حمدي نصر يكتب: سوء الظن.. من أهم أسباب الهم
الحمد لله ضمن سلامة الصدر وصفاء النفس ونقاء القلب بحسن الظن ، وكذا همُّ القلب وضيق الصدر وشحناء النفس من سوء الظن.
وبعد
فقد جعل الله الإنسان يألف ويتآلف ويتعامل ويُعامَل ويؤثر ويتأثر فهى طبيعة الإنسان ، ومما لا شك فيه أن أفعال الناس وأقوالهم تؤثر فينا كما نؤثر نحن فيهم بأقوالنا وبأفعالنا.
ومما يزيد تأثيرا فى الإنسان تفسيره لأقوال الناس ولأفعالهم سلبا وإيجابا.
فحينما نسىء الظن بأقوال الناس وبأفعالهم نُحَمِّل القلب همًّا والصدر ضيقا والنفس بغضا ، وكذا لو أحسنا الظن بهم حملنا القلب حبا والصدر نقاء والنفس سلامة.
فغالب هم القلب وضيق الصدر وبُغْض النفس وكراهية البعض من التفسير الخاطىء لأقوالهم ولأفعالهم ، نقول فلان قال هذا كرها فينا وفعل هذا بغضا وكيدا لنا ومحاولة منه للنيل منا ولتشويه سمعتنا ، فلان لم يرد على هاتفنا كبرا منه علينا وعدم تقدير لنا ولو كان غيرنا لاهتم به أكثر منا ، فلان لم يلقى علينا السلام عدم تقدير منه لنا وعدم اهتمام منه بنا، فلان هو من قدم شكوى ضدنا وتسبب فى أزمتنا وخراب ديارنا خسارة أموالنا ، كل هذا فى ظننا وبداخلنا.
ونقابل هؤلاء بوجه عابس ونفس عكرة وقلب ربما كاره وصدر حاقد وهم لا يعرفون لهذا سببا ، ثم نكتشف عدم صحة هذا وتثبت الحقائق عدم صحته لكن بعد فوات الأوان بعدما قطع الأرحام وهجر الجيران وتفريق الأحباب ، بعدما تحمل القلب ما تحمل وسكن فى النفس ما سكن .
إذا حذر ربنا من سوء الظن تجنبا لما سبق وزيادة قال تعالى
( يا أيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم )
وعلمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا يظن بالمؤمن إلا خيرا ، وهذا مع أخذ الحذر ممن يثبت منهم عكس ذلك ،
إذا هى دعوة لحمل أقوال الناس وأفعالهم على محمل طيب وتفسيرها تفسيرا حسنا تجنبا للكراهية والبغضاء والقطيعة .
وقتها سيستريح القلب من كثير همه وقلقه يتخلى عن حيرته ويهدأ الصدر من ضيقه وتتخلص النفس من بغضها وحقدها وسيسود السلام والمحبة ومع هذا كله سلامة الصدر ونقاء القلب ومحبة النفس وابتسامة الوجه.
هلموا إلى حسن الظن وابتعدوا عن سوء الظن
تسلم قلوبكم
وتنقى صدوركم
وتصفى نفوسكم
حمدى أحمد نصر
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف