كلمات “وراها” حكايات !

كتب: إسلام فليفل

لكل دولة قاموسها “الشعبى” التى يحتوى على مئات الكلمات والمصطلحات الغريبة، ومع البحث والتدقيق تكتشف أن وراء هذه الكلمات حكايات وروايات تاريخية، ولكن عامة الناس يرددونها دون معرفة أصلها الحقيقى الذى قد يختلف كليا مع معناها والقصة التى تقف وراءها.

حاولت “بيان” رصد بعض هذه الكلمات المتداولة، والتى يرددها الكثيرون منا دون معرفة أصلها.

“النساء أولًا”

دائمًا ما تتردد هذه العبارة الشهيرة “النساء أولًا” على ألسنتنا وخاصة الرجال عندما يقدمون الجنس اللطيف لدخول أى مكان أو فعل أى شيء، مما يدخل السرور فى قلب المرأة أو الفتاة، ولكن هناك قصة غريبة تقف وراء هذه العبارة الشهيرة.

ففى القرن الثامن عشر، وتحديدًا فى واحدة من مقاطعات إيطاليا، وقع شاب من إحدى الأسر الغنية فى حب فتاة من أسرة فقيرة، اتفق الاثنان على الزواج، ولكن الشاب لقى معارضة شديدة من قبل أسرته، وكبرت الضغوط على الشاب والفتاة فقررا ألا يفرقهما سوى الموت، وخوفًا من أن يفترقا قررا الانتحار، فتوجها إلى صخرة عالية جدًا ومطلة على البحر، وعندما قررت الفتاة القفز أولا منعها الشاب من ذلك، لأنه لا يستطيع أن يراها تموت أمامه، وقرر الشاب أن يقفز أولًا، وبالفعل قفز الشاب وسقط ومات، فما كان من الفتاة عندما رأت هذا المنظر إلا أن غيرت رأيها، وغدرت بالشاب وعدلت عن مرافقته إلى الموت، ورجعت إلى البلدة وتزوجت من شخص آخر من طبقتها، وخانت حبيبها الذى ضحى بنفسه من أجلها، وعندما علم أهل القرية بذلك قرروا أن تكون النساء أول من يقوم بالأعمال.

وظهرت مقولة: السيدات أولًا، أو كما يقال بالانجليزية “Ladies first”.

“أحمد ياعمر” 

هذه المقولة تستخدما النساء فى الاستهانة والاستهزاء بالشخص الموجه إليه هذه المقولة، ولكن هذه المقولة لها أساس قصصى لا يعرفه الكثيرون.

ففى إحدى القرى على البحر الصغير بين مدينتى دكرنس ومنية النصر، تسمى هذه القرية “الدراكسة” تقع  على شاطئ البحر الصغير، وهو ترعة للرى تقف النساء والبنات لغسل أمتعتهن عليها، وهذا قبل دخول المياه والصرف للقرية، وكان لهذه القرية نادى رياضى بجوار مكان الغسيل، وكان الشباب يحاولون مغازلة الفتيات بطرق متعددة، منها خطف بعض أمتعتهن والهرولة لتهرول خلفه.

وهنا يأتى دور البطل “أحمد عمر” فهو شاب ممشوق القوام، رياضى من الدرجة الأولى، لاعب كرة قدم حريف، شهم ورجل بمعنى الكلمة، ففى إحدى المرات استعانت إحدى الفتيات بأحمد عمر هذا الفتى الشهم الغيور على بنات قريته، فجرى خلف هذا المستهتر، وأوسعه ضربا واركبه الحمار مخلوفا ودار به القرية، ومن يومها لم يستطع احد من هؤلاء المستهترين إزعاج بنات القرية، ومن كان ينظر لهن أو يقترب لهن يقولون مستهزئين ومتوعدين له “أحمد ياعمر”، وتم استخدام هذا اللفظ فى أماكن عدة ومواقف عدة وانتشرت انتشار سريع.

طظ

كلمة طظ بالتركى تعنى “الملح”، فكان الملح فى العصر العثمانى السلعة الوحيدة المعفاة من الرسوم الجمركية، وكان البحارة العرب الذين يتنقلون بين موانئ البحر الأحمر ايام الحكم العثمانى بحمولاتهم من التبغ والبن والتوابل والعطور، عندما كانوا يرون مفتش الجمارك التركى فى طريقهم يصيحون بصوت واحد بـ”طظ” فيفتح لهم الأبواب ويمضون.

ياخراشى

كلمة باخراشى قيلت أول مرة فى مصر قبل ألف عام، وأصل هذه الكلمة تنبع من أول شيخ للأزهر كان يسمى “محمد الخراشى” كان شيخًا ينصر الحق ولو كان ضعيفا، ولا يخاف الظلم مهما كانت قوته، فكانت كلمة خراشى هى النداء إلى الشيخ الخراشى كى ينصرهم على الظلم الواقع عليهم، فإذا ظلمهم ظالم يقولون: ياخراشى، وإذا ظلمهم حاكم البلاد قالوا يا خراشى، وإذا اختلف الناس قالوا ياخراشى.. حتى عندما يصيبهم مصيبة يقولون ياخراشى.

زر الذهاب إلى الأعلى