لواء دكتور / سمير فرج يكتب: الدرونز .. سلاح المستقبل
عند اختراع البارود، في أوائل القرن التاسع عشر، تم استخدامه في صناعة المدافع، لتصبح سلاح الجيل الثاني في الحروب.
ومع اختراع الدبابة الإنجليزية، في الحرب العالمية الأولى، تغيرت مفاهيم الحروب، في كافة المدارس العسكرية، لتبدأ حروب الجيل الثالث.
وخلال العقد الأخير، ظهر سلاح جديد، وانضم لميادين القتال، وهو الطائرات الموجهة بدون طيار، أو الدرونز، “Drones” لتبدأ معها حقبة جديدة من أنواع الحروب.
بدأت الدرونز تحل محل الطائرات المقاتلة، التي يقودها طيار مقاتل، يتكلف إعداده مصاريف باهظة، لتغير العديد من مفاهيم وأساليب القتال في الحرب الحديثة.
فقد أصبحت الدرونز تنفذ جميع مهام الطائرة المقاتلة؛ سواء الاستطلاع، أو الحصول على المعلومات، أو التشويش وإعاقة عمل الرادارات وأجهزة الاتصالات.
والأخطر من ذلك هو قدرتها على القيام بالهجوم القتالي، ولعل عملية تصفية قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، باستخدام الطائرات الموجهة بدون طيار، كان أكبر مثال على نجاح هذا السلاح في تنفيذ مهامه.
اقرأ أيضا للكاتب:
-
لواء دكتور/ سمير فرج يكتب: بداية عام جديد على مصر
-
لواء دكتور/ سمير فرج يكتب: العالم إلى أين 2022 رؤية تحليلية.. أمريكا والصين (1)
تتميز الدرونز بانخفاض تكاليف تشغيلها مقارنة بالطائرات الحربية التقليدية، سواء بعدم المخاطرة بالعنصر البشري، وما له من قيمة لا تقدر بمال، أو من حيث تكاليفها المادية، إذ لا يتجاوز سعر هذه الطائرة عدة آلاف من الدولارات.
بينما وصل سعر الطائرة المقاتلة من طراز F16، مثلاً، إلى 100 مليون دولار، إضافة إلى قدراتها الفنية المتمثلة في القدرة على التحليق لأكثر 30 ساعة، متواصلة، دون الحاجة للتزود بالوقود.
كما يمكنها الطيران على ارتفاعات منخفضة للإفلات من الرادارات. فضلاً عن إمكانية إطلاقها من فوق أسطح المباني، وما يرتبط بذلك من توفير إنشاء المطارات والقواعد العسكرية، وتأمينها.
إلا أن سهولة نقل أجزاء هذه الطائرات في حقائب، دون اكتشافها، ثم تجميعها في أماكن استخدامها، جعلها سلاحاً خطيراً في يد الجماعات الإرهابية، ولعل أحدث دليل على سوء استخدامها، كان اشتراك الدرونز في الهجمة الإرهابية التي شنها الحوثيون على أبو ظبي، في مطلع الأسبوع الماضي.
واليوم تتسابق معظم الدول لإنتاجها واستخدامها، كل وفقاً لأغراضه؛ فظهرت الطائرات الدرونز الأمريكية والروسية والتركية والإسرائيلية والصينية والإيرانية والهندية والمصرية، لتتغير معها مفاهيم القتال الحديث.
وهو ما ينتظر معه أن تتولى مراكز البحوث العسكرية، حول العالم، تغيير التكتيكات العسكرية، لتحديد الأسلوب الأمثل للاستفادة من هذا السلاح الجديد، مع تحديد كيفية التصدي له، في ظل صعوبة اكتشافه، وبالتالي تدميره، عند استخدامه في الأعمال عدائية.
لذا دعونا ننتظر ما ستفسر عنه التغيرات الجديدة، في أساليب وتكتيكات القتال، في الأيام القادمة، في المدارس والعقائد العسكرية المختلفة.
Email: [email protected]