الإفتاء توضح حكم منع الزوجة عن أهلها
كتب – عادل
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، اليوم الثلاثاء، خلال بث مباشر أجرته الدار ، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، حول حكم الزوج الذي يمنع الزوجة عن أهلها وهل من المفترض أن تسمع كلامه وتبتعد عنه وحكم الزوج الذي يهين زوجته دائمًا؟ وأجاب عليه الدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
اقرأ أيضا..الإفتاء ترد على الشامتين في وفاة الإبراشي والجبالي
وقال الدكتور محمد عبد السميع، فى إجابة مقتضبة على السؤال: “الزوج الذي يمنع زوجته عن زيارة أهلها ظالم ويجب على الزوج أن يسمح لزوجته بزيارة أهلها مرة في الأسبوع على الأقل، أي لو أن والديها على قيد الحياة فتزورهما مرة على الأقل أسبوعيا وكذلك الإخوة مرة في الشهر على الأقل على سبيل المثال”.
وأضاف عبد السميع: “لو أن الزوج يتخف بزوجته ويقلل منها يكون الزوج قليل المروءة وإنسان غير كامل، لأن زوجته جزء منها يجب أن يكون أكرم الناس معها، فهو يرى منها ما لا يراه أحد، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول :خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله”، ويقول :”خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائه”، ويقول صلى الله عليه وسلم: “ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم”.
واختتم أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلاً: “هناك مشكلة وعقدة نقص لدى الزوج الذي يقلل من زوجته ولا يعاملها بالحسنى، وطبيعة المرأة أنها عاطفية تفكر بقلبها فتحتاج إلى الثناء والحب والعطف، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد زوجته أن تصعد على البعير رفع يديه حتى تصعد عليها، مثلما في عصرنا يفتح لها باب السيارة”، فيجب على الزوج أن يكون هكذا “.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، في وقت سابق، أن إهانة الزوج لزوجته واعتداءه عليها -سواء كان بالضَّرْب أو بالسب- أمر محرم شرعًا، وفاعل ذلك آثمٌ، ومخالف لتعاليم الدين الحنيف، قائلة: “الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21]، وقد أمر الشرعُ الشريف الزوجَ بإحسان عِشْرة زوجته، حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حُسْن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» (رواه الترمذي).
وتابعت دار الإفتاء: “وقد حَثَّ الشرع على الرِّفْق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق في الأمر كله؛ فقال: «إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إلا شانَه» (رواه مسلم)، ولم يَرِد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد أهان أو ضرب أحدًا من زوجاته أبدًا، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا، …» (أخرجه مسلم).