أمل محمد أمين تكتب: قائمة الأمنيات

شاهدت منذ أيام فيلم “the bucket list” وتم ترجمتها بـ “قائمة الدلو”، وهو فيلم كوميدي خفيف مبنى على فكرة “إذا كنا سنموت فلماذا لا نعيش سعداء”.

وتبدأ أحداث الفيلم بالتقاء “كارتر” ويجسد دوره “مورجان فريمان” بـ “ادوارد” ويجسد دوره “جاك نيكلسون”عندما جمعتهما غرفة واحدة في المستشفى.

وعلى الرغم من اختلاف الرجلين تماما فإدوارد أسود لديه عائلة كبيرة مكونة من ثلاث أولاد وأحفاد عاش حياته كلها لأجل إسعاد عائلته، بل تخلى عن حلمه في أن يكون مدرس تاريخ وترك الجامعة ليؤمن لزوجته وأولاده حياة كريمة عن طريق عمله كميكانيكي.

بينما ادوارد رجل أبيض يمتلك ثروة هائلة تزيد عن المليار دولار وله نفوذ كبير في المجتمع متزوج أكثر من مرة ومطلق ليس لديه إلا بنت واحدة انقطعت صلته بها بسبب سوء تفاهم.

وعلى الرغم من أنهما على النقيض من كل شئ إلا أن مرض السرطان قد جمعها، فكلاهما كان يكافح للتخلص منه عن طريق العلاج الكيميائي، لكن للأسف تفشل محاولتهما ويبلغهم الطبيب بأن أمامهما أقل من عام قبل ان ينتشر السرطان في جسديهما ليقضي عليهما.

وعندما يعرف كارتر باقتراب وفاته يكرمش ورقة كان بدأ في كتابتها فيلتقطها أدوارد ليجد أنها قائمة أمنيات كتبها كارتر ويتمنى تحقيقها قبل وفاته.

ويحاول إدوارد إقناع كارتر بتنفيذ القائمة لكنه يرفض في البداية ثم يوافق عندما يخبره إدوارد بأنهم أموات على كال حال ولا فائدة من انتظار الموت.

وبالفعل تبدأ رحلتهما حول العالم على الرغم من معارضة زوجة إدوارد ويبدأ الرجلان في تحقيق أمانيهما واحدة تلو الأخرى لكن زوجة كارتر  تتواصل مع إدوارد مما يجعله يقنع كارتر بالعودة الى زوجتهز

وفي طريق العودة يقوم كارتر بعمل حيلة بريئة لإعادة صلة الوصل بين إدوارد وابنته لكن هذا يصيبه بنوبة غضب شديد ويرفض الدخول إلى منزلها.

وهنا يفترق الصديقان ويذهب إدوارد إلى زوجته ليجد أنها قد أعدت حفلة كبيرة احتفاءا بعودته لكن لا تكتمل الفرحة إذ تزداد حالته سوء وينقل إلى المستشفى ويزوره إدوارد قبل أن يدخل غرفة العمليات ويموت.

ويبدو أن إدوارد قد تأثر بوفاة صديقه فيذهب إلى ابنته ليتفاجأ أن لديه حفيدة جميلة ويجتمع شملهم من جديد.

إنه فيلم إنساني شيق يتناول العديد من القضايا بطريقة مبسطة، منها الألم الذي يعاني منه مريض السرطان، والمعاناة التي يعيشها عائلته.

ويتطرق الفيلم إلى سوء الرعاية الصحية واعتبار المريض مجرد رقم ضمن قائمة مرضى.

وحاول المؤلف أن بنقل رسالة عن الفتور الذي يصيب الزوجين مع طول الحياة الزوجية، ويصبحان ترس في آلة لضمان استمرار الحياة وينسيان مشاعرهما واهتماتهما الخاصة مما يقضي على الحب.

وربما أكثر ما اهتم به الفيلم هو سعادة الإنسان في وجود أسرته من حوله فما فائدة الثراء بدون عائلة تحبك.

عندما تنتهي من فيلم “قائمة الدلو” تسأل نفسك لماذا لا يكتب كل منا قائمة بالرغبات التي يتمنى تحقيقها.

وأنا هنا اتحدث عن الأمنيات الحقيقة التي تغير معنى الحياة داخلنا وليس السعي وراء الثراء والأولاد والمناصب، بل أمنيات حتى ولو كانت بسيطة تجعلنا نشعر وننقل السعادة للعالم..

فلماذا لا نبدأ الآن بتنفيذ قائمة الأمنيات قبل أن تدق ساعة النهاية.

اقرأ أيضا للكاتبة:  

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى