القس بولا فؤاد رياض يكتب: فيروس نتمنى انتشاره
كلنا نخاف، بل ونرتعب من الإصابة بالفيروس، ولكن هناك فيروس نتمنى إنتشاره بين أفراد البشرية. ألا وهو فيروس الحب.
ونحن نحتفل بعيد الحب مرتين في السنة يوم الرابع من نوفمبر، ويوم الرابع عشر من فبراير.
الحب ليس مجرد كلمة أو عيد نحتفل به فقط إنما الحب هو أول ثمرة من ثمار الروح القدس وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، (غل 5: 22)
المحبة هي أم كل الفضائل
الحب هو الفضيلة التي لو إقتناها العالم فإن كل مشاكله تُحَل فأي مشكله تواجهنا في الحياة السبب الرئيسي لها هي نقص المحبة أو انعدامها.
إذا كنا فعلاً نحب الله محبة حقيقية سنستطيع أن نكون علاقة حقيقية مع الله، ولا نستطيع أن نحتمل أن نجرح قلب ربنا بأي خطية، ولو بالفعل نُحب الناس محبة حقيقية فلا نقدر أن نجرحهم أو نوجعهم، وسنقبل أي انسان كما هو.
ماذا لو انتشر الحب في المسكونة؟
لأصبحت كل الأمهات أمهاتك، وكل الآباء ابائك، وكل الأطفال أولادك، وكل الناس أصحابك واخوتك، واصبحت الأسرة البشرية كلها اسرة كبيرة واحدة نحب بعضنا ونخاف على بعض.
الحب هو الثقة في المحبوب، وأن نتغاضى عن الهفوات والسقطات والزلات، وأن نلتمس له الأعذار.
الحب هو خروج من الأنا دائم ومستمر للآخرين.
سمات الحب الناضج:
١- البذل والعطاء من أجل الآخر دون انتظار لمقابل. أي أنه حب مجاني، غير مشروط، لا نبحث عن المصلحة بل خدمة الاخرين.
٢- الثبات: حب ثابت لا يتغير بسهولة بتغير ظروف الحياة بل يزداد قوة ومتانة عبر الأيام. فمثلاً الحب بين الزوجين كلما تقدما في السن يزداد عمقًا وصلابًة. فالزواج هو تتويج لهدف الحب ألا وهو الشركة، والزواج ليس هو نهاية الحب بل هو مكان نمو الحب وتعميقه.
٣- المدلول الانساني: حب يتجه إلى شخص الآخر بكل ما للآخر من مدلول انساني
أ- فهو لا يُشيء الآخر (أي يعتبره مجرد شيء).
ب- يعتبر الآخر مُهمًا بحد ذاته ليس أداة لبلوغ اللذة.
ج- يعتبر الآخر بالنسبه له شخصية فريدة لها مميزاتها التي تُكمله.
د- حب المواقف التي يقوم على البذل والتضحية من أجل الآخر في مواقف الحياة المختلفة.
ما هو إكليل الحياة؟
هو نصيب المُحبين، وإذ يرتفع نظرنا إلى السماء تاركين الغنى الزمني، نُعلن حبنا لله وننال إكليل الحياة.
لا تكره احدًا مهما أخطأ في حقك، اعلم أن العتاب دليل المحبة أما الصمت فهو بداية نهايتها، فلا تحزن من شخص يعاتبك كثيراً لأنه احبك بصدق، ولكن احزن عندما يقرر الصمت
مكافأة الحب في أن تحب، والحب الحقيقي ليس ان تقول أنك تحب بل أن يشعر من تحب أنك تحبه.
حِب كل الناس حتى المسيئين إليك.
عندما تحب من أساء إليك تصبح حياتك أفضل، ونفسك صافية، ويومك أجمل، وروحك نقية. وإذا تصرفت بحب مع المخطئ إليك بهدوء في مواجهة غضب الاخرين فسوف يشعرون بالخجل والذنب ويعتذرون لاحقًا.
العالم مثل مرآة أعبس وجهك لها وهي تعبس وجهها لك، ابتسم وحب كل الناس ولسوف يحبك الناس جميعًا.
خاتمة
اتمنى من كل قلبي أن يصبح الحب فيروس ينتشر بين الناس ويصيبهم جميعًا لكي ما نتمتع بهذا الشعور الجميل والفضيلة العظيمة التي هي الحب
لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ. (1يو 4: 8)
والْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ (١ يو ٤: ٧)
قد تقول لي انني لم أر الله لكن هل عليك القول بانك لا ترى الانسان؟
إذن فلنحب الاخوة لأنك إن أحببت أخاك الذي تراه، فستعاين الله لأنه بمحبتك لأخيك تعاين المحبة ذاتها التي فيها يسكن الله.
كل عيد حب ونحن جميعا نحب بعض.
………………………………………………………………..
كاتب المقال: كاهن كنيسه مارجرجس المطرية- القاهرة