“الديون” تدفع موظفًا بالمنوفية لقتل سائق تاكسى
كتب: إسلام فليفل
“لم أخطط لقتله أو إيذاء أى أحد، وكل ما كان يشغلنى هو الحصول على المال وعندما قاومنى قتلته.. كانت تلك الكلمات جزءًا من الاعترافات التفصيلية التى أدلى بها”س.خ”، 37عامًا، المتهم بقتل سائق تاكسى أمام النيابة”.
اقرأ أيضا.. الرئيس الأوكراني: مقتل حوالي 6 آلاف روسي
وقال المتهم فى اعترافاته أمام النيابة لأول مرة فى حياتى تحدث لى أزمة مالية، تراكمت الديون علىّ وجعلتنى أكره حياتى كلها، حاصرتنى الضغوط من كل جانب كنت أشعر أننى لا استطيع التنفس من كثرة الهموم التى أصابتنى.
وأضاف المتهم: فكرت فى أكثر من طريقة لكى أتمكن بها من تسديد ديونى، حاولت أن أقترض مالاً من أصدقائى أو أقاربى حتى زملائى بالعمل، الجميع تخلى عنى بحجة أن لديهم التزامات، كل ما أعرفه رفض إقراضى المال، أصحاب المال طاردونى يريدون استعادة مالهم، بدأت أتهرب منهم بعد أن رفضوا تأجيل موعد سداد الديون، لم أجد حلًا لما أنا فيه، وتابع المتهم، حاولت بيع أى شئ وإن كان عزيزًا على لأتمكن من سداد الديون، بدأت بالتفكير فى بيع هاتفى المحمول وبالفعل ذهبت لبيعه وأنا فى طريقى تعرضت لحادث سرقة، ضاع هاتفى دون أن أستفيد بماله، تراكمت على الأحزان.
واستطرد المتهم: حادث السرقة الذى تعرضت له، جعلنى أفكر بطريقة أخرى حتى وإن كانت ضد مبادئى، قررت أن أسرق أى أحد ولأن المنطقة التى تعرضت فيها للسرقة هائة، قررت أن تكون المكان الذى سأنفذ فيه الجريمة، لم يكن تخطيطى أو هدفى إيذاء أحد كل ما كنت أفكر فيه هو سرقة أى مبلغ مالى يساعدنى فى سداد الدين الذى أثقل كاهلى، كنت أريد أن أفعل مثلما فعل معى أسرق دون إيذاء أحد.
واختتم المتهم: ذهبت إلى منطقة التنفيذ، كل ما أردته وخططت له هو إيقاف سائق تاكسى للركوب معه ثم تهديده بسلاح أبيض لسرقة ما معه من أموال وبالفعل قمت بإيقاف سيارة تاكسى وأثناء سيره تجاذبت معه أطراف الحديث ثم فاجأته بإخراج سلاح أبيض وقمت بتهديده، ما لم أكن أتوقعه أن سائق التاكسى سيقاومنى وحاول سحب “السكين” من يدى شعرت أن الخطة ستنتهى بالفشل وأن نهايتى ستكون السجن، حاولت الدفاع عن نفسى فأصبته عدة إصابات “بالسكين” بعدها تأكدت من أن تلك الإصابات كانت فى مناطق قاتلة وأن سائق التاكسى قد فارق الحياة، أصابتنى حالة من الدهشة والذهول فما حدث لم يخطر على بالى، فكل ما أردته هو السرقة ولكن الظروف تطورت وجعلتنى أقتل شخصًا بريئًا لم أخطط لإيذائه، كل ما كان يشغل بالى وقتها هو إخفاء الجريمة ففكرت سريعًا لم أجد أمامى سوى إشعال النيران بالسيارة لإخفاء جريمتى، ثم تركت السيارة تشتعل وهربت قبل أن يفضح أمرى.
بداية الواقعة عندما تلقت مباحث قسم شرطة بركة السبع، بلاغًا من الأهالى يفيد بنشوب حريق داخل سيارة تاكسى، والعثور على جثة سائقها فيها وضبط أحد الأشخاص أثناء محاولته الهروب، وبالانتقال والفحص تبين صحة البلاغ، فيما تبين من مناظرة الجثة أنها لذكر فى العقد الرابع من العمر مصاب بجروح ذبح فى الرقبة، وجروح متفرقة فى كفيه الأيمن والأيسر، فضلًا عن احتراق السيارة التاكسى، والعثور على سلاح الجريمة “سكين” وملوث بدماء المجنى عليه، وهاتف محمول.
وبمناقشة المتهم أقر بمشاهدته السيارة حال اشتعالها بجوار أحد أعمدة الإنارة، فقام بالفرار خشية انفجارها وحدوث إصابته، وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين عدم صحة رواية المتهم وأنه وراء مقتل قائد السيارة.
ومن خلال إعادة مناقشته، اعترف بارتكاب الواقعة وأقر بأنه نظرًا لمروره بضائقة مالية وسابقة تعرضة لواقعة سرقة هاتفه المحمول بالإكراه أثناء سيره بمنطقة سكنه، قرر ارتكاب جريمته، تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة التى أصدرت قرارها بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.