أخطر الأوبئة التي غزت مصر وتم القضاء عليها (1) مُصاب واحد ينقل العدوى لـ 20
سردية تكتبها: أسماء خليل
مرَّ بتاريخ مصر العديد من “الأوبئة الفتاكة”، التي أطاحت بالعديد من المواطنين، وهددت كثير من الأرواح وأرهبت النفوس؛ وبفضلٍ من الله – العلي القدير- ثم اجتهاد العلماء و سعي الرؤساء اختفت تلك الأمراض الخطيرة..
وكم هناك من أوبئة أصابت الأطفال، ومنها من ترك أثرا يظل علامة في جسدهم، مثل مرض “شلل الأطفال”، وبفضل التطعيمات الدورية التي يتم تلقيحها بشكل سنوي، تم القضاء على ذاك المرض اللعين.
طالع المزيد:
-
مستقبل أقل خطورة للوباء.. أستاذ طب يؤكد
-
الرئيس السيسي يناقش تأثير جائحة كورونا على القارة الإفريقية مع نظيره السنغالي
-
كارثة طبية | 260 مليون أصابة بوباء كورونا حول العالم نصيب أمريكا منها 48 مليونا
-
د. محمد إبراهيم بسيونى يحذر من “وباء مزدوج” طرفاه الإنفلونزا والكوفيد
ومن هذه الأوبئة التي شهدها التاريخ المصري:
“فيروس سي” و “البلهارسيا”
فيروس سي، وهو ما يُعرف “بالالتهاب الكبدي الوبائي”، وكم حصد أرواحًا؛ إذ هو عبارة عن عدوى فيروسية تصيب الكبد، عن طريق انتقال الدم الملوث بين الأشخاص ..
وكان ذلك المرض يسبب إعياءا شديدا للمريض؛ حيث يتطلب حقنَا أسبوعيا، كما يؤثر على الكثير من أعضاء الجسم مثل الطحال والمريء، وقد يدمرهما مع احتمالية الإصابة بالاستسقاء.. وما يتشابه معه تماما هو مرض البلهارسيا..
كان من أهم إنجازات الرئيس“عبد الفتاح السيسي”، السعي في القضاء على ذلك المرض، وأصبح الشفاء منه ممكنا بعدما كان مستحيلا، وذلك عن طريق استخدام أدوية تُؤخذ عن طريق الفم، ويستمر تناولها ما بين شهرين إلى ستة أشهر.
ونظرا لأن الإصابة بفيروس سي قد تتمكن من جسد المرء – لمدة سنوات – دون أية أعراض؛ فينصح الأطباء بضرورة إجراء التحليلات الدورية لمعرفة ما إذا كان الشخص مصابا أم لا، ومن أهم جهود الدولة في ذلك المضمار القيام بحملة “ ١٠٠ مليون صحة”.
“شلل الأطفال”
من الأمراض الفيروسية – أيضَا – مرض “شلل الأطفال”، حيث إنه شديد العدوى والانتشار بين الأطفال، بإمكانه السيطرة على الجهاز العصبي، ومن ثم الإصابة بالشلل في خلال ساعات، حيث يتكاثر بالأمعاء، ويصيب الطفل بالإعياء التام من ارتفاع درجة حرارة شديدة، حالة أشبه بالحمى والصداع والقيء، وصعوبة بالتنفس ومن ثم البلع، وألم بجميع أنحاء الجسم.
والآن، ليس هناك معنى لذلك المرض في حال تناول التطعيم ضد شلل الأطفال، في مرحلة الطفولة المبكرة.. عن طريق أمبول يتم حقن به الطفل، ينتهي الخوف من الإصابة به.
وقد أقرت منظمة الأمم المتحدة الطفولة “اليونيسيف”، أن مصر خالية تماما من الإصابة بشلل الأطفال، وذلك في العام ٢٠٠٦.
“الأوبئة الستَّة”
بفضل جهود وزارة الصحة المصرية، وسعيها الدؤوب في حماية الأطفال من الإصابة بالأمراض الخطيرة؛ تم اعتماد لقاح، يتم إعطاؤه للأطفال ابتداءً من الشهر السادس..
وكان التحدي الحقيقي أمام وزارة الصحة؛ أنه في حال عدم وجود أي أمصال أو تطعيمات لتلك الأمراض، كان الأمر يزداد تعقيدًا، فجمبع الأمراض الستَّة متشابهة الأعراض، وتبدأ بحمى وقيء وسعال وغثيان وآلام متفرقة بالجسد، مما يجعل تشخيصها في غاية الصعوبة..
وتلك الأوبئة المُعدية هي: “الالتهاب السحائي”، “ الالتهاب الكبديB”..“ الدفتريا”، “السعال الديكي”، “ التيتانوس”، و“أنفلونزا الهموفيليس النوع B”..
“الجدري الأسود”
لقد كان الجدري من أسوء الأمراض التي تصيب البشر، حيث إنه يحدث نتاج عدوى فيروسية، من فيروس يسمى فاريولا(variola)، ويعد مرض قاتل فقد وصلت نسبة الوفاة بسببه حوالي ٣٠ ٪، وكانت الأعراض تتمثل في انتشار دمامل قميئة بكل الجسد، بالإضافة إلى حمى وصداع وآلام شديدة متفرقة وهبوط عام..
وتكمن الخطورة البالغة لوباء الجدري؛ أنه كان ينتقل عن طريق الهواء أو ملامسة الإفرازات، بل والأكثر من ذلك، أنَّ شخصا واحدا مصابا كان بإمكانه أن ينقل العدوى ل٢٠ شخصًا، وتسميته بالأسود ترجع إلى لون القيح الأسود اللون للدمامل،،
لم يعد الجدري موجودا؛ فقد تم القضاء عليه تماما، وأصبحت له تطعيمات وقائية جعلته في طي النسيان.
“الكوليرا”
آطاحت الكوليرا كوباء شديد الخطورة قرى مصر، في العام ١٨٢٠،وقد بلغ ضحاياها آلاف من الموتى، وقد كان ذلك الوباء عالميا انتشر في كل أنحاء العالم حتى وصل إلى الصين.
وكانت من أهم أعراضه الآلام الشديدة للمعدة والقيء وارتفاع درجة الحرارة ثم الموت..
وقد استطاعت مصر تخطي تلك الأزمة وانتهى مرض الكوليرا إلى الأبد.
“ أنفلونزا الخنازير والطيور”
انتشر وباء أنفلونزا الخنازير بالمكسيك، ثم بعدها توغل في كل أنحاد العالم عام ٢٠٠٩، حتى وصل إلى مصر، وقد حصد آلاف البشر على مستوى العالم، حيث كان من أخطر الفيروسات،،
كذلك أنفلونزا الطيور، والتي كانت من أخطر ما يكون؛ حيث أن انتشارها عبر الهواء سريعا جدا، ويتم ذلك بإصابة شخص واحد مخالط للطيور، ثم ينقل العدوى عبر الهواء لمئات الأشخاص..
قام المسؤولين بمصر حينها بإعدام كل حظائر الخنازير، وكذلك أي طيور مشتبه في إصابته، وردم المخلفات بالجير الحي.. وتم القضاء تماما على هذين الوبائين.