طارق السيد متولى يكتب «يوميات زومبى»: (16) الزومبى لا يجيد الغطس
وأنت فى الأجازة، وخصوصا لما تسافر من أجل الفسحة والترفيه تتحول تلقائيا من مواطن عادى إلى زبون وفريسة يرقبها الصيادون فى كل مكان بائعين وسائقين ومطاعم وكافيهات، وأنت هدف لكل هؤلاء الذين يتوسمون فيك الإنفاق ببذخ لتحصل على أكبر قدر من الإستمتاع والسلاسة فى رحلتك.
بالمناسبة من معانى كلمة زبون فى اللغة الشخص الغبى والأبله، ومنها أتت كلمة زبون (لقطة).
عندما وصلنا السوق التجارى فى خليج نعمة، وبدأنا السير من أول الشارع استقبلنا عمال الكافيهات المنتشرة على جانبى الطريق من بعيد بصوت الموسيقى الصاخبة والرقص كل صاحب “كافيه” يريد أن يخطفنا لنجلس عنده لكن عندما نقترب أكثر ويعرف صاحب المحل هويتنا المصرية يصيبه اليأس ويقل حماسه فى دعوتنا فهم يعتمدون أكثر ويفضلون الأجانب والعملة الصعبة.
عند أول محل مررنا به نادى أحد العاملين فيه على المحل الذى يليه قائلا: مصريين، وكأنه يقول له لا تتعب نفسك من وراءهم ضحكنا على كلمة مصريين الذى قالها الشاب بطريقة الشفرة التى يفرقون بها بين زبائن السوق كنا نمر على محلات التحف والهدايا ونشاهد الفترينات ولو سألنا عن شىء يرد علينا البائع بفتور مرغما ويقول لنا السعر فقط لا غير دون محاولة للترغيب فهو يعرف أن الأسعار مبالغ فيها ومخصصة للأجانب ولسان حاله يقول: “انتوا ها توجعوا دماغى ولا هاتشتروا ولا حاجة اتفضلوا مع السلامة”.
عدنا إلى الفندق حوالى الساعة العاشرة مساءاً و دخل كل إلى غرفته لننام.
فى الصباح الباكر بعد تناول الإفطار كنا على موعد مع المتعة من خلال عمل رحلة بحرية فى يخت صغير إلى جزيرة راس محمد على بعد 12 كيلو متر فقط من شرم الشيخ بمحازاة خليج السويس، وهى من أشهر أماكن الغوص فى العالم يأتى إليها السياح من جميع أنحاء العالم لممارسة رياضية الغوص والسباحة طبعا، ونحن كزومبى لا نجيد الغوص فاكتفينا بالسباحة.
المياه رائعة ترى من خلالها الأسماك الملونة التى تتميز بها هذه المنطقة، شاهدنا أيضا بعض الأجانب وهم يستعدون للغوص، ومعهم مدرب خاص من المنطقة، عرفنا منه جمال المنطقة أسفل الماء حيث الشعاب المرجانية، والكهوف المائية، والحيوانات البحرية النادرة.
ورأيناه يحذر السياح من خلال خريطة بأنواع الأسماك وأشكالها ويشير إليهم بعدم الاقتراب من نوع بعينه لأنه سام.
جو رائع فى هذه المحمية الطبيعية التى تشتمل أيضا على أندر أنواع الطيور والنباتات وهى بمساحة 480 كيلو متر.
وهناك أيضا قناة المنجروف التى تصل بين خليج السويس ورأس محمد، مكان رائع ليس له مثيل فى العالم، وسميت هذه المحمية باسم رأس محمد لأنها تشبه فى تضاريسها على الخريطة رأس رجل بلحية.
هذا المكان وجماله وهدوئه أبطل الزومبى داخلنا، وأصبحنا ناس تانية خالص متحضرين ومستمتعين بنظافة المكان وطبيعته التى تجبر أى إنسان على أحترامها.
إنها جنة الله على الأرض قضينا اليوم كله فى مشاهدة المياه الزرقاء، وأنواع الأسماك والسباحة، وتناولنا طعام الغذاء على اليخت الصغير ثم عدنا أخر النهار إلى الفندق.
ونكمل فى يوم آخر من يوميات زومبى فإلى اللقاء.