددة الرياضات التي تحتفي بألعاب القوى. بمشاركة أكثر من 200 دولة في أكثر من 400 حدث رياضي في الألعاب الصيفية والشتوية، الألعاب الأولمبية هي المناسبة التي يجتمع فيها العالم للتنافس والإلهام والتواجد معًا.
على الرغم من أن جميع الألعاب الأولمبية الشتوية ليست مناسبة للرياضيين من الدول الاستوائية، مع ذلك، شارك رياضيون من الدول العربية ذات الطبيعية الصحراوية والاستوائية مثل مصر والمغرب والجزائر ودول أخرى في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
وأعلنت المملكة العربية السعودية عبر صفحتها الرياضية الرسمية على تويتر مشاركة المتزلجين في أولمبياد بكين الشتوية 2022.
ربما لم يشاهد جميع الرياضيين في هذه البلدان الاستوائية الثلج في حياتهم، ناهيك عن الرياضات المتعلقة بالجليد؛ ولكن لأن الألعاب الأولمبية للبشرية جمعاء وحدث كبير يقام كل أربع سنوات فقط، لذلك فهي حلم كل الرياضيين.
وهي أيضًا حدث رئيسي يجذب انتباه الناس في جميع أنحاء العالم، لأنها تمثل علاقة “التفاهم والصداقة والوحدة والمنافسة” بين الناس من جميع أنحاء العالم في هذا الحدث الرياضي الكبير.
كما جاء في “الميثاق الأولمبي”: “الرياضة حق لكل فرد، ولكل فرد القدرة على ممارسة الرياضة في بيئة خالية من أي تمييز، والسعي وراء الصداقة والوحدة والمنافسة العادلة خلال ممارسة الألعاب الرياضية لفهم أعمق للروح الأولمبية”.
في الوقت الذي يتطلع العالم كله وبدأ العد التنازلي لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، نشر اتحاد النقابات الدولي تقريرًا يشهر ويشوه دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين لعام 2022 خلال نوفمبر الماضي.
أراد التقرير المتعلق بقضية حقوق الإنسان في الصين الملطخة بالفساد، تحويل حدث كبير للاعبين من جميع أنحاء العالم إلى مسرح سياسي، لتسييس وإرهاب الألعاب الأولمبية وإرسال التقرير إلى رئيس اللجنة الأولمبية من أجل تحقيق الغرض المتمثل في تشويه سمعة الصين البلد المضيف لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وتسبب إشاعة البلبلة في مقاومة الرأي العام العالمي لدورة بكين الأولمبية الشتوية؛ وخلق صورة سلبية عن الصين بمساعدة عدد قليل من المنظمات المناهضة للصين والسياسيين.
وكل هذا بمساعدة الممول الأساسي ـ الوقف الوطني للديمقراطية، ووفقًا لقرار بعض السياسيين في الحكومة الأمريكية لقمع الصين بطريقة شاملة، يمكن القول إنهم لم يدخروا أي جهد لمهاجمة الصين وتشويه سمعتها وتهديدها.
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد جاء في التقرير الذي نقلته دويتشه فيله (إذاعة صوت ألمانيا) أن “رئيس اللجنة الأولمبية الدولية باخ رفض انتقاد منظمته ومعارضة مقاطعة أولمبياد بكين الشتوية.
وفي مارس من هذا العام، صرح على التلفزيون الألماني: “لا يمكننا فرض قواعدنا على دولة ذات سيادة بخلاف الأمور الأساسية للألعاب الأولمبية. … اللجنة الأولمبية الدولية (ليست حكومة عالمية)”.
لذلك، لا يمكن أن يدعم المجتمع الدولي هذا النهج الهادف سياسياً لهدف اتحاد النقابات الدولي؛ ولا يعبر عن قلوب الرياضيين من جميع أنحاء العالم الذين أجروا استعدادات لمدة أربع سنوات لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين لعام 2022؛ بل إنه يلطخ الروح الأولمبية للبشرية جمعاء في العالم. فالألعاب الأولمبية هي ألعاب لجميع الرياضيين وللناس في جميع أنحاء العالم. فلن تتغير روح الألعاب الأولمبية مطلقًا.