إخصائية نفسية: احتفالات الألوان تساعد على التخلص من الشعور بالضيق والحزن والكآبة
كتب: إسلام فليفل
وسط الكم الهائل من الضغوط والمسئوليات التي تقع على عاتق المواطن المصرى تجده يبحث دائمًا عن مصادر البهجة، يطوق لمعايشة جميع المناسبات والأعياد التي من شأنها أن تعيد إليه التفاؤل من جديد، وهو ما يحدث خلال هذه الفترة من استعدادات يجهزها عدد من الشباب بمختلف الأوساط تحت شعار “مهرجان الألوان”.
بدأت الفكرة تحديدًا من الهند، وفقًا لما روته ” حنان حسن” طالبة الفنون الجميلة، موضحة أنها وأصدقاءها بدأوا في الاستعداد للحتفال بعادة هندية قديمة، وهي الاحتفال بالألوان، فهذه المناسبة بالنسبة للهنود في موعد ثابت مطلع شهر مارس من كل عام، ويعود هذا العيد إلى قرون عديدة.
يعد هذا العيد بالنسبة لبعض الدول عيدًا رسميًا تُعطل فيه الدراسة، تخرج الأسر، تجوب البلاد بملابس بيضاء تتناثر عليها الألوان يمينًا ويسارًا، ويتم فيه التراشق باللأوان المائية في الشوارع، في جو من الفرح والسرور، ويستمر هذا المهرجان هناك طوال 16يومًا خلال فصل الربيع، جدير بالذكر أن طقوس الاحتفال في هذا العيد تتم بطريقة شعبية مرحة، حيث يخرج الناس إلى الشوارع ليلًا، مرتدين الثياب الملونة، ذات الألوان الفاتحة، والتي على الأغلب هي من ألوان الطيف، ألوان قوس قزح، ويلقون مساحيق الألوان في صورتها الخام على بعضهم ابعض، مبتهجين وينشدون الأغاني الخاصة بهذه المناسبة، وسط هتافات ورقص على أنغام الموسيقى الصاخبة.
يطلق البعض على هذا العيد أسماء عدة من بينها ما يطلقه عليه الآسيويون، فهو يُعرف لديهم بـ”بهولي فاغوا” أو مهرجان “هولي”الألوان.
توضح سلوى حمدان إحدى المنظمات للمهرجان أن الاحتفال بهذا العيد يبدأ في الليلى التي يكتمل فيها القمر، حيث ترجع قصة عيد الألوان إلى عدة روايات، فإحداها تقول بأنه يعود إلى الإله كريشنا، فيقول الرواة في هذا الصدد أنه قد أصابته الغيرة الشديدة من بشرة رادا توأم روحه، ذات اللون الأبيض، فما كان منه إلا أن ذهب إلى والدته وأخذ يشتكى غيرته وحزنه بسبب لون بشرته الداكن، فما كان من والدته إلا أن اقترحت عليه بأن يقوم برشالوجه باللون الذي يغير فيه لونها وفقًا لما يريده هو.
وفي هذا الصدد تعددت الروايات، فهناك رواية أخرى تقول بأن الاحتفال بهذا العيد ترجع إلي الأساطير المعروفة عند الهندوس، والتي تحكي عن الإشعاع المنتشر في الوجود،حيث إن هذه الإشعاعات تنشر الضوء من خلال موجات، لكل أرجاء الأرض
ومن خلال ذلك تكمل العناصر الأربعة الموجودة في الطبيعة لدي الهندوسيين، وهي كل من الماء، والرياح، النار، والتراب.
تقول سلوى إن هذه ليست المرة الأولى التي ينظم فيها الشباب هذا المهرجان فقد تم تنظيمه منذ أعوام في مدينة الإسكندرية، وذلك تحديدًا في “الحديقة الدولية” التي شهدت يومها حضورًا غفيرًا من الجمهور، حيث وصل عددهم إلى 3 آلاف فرد، موضحة أن الأمر اللافت للأنظر وقتها أن الحاضرين لم يكونوا مصرين فحسب بل شهد الحضور حنسيات أجنبية أخرى واستمتعوا جميعًا بالرقص على أنغام الموسيقى.
أضافت أنه قج شارك في التنظيم يومها فريقا الحياة واسكندريلا، وشهد الحفل حضور نجوم كثيرة من بينهم أبو ليلة وفريق هرم ميكروفون.
وقد اهتم الشباب المصري بأن تكون فعاليات الاحتفال بعيد الألوان مليئة بالمفاجآت مثل إنضمام مشاهير كرة القدم والفنانين لفعاليات المهرجان.
يقول أحمد على طالب، إنه تم الاتفاق مع عدد كبير من شباب الجامعات من مختلف الكليات، على أن يقوموا جميعًا بتنظيم فعاليات المهرجان، وقدتواصلوا مع عدد من النجوم لن يفحصوا عن أسمائهم الآن لحين التأكيد من موافقتهم على الحضور، وهو ما يعد مفجأة لجمع أكبر عدد من محبى الفنانين والرياضيين.
على صعيد متصل تقول الدكتور منال إدريس، أستاذ علم النفس الاجتماعي إن الألوان تعد أهم وسائل علاج الاكتئاب، فهي من شأنها أن تدخل البهجة إلى قلوب المواطنين خاصةفي الأوقات التي تلعب فيها برودة الطقس دورًا في زيادة معدلات الاكتئاب لدى المواطنين، وهو أمر مرتبط بسرعة غروب الشمس وحلول الليل، وهو أنسب الأوقات لاستخدام الألوان للقضاء على المشاعر السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية وإدخال روح الراحة والاسترخاء وارتفاع المعنويات وصفاء الذهن والتخلص من الهموم ما يجعل الأشخاص أكثر استمتاعًا وحبًا للحياة وشعورًا بلحظات السعادة، خاصة إذا حدث ذلك وسط تجمعات من الأصدقاء وفي أماكن مفتوحة.
توضح منال أن ألوان الثياب التي يرتديها الإنسان تؤثر بشكل كبير على نفسيته، فارتداء الملابس ذات الألوان الزاهية في فصل الشتاء، يعطي شعورًا بالراحة للأعصاب، والتي بدورهاتؤثر على الصحة النفسية للإنسان في هذا الموسم من السنة، وتساعده على التخلص من الشعور بالضيق والحزن والكآبة، فالغالبية العظمى من الناس يعتبرون مهرجان الألوان فرصة جيدة للمتعة والانطلاق والصحة والرياضة والتقارب الأسرى.