الرئيس أعاد الاعتبار لها.. “الدراجة” مستقبل المواصلات المريحة في مصر
كتب: إسلام فليفل
شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد راكبى الدراجات الهوائية في العالم، وانتقلت العدوى النافعة إلى مصر لما لهذه الرياضة من فوائد عديدة من النواحى الصحية والنفسية والبدنية، ولذلك قامت وزارة البيئة من خلال مشروع استدامة النقل في مصر بحملة للتوعية والتثقيف البيئى لتشجيع استخدام النقل غير الآلي” المشي والدراجة” في محافظات مصر المختلفة.
اقرأ أيضا..القبض على سائق الدراجة البخارية المتهم بسحل طالبتين وسيدة أثناء سرقة هاتف محمول
وتضمنت الحملة سلسلة من الندوات التوعوية التى تأتى ضمن أنشطة المشروع الرائد لتشجيع استخدام النقل غير الآلى.
استهدف المشروع تغيير ثقافة الانتقال اليومى للمواطنين وتشجيعهم على ممارسة المشى واستخدام الدراجة كوسيلة مواصلات بدلا من الاعتماد على وسائل النقل المستهلكة للوقود والملوثة للهواء نتيجة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الملوثات، وتجنبا لما يسببه النقل من زحام شديد، ومستويات عالية من الضوضاء، وارتفاع نسبة حوادث الطرق، واستهدفت ندوات التوعية فئات وشرائح مختلفة من المجتمع مثل طلبة المدارس والجامعات والموظفين وغيرهم من الفئات التى يمكن أن تساهم في نشر هذه الثقافة، حيث شهدت الندوات حضورا مكثفا لمختلف الفئات، كما تم خلالها الإعلان عن برنامج تمويل شراء الدراجات بتسهيلات في السداد من خلال أقساط شهرية وبدون فوائد لتشجيع الناس على العودة لقيادة الدراجات.
وتنعكس ممارسة هذه الرياضة بالإيجاب على صحة الفرد، فالفائدة الطبية لركوب الدراحات كبيرة جدًا، حيث أنها تساعد في عملية إنقاص الوزن الزائد، كما أن ركوب الدراجات يعد نشاط رياضى يساعد على تنشيط القلب والأوعية الدموية والرئة والعضلات خاصة عضلات الساقين، كما يتطلب بذل طاقة عالية “حرق سعرات حرارية”، مما يساعد على تكوين توازن في السعرات الحرارية لدى الممارس مما يؤدى بالممارس إلى انقاص الوزن.
كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، شجع في أكثر من لقاء على استخدام الدراجة كوسيلة مواصلات صحية ومفيدة للإنسان، وظهر الرئيس كثيرا بالدراجة في شرم الشيخ وأثناء لقاءات الشباب وزيارته للكليات العسكرية.
يقول الدكتور حسن أبو بكر، خبير البيئة والتنمية المستدامة، في حوار سابق “أنه في الماضى كانت هناك مدن في مصر، أشهرها مدن القناة كان الجميع فيها يمتلك الدراجات، حيث اشتهرت هذه المدن بركوب الدراجات كوسيلة مواصلات أساسية، ولكن تبدل الحال الآن، واختفت الدراجات المرورية مع تطوير الشوارع وتوسيعها، وازداد عدد التوك توك والدراجات البخارية”الموتوسيكلات”.
وأضاف أبو بكر “أن حملة تشجيع الشباب لركوب الدراجات مرة أخرى بدأت من خلال جولة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالدراجات ومعه طلاب الكلية الحربية، حيث حرص الرئيس على تنمية هذا الاتجاه عند الشعب، ولكن هذا لا يكفى لتشجيع الشباب لركوب الدراجات فلابد أن يكون هناك خطة وسلسلة من الإجراءات لتشجيع هذا النشاط بشكل مجتمعى.
وأكدت الدكتورة مواهب أبو العزم في حوار سابق، أن تشجيع الشباب لركوب الدراجات ليس بمشروع جديد، موضحة أن المشروع بدأ منذ أكثر من خمس سنوات في جامعة المنوفية، وذلك من خلال اتفاق بين جهاز شئون البيئة مع الأمم المتحدة ليحقق نجاحا كبيرا من خلال تشجيع الطلبة على استخدام الدراحات كوسيلة مواصلات من وإلى الجامعة.
وأضافت أبو العزم أن الجهاز خصص طريقًا لراكبى الدراجات فقط عند كوبرى الجامعة، مشيرة إلى أننا لا نرى هذا الطريق الآن لاستخدامه بشكل خاطئ.
وفي إطار هذه المبادرة التى تم إطلاقها عند كثير من الشباب عن رأيهم تجاهها قال الطالب “عبد الحميد خالد” الطالب بالفرقة الرابعة كلية الهندسة جامعة بنها أنه يدعم بشدة هذه الحملة لأنه يحب ركوب الدراجات والمغامرة، بالإضافة أن ركوب الدراجات يعتبر بمثابة رياضة وعمل صحى ويكسر الروتين اليومى، وهو أفضل حل للخروج من الأزمات والاختناقات المرورية.
ويذكر الطالب “نسيم عبد الواحد” طالب بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعة المنوفية أن هناك العديد من المعةقات التى تقف أمام نجاح هذه المبادرات والحملات أولها الكسل الذى يعانى منه الشباب هذه الأيام، فهناك الكثير من الشباب سيرفضونركوب الدراجات لمجرد أنها ليست سريعة ومريحة مثل السيارات.
وأكد أن هذه الحملة ستنجح إذا تم تطبيقها في الأحياء والمدن الجديدة.
وتقول “مي محمد” الطالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة، إنها من عشاق ركوب الدراجات وتودها من سن 10 سنوات، موضحة أنها تعرضت للكثير من المضايقات والمعاكسات الكلامية.
وبالرغم من نجاح الفكرة في مصر حتى الآن إلا أنها لم تنته بعد من كل الإجراءات اللزمة لتصبح شوارع مصر مؤهلة لتنفيذها، ولن يجرؤ أحد على ركوبها بشكل كبير حتى يتم تطوير الطرق على مستوى مرتفع ليستطيه كل شباب مصر قيادة الدراجة في كل مكان يذهبون إليه.