طارق السيد متولى يكتب «يوميات زومبى»: (13) منطق زومبى خالص

قررت أن آخذ إجازة من العمل وأسافر أنا ومجموعة من الأصدقاء للاستجمام فى مدينة شرم الشيخ، فأنا أعشقها فى الحقيقة .

أعشق شواطئها ومياه البحر فيها التى لا زالت زرقاء بلون السماء، أعشق الهدوء فى شوارعها وعدم الزحام .

قبل شرم الشيخ كنت أعشق الإسكندرية ايام مجدها وجمالها قبل أن تتحول مياه البحر فيها إلى اللون البنى وينتشر فيها الباعة الجائلين على الكورنيش وبلطجية الشماسى والكراسى على الشاطىء والعشوائية والزحام.

ركبنا الطائرة المتجهة من مطار القاهرة إلى شرم الشيخ ومن حسن الطالع جاء مقعدى أمام عائلة مصرية معها ثلاثة أطفال يجلسون خلفى فى الطائرة، وما أن بدأت الرحلة وأخذت وضع الإسترخاء حتى وجدت أحد الاطفال يضع قدمه فوق كتفى والطفلين الآخرين يقفزا فوق المقاعد ويحدثان جلبة يصعب معها الاسترخاء والهدوء فإستدرت وطلبت من والدة الطفل أن تجلسه بجانبها وليس فوق كتفى فظهر الغضب والإستياء على وجهها وهى تسحب قدم طفلها من فوق كتفى وتقول لى إنه طفل مثل كل الأطفال يجب أن نتحمله.

منطق زومبى خالص ما ذنبى أنا لأتحمل طفل مزعج لا تستطيع والدته السيطرة عليه ويسبب إزعاجا لكل ركاب الطائرة.

بينما فى الطائرة سيدة أجنبية معها طفلها يجلس بجانبها فى منتهى الهدوء
وتحدثه أمه بصوت منخفض وهى تقدم له بعض الطعام.

لا تسأل عن المنطق مع الزومبى.

تحملت الرحلة، لم أنعم بالإسترخاء بالطبع حتى وصلنا مطار شرم الشيخ، وبمجرد نزولنا من الطائرة إلى صالة المطار لالتقاط الحقائب تحول المطار إلى ساحة ألعاب وحرب الأطفال يركضون فى كل مكان ويلعبون بعربات تحميل الحقائب وآباءهم وأمهاتهم مشغولون عنهم والأجانب منكمشون خشية أن تدهسهم عربة من عربات تحميل الحقائب وهم يشاهدون كائنات الزومبى منتشرة فى كل مكان تجرى وتلعب ويقذف بعضهم البعض بعلب العصير الفارغة التى حصلوا عليها فى الطائرة.

أخيرا ذهبنا إلى الفندق ووقفنا ننتظر الحصول على غرفنا ويبدو أن العاملين فى الفندق يرحبون بالمصريين أكثر من أى جنسية أخرى لتجاربهم الكثيرة معهم فلم يعيرونا أى إهتمام حتى انتهوا من تسكين الأجانب تماما.

وبعد معاناة وشد وجذب وتكدير حصلنا على الغرف، وصعدنا لنستبدل ملابسنا ونستريح قليلا .
بحكم تجربتي فى الفنادق من قبل عندما كنت أنزل بها مع الخبراء الأجانب
اكتشفت أنهم اعطونا هذه المرة وانا مع اصدقائى المصريين أسؤ غرف على اساس أننا أصحاب البلد وسنتحمل بدلا من الأجانب، فخضنا معركة أخرى مع موظفى الاستقبال من أجل تغيير الغرف، واخبرتهم أننى أعرف جيدا غرف الفندق الجيدة المزودة بكل وسائل الراحة والفرش الجديدة من هذه الغرف القديمة التى تحتاج للتجديد.

قابلت مدير الفندق الذى أعتذر لى وأمرهم بتغيير الغرف بغرف جديدة بعد عناء.

كانت الساعة قد اقتربت من السابعة مساءً موعد العشاء فى الفندق.

.. وهذه قصة أخرى نكملها فى يوم آخر، من يوميات زومبى فإلى اللقاء.

زر الذهاب إلى الأعلى