ستيفن هوكينج ورحلة حياته الأسطورية
كتب: إسلام فليفل
لم يحدث خبر وفاة عالم ضجة مثلما أحدث رحيل العالم ستيفن هوكينج عن عمر 74 عامًا، قضى أغلبها بين التطلع للمستقبل، واستكشاف الكون، وبين صراعه مع المرض الذي قيده عن الحركة والكلام، ولكنه لم يمنع ذكائه من المساهمة في تغير الكثير من الحقائق العلمية.
اقرأ أيضا.. هل ما زال «جوانتانامو» مفتوحًا؟!.. كل ما تريد معرفته عن المعتقل الأمريكي الرهيب
نشأته
ولد هوكينج في مدينة أكسفورد في 8أريل 1943، وهو الذي صادف وفاة العالم الفلكي الكبير جاليلو جاليلي.
درس والده ذو الأصل الإنجليزي الطب، أما والدته إيزوبيل، فدرست السياسة والاقتصاد، ولهما ابنان أخريان هما فيليبا، وماري، وأخ بالتبني يدعى إدوارد، وكانا يعيشان في انجلترا، ولكن بسبب الغارات الألمانية في الحرب العالمية القانية انتقلا للعيش في اكسفورد.
تراوح مستوى هوكينج الدراسي خلال مراحل التعليم الأولى بين المتوسط والسيئ، ولكن اهتمامه انصب على معرفة كيف تعمل الاشياء، إذ كان يخصص الكثير من وقته لتفكيك الساعات، وأجهزة الراديو، الأمر الذي جعل زملاؤه يلقبونه بـ”أينشتاين”.. وبعد أن حصل على درجة أكاديمية في الفيزياء من أكسفورد، انتقل إلى كامبردج لإكمال دراسته في علم الكونيات “الكوزمولوجيا”، على الرغم من أن والده كان يريده أن يدرس الطب إلا أنه فضل الفيزياء.
وتزوج عام 1984، من صديقة أخته، ورزق بثلاثة أبناء هما لوسي، وروبرت، وتيم.
صراع المرض
أصيب هوكينج في عام 1963عندما كان عمره 21عامًا، بالمرض العصبي الحركي”مرض العصبون الحركي”، وهو مجموعة من الأمراض التنكسية التي يميزها تضرر خلية العصبون الحركي في الدماغ، والحبل الشوكي، والمسالك المسؤولة عن انتقال الإشارات العصبية بينهما، وحينها توقع الأطباء أنه سيعيش سنتين فقط.
وفي عام 1985، اضطر إلى إلى إجراء عملية جراحية لشق حنجرته بعدما أصيب بالتهاب رئوي، فأصبح غير قادر على الكلام نهائيًا، إلى جانب عجزه عن الحركة.
رحبة علم “سفير العلوم”
وضع ستيفن أبحاث نظرية في علم الكون، وأبحاث حول العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكية الحرارية، وله دراسات أيضا عن التسلسل الزمني، وهو مكتشف ظاهرة سُميت بباسمه “إشعاع هوكينغ”، والتي تشير إلى أن الثقوب السوداء تصدر آشعة ثم تتلاشى.
وأكثر الأشياء التي لفتت النظر إليه “نظرية كل شئ” المعروفة بمعادلة الكون، والتي يقول فيها: “إن الكون يتطور وفقًا لقوانين محددة، هذه القوانين يمكن أن تقدم أجوبة للأسئلة المتعلقة بنشوء الكون، وإللى أين يتجه، وإن كان له نهاية، وكيف سينتهي؟ وإذا وجدنا الإجابات لهذه الأسئلة سيصبح لدينا تصور عن عقل الإله”.
وعرف الفيزيائي البريطاني بقدرته الفريدة على تصور الحلول العلمية بدون حسابات أو تجارب، ومن الأمور التي اشتغل عليها كثيرًا هي تبسيط مفاهيم الفيزياء المعقدة، فجعلها أكثر مرونة، حتى تكون سهلة الفهم لدى الجميع.
وفى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، نشر كتابه “تاريخ موجز للزمن”، الذي حقق مبيعات وشهرة عالية.
ونال العديد من الجوائز العلمية والأكاديمية، منها قلادة ألبرت أينشتاين، والميدالية الذهبية للجمعية الفلكية، وجائزة وولف في الفيزياء، وجائزة أمير أستورياس في كونكورد.
وفي عام 2007،قام بتجربة انعدام الجاذبية، حيث كان هوكينج حينها بعيدًا عن كرسيه لأول مرة منذ أربعة عقود، وتمت هذه التجربة حينها بعيدًا عن كرسيه لأول مرة منذ أربعة عقود، وتمت هذه التجربة بواسطة طائرو بوينج 727معدلة تحلق على ارتفاع 32ألف قدم بزاوية حادة، ومن ثم تنخفض إلى ارتفاع 8آلاف قدم، مما جعله يجرب انعدام الجاذبية لمدة 25ثانية.
وكان من المتوقع أن يعيش ستيفن هوكينج بضعة أعوام بعد عامه الـ21، ومن أقواله: الذكاء هو القدرة على التكيف مع التغيير، ولن تجد ما يكفى من الوقت لدى الناس إذا كنت متذمرًا وغاضبًا دومًا.