أمل محمد أمين تكتب: حق الشهيد
في كل مرة أسمع فيها خبر استشهاد احد أفراد الجيش أو الشرطة أشعر بالحزن الممزوج بالدهشة كيف لأنسان ان يملك الشجاعة ليضحي بحياته لأجل وطنه، ويتبادر إلى ذهني من أي شئ صنع هذا البطل الذي لديه استعداد كل يوم ان يذهب لعمله وهو يعلم أنها ربما المرة الأخيرة التي يرى فيها أولاده وعائلته ومع ذلك يستمر في الاستيقاظ كل صباح ليحارب مع زملائه قوى الشر سواء كانت إرهاب او مخدرات او تجارة سلاح.
وفي يوم السبت الماضي استيقظنا على خبر استشهاد المقدم محمد حسان بركات في عملية ضد عصابة تتاجر في المخدرات وترهب الناس وتروع الآمنين.
استشهاد جديد أدمى قلوبنا بالألم على الطيبين الذين يسقطون في سبيل بقائنا واستمرار حياة مصر، وفي الوقت الذي نتأفف فيه من زيادة الأسعار وصعوبات الحياة فهناك من لديه القدرة والقوة أن يذهب ويقف أمام حفنة من المجرمين المسلحين ويستقبل رصاصتهم فينجو أو يموت، وعلى الرغم من هذه التضحية العظيمة في مواجهة الخائنين الذين باعوا ضميرهم وعاشوا بلا شرف فإن إعلامنا لا يهتم ولا يتحدث ليل نهار إلا عن فضائح المشاهير غير أبه بتضحية هؤلاء الإبطال بأرواحهم لرفعة الوطن، وأحيانا أشعر ان انفصال مطربة عن زوجها أكثر جاذبية للإعلام من شخص فقد روحه وتيتم أولاده، وفقدته أمه وعائلته ليحمي وطنه من المخدرات والإرهاب، فالإعلام في بلادي يلهث وراء الأخبار التافهة والشائعات أكثر من نشر الموضوعات التي تُنمي روح المواطنة داخل الناس وتجعلهم يشعرون بقيمة الحياة في ظل وطن آمن بغض النظر عن باقي المنغصات.
إن هذه القصص تعلم كل مواطن أنه مهما قدم وتألم فلن يساوي هذا شيئا أمام إحساس طفل فقد أبوه وأصبح يتيما، وأم فقدت أبنها الذي سعت بكل جهدها ليتعلم وينجح ويتزوج وتمنت ان يبقى معها حتى أخر العمر ، وزوجة ضاع منها السند والزوج ورفيق العمر .
لكن يبقى الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون حتى ولو لم تذكرهم وسائل الاعلام ولم يهتم بهم مشاهير اليوتيوب وتوتيتر وانستغجرام، فهم سيبقون رمزا للتضحية والشهامة وكرامة الوطن.