إسلام كمال يكتب: المصريون بين المعراج والحرب الأوكرانية!
فى وقت، لانزال نغرق فيه في الماضي، ونراجع ثوابت ديننا، بالجدال حول التفاصيل الحقيقية لمعجزة المعراج، كان الروس يهاجمون أوكرانيا، ويحيدون أغلب البنية التحتية العسكرية خلال غارات معدودة، وسط انتقادات دولية عابرة، لا تؤثر على الإنجازات الميدانية بأى شكل كان.
هؤلاء هم الروس، وهؤلاء هم المصريون، نقول هذا، ونحن نتحسس احتياطاتنا القمحية والذرية والزيتية، فهذه المنطقة من العالم، هى من أكبر صوامع الدنيا، ونتمنى في المقابل أن ننال بعض المكاسب الغازية، بعد ظهور إسم الغاز الشرق متوسطى كأحد بدائل الغاز الروسي لأوربا، مع بداية العقوبات الاقتصادية الأوربية الأمريكية على روسيا، ومع تهديد روسيا لأى من تسول له نفسه بالوقوف أمامها.
روسيا أعلنت هدفها، وهو نزع السلاح الأوكرانى، وعدم دخول الناتو حظيرتها الغرب جنوبية، وأمريكا استسلمت ولم ترد سوى بالعقوبات الاقتصادية، ولم تتجرأ على التقول العسكرى حتى، ما بالكم بالفعل؟!
وإسرائيليا، حيث ترقب الكثيرون الموقف الإسرائيلي، كانت تل أبيب محايدة رغم تحالفها مع الرئيس الصهيوني الأوكرانى، إلا إن مصالحها مع روسيا أسكتتها وشلتها، وأرسلت أمريكا رسائل لتل أبيب تقدر فيها موقفها بسبب مصالحها مع روسيا، وإنتهزت تل أبيب الفرصة لقياس الموقف الروسي منها بالذات مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية، بالإغارة من جديد على دمشق، التى أصبحت مستباحة بالنسبة لها، في حماية روسية ومباركة أمريكية، وسكوت دولى وعربي، بحجة مواجهة التموضعات الإيرانية في سوريا، وبالفعل لم تحرك روسيا ودفاعاتها ساكنا ضد المقاتلات الإسرائيلية، رغم بعض المشاحنات العابرة التى سبقت الحرب الروسية الأوكرانية بشهر تقريبا، مع الاقتراب الإسرائيلي من التموضعات الروسية خلال الاستهدافات الإسرائيلية لأهداف في ميناء اللاذقية.
الأمر جد خطير، فلم يعد يحمل العالم لنا أية أخبار سعيدة، ولن يكون هذا الكون داعما أبدا للغارقين في جدالات الماضي، والتاركين لحقوقهم المائية، دون أى تحرك، حتى في ظل إرهاصات دولية تمكنا من فعل أى شئ لصالحنا، لكننا مشغولون طبعا بتوفير مصدر احتياطى للغلة، ومواجهة ارتفاع أسعار البترول، في ظل موجات تضخم عاتية يترقبها العالم قادمة من أوربا وأمريكا، لتزيد إيلام فقراء العالم، وتفاقم جوعهم.
عالم بغيض، لا يعرف سوى لغة السادة والعبيد، فعلينا أن نختار من نكون؟!