هل يسيطر الذكاء الصناعي على الإنسان مستقبلاً؟!
المراغي: سيطرة الروبوتات مستقبلا مازالت غير واضحة المعالم
كتب: إسلام فليفل
حدثني عن شعورك عندما تستيقظ غدًا على صوت لم تألفه من قبل، وعلى يد ليست هي اليد التي كانت تضغط عليك برفق لتنبهك، كل شيء تغير في حياتك، أضحت حياة أشبه بفيلم إلكتروني تعيش فيه أدوات في شكل إنسان، يحركها الكمبيوتر أمامك، لتصنع لك حياة مزيفة، تفتقد فيها المشاعر والأحاسيس نصيبها الأكبر، وتنال منك الحياة دون أن يشعر بك أحد أو يهون عليك مأساتك.
جيوش غفيرة تحتل شوارع المدينة، تشبه بكيانها الإنسان، لكن العين غير العين، والوجه ليس الوجه، والصوت زائف، والشعور منعدم، والرغبة الجارفة في الانتصار على عقل صنعه الخالق طاغية جامحة، فتلك المصنوعات أيقنت تمامًا بعد أن تعلمت كيف يقوم هذا المخلوق البشري بوظائفه، إنها قادرة أن تحل محله، وأن يصبح وجوده بجانبها مجرد تحصيل حاصل لا يقدم ولا يؤخر، فالربوت أصبح يقوم بكل شيء الآن من إنتاج المكونات الإلكترونية لتعبئة الشيكولاتة، فأين السبيل، وكيف العودة لحياة سيطر فيها الإنسان يومًا، قبل أن يصبح مغلوبًا على أمره.
قال المهندس عمرو ماهر، خبير تكنولوجيا المعلومات في تصريحاته مع”بيان”: “الروبوتات ستسيطر بشكل كبير في المستقبل، وستحل محل الإنسانفي ككل ما هو آلي، كما أن الذكاء الصناعي بالبرمجة سيقوم بعمل أشياء كثيرة من الأشياء الروتينية التي يقوم بها الإنسان في الوقت الحاضر، ولكن الروبوت مازال يعاني من قصور في صناعته إلى الآن، فإضافة المشاعر والأحاسيس والعواطف له، مازالت في نطاق ضيق جدًا، وربما سيكون ذلك هو الطفرة المستقبلية في عالم الروبوت، إذا ما تم برمجة الروبوت عليها”.
وأضاف ماهر أن الروبوتات لن تمثل خطورة على الإنسان في المستقبل، وإنما سيكون وجودها نوعا من التكريم له، حيث سيقوم الربوت بمساعدة الإنسان، والقيام بالأعمال المملة والصعبة، وبالتالي فإن توغل الروبوت في حياتنا سيجعلل الإنسان يعيش حيياة أفضل بدون شك.
بينما ذكر دكتور وجية المراغي، مدير مركز أنظمة التصنيع الذكية، أن سيطرة الروبوتات في المستقبل مازالت غير واضحة المعالم، حتى في ظل الاستخدام الكبير لها في الأوقات الحالية، حيث يرى أن الروبوتات لديها مهارة محدودة، ولكنها مفيدة للوظائف التي تكون مملة للغاية بالنسبة للإنسان أو غير آمنةليتم تنفيذها بواسطته، مؤكدًا أنه أوضح ذلك مسبقا مع بداية الثورة الصناعية الرابعة، لظهور العديد من أجهزة الاستشعار والذكاء التي أصبحت مفيدة وتنافسية بشكل متزايد، وبالنسبة للعديد من الوظائف التي يقوم بها الروبوت، قال: “هي لا تزال صناعة أكثر تكلفة، وسيطرتها من عدمه على المستقبل سيتوقف على القرارات التي يجب أن تستند ليس فقط على الاعتبارات الاقتصادية، ولكن أيضا “الاجتماعية-التقنية”، ويجب أن يكون له معنى عام في الصورة الكبيرة”.
الجدير بالذكر أن الروبوتات باتت تشكل قوة متصاعدة مع ارتفاع المبيعات العاليمة للروبوتات الصناعية بنسبة قدرها 20%لنحو 14مليار دولار في عام 2017، وفقا للاتحاد الدول للروبوتات، ومن المتوقع نمو العادئات العالمية في سوق الروبوتات الصناعيىة، من 14مليار دولارفي 2017، إلى 70مليار دولار بحلول 2023.
وبحسب تقرير أصدرته مؤسسة “ماكينزي” الاستشارية، فإن 30 %من المهام المطلوب عملها في نحو 60% من الوظائف، يمكن تنفيذها عبر الآليات، حيث لا يجد الروبوت صعوبة في القيام بمثل هذه الأعمال إذا ما تم برمجته عليها.
فيما رأى المهندس وسام عبد الفتاح، الرئيس التنفيذي لمجموعة إيدج برو لتكنولوجيا المعلومات، أن مسألة تفوق الذكاء الصناعي على ما أبدعه الخالق هي نوع من أحلام الغد التي تراود عقول العلماء، ولكن بمل الطرق لن يتفوق صنع الإنسان على صنع الخالق، وبالتالي لن يستطيع العلماء إنتاج روبوت بنفس كفاءة الإنسان، حيث أن برمجة العالم للربوبت تكون في حدود لا يستطيع تخطيها، كما ان الروبوت لا يستطيع التفاعل من تلقاء نفسه.
واستكمل قائلاً: “مثلا يتم برمجة الروبوت على كلمة ما عندما يسمعها يشعر بالسعادة، ولكن عندما يسمع كلمة أخرى تعطي نفس المعني، لن تجد رد فعله واحد، وبالتالي فإن إدخال المشاعر والعواطق والأحاسيس للربوت لن تكون بنفس كفاءة الإنسان عند تلقيها أو الشعور بها”.
وقد وقعت رابطة صناعة الروبوتات في أكتوبر 2018 تحالفاً مع المعهد الوطني، لتطور معايير السلامة، وتعزيز الخبرة الفنية، والتعرف والتصدي للمخاطر التي تشكلها الروبوتات في مكان عملها.
وقال يوسف هاني، مخترع روبوت لإنقاذ الأحياء، والعضو بوكالة ناسا: “الذكاء الصناعي يتم توظيفه في الفترة الحالية كي يكون بججيلا قويا للذكاء البشري، فالروبوتات حلت محل الإنسان في كثير من الأعمال الصعبة والمرهقة، وعلى سبيل المثال تجد في دولتي اليابان وألمانيا أنه تم الاستغناء عن الأيدي العاملة من البشر في المصانع،أصبحت تعتمد بشكل أساسي على الروبوتات في تنفيذ الأعمال الي كان منوط بها الإنسان، كما يتم المزج بين البشر والروبوتات في المصانع الصينية، لكن الروبوت بصفة عامة لا يستطيع أن يحل محل الإنسان بشكل أساسي في كافة الأعمال، نظرًا لبرمجة الروبوت على أعمال معينة لا يستطع أن يقوم بغيرها، ولكت إن صح القول يمكن اعتبار الروبوت آلة مساعدة قوية للإنسان في الأعمال الصعبة والمملة”.