بعد سنوات من الإهمال.. مسجد «أبو غنام» الأثرى بكفر الشيخ فى طريقه إلى الترميم
كتب – مصطفى عنز
أيام قليلة ويبدأ العمل فى ترميم مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلى أبو غنام والشهير بمسجد «أبو غنام» الأثرى بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، والذى عانى من الإهمال لسنوات طويلة.
اقرأ أيضا.. غداً.. فصل التيار الكهربائي عن 8 قرى وتوابعهم بمراكز كفر الشيخ
المسجد الذى أُسس عام 700 هجرية ومرّ على تاريخ إنشائه أكثر من 743 عاماً تدهورت حالته الإنشائية بشكل كبير خلال الفترة الماضية بعد إهماله لسنوات طويلة دون ترميم، حتى أنه تم غلق المسجد فى شهر يناير الماضى من قبل وزارة الأوقاف بعد تسرب مياه الأمطار من سقف المسجد.
اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، صرح فى وقت سابق، أن الأيام المُقبلة ستشهد بدء الأعمال في ترميم وصيانة مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلى أبو غنام الأثرى بمدينة بيلا.
وأشار المحافظ، إلى إن الموقع سوف تتسلمه الهيئة العربية للتصنيع، لبدء أعمال الترميم والصيانة، للحفاظ على المسجد، مؤكداً أن المسجد تابع لوزارة الأوقاف، وتُشرف عليه وزارة السياحة والآثار، والجهة المُنفذة لأعمال الترميم والصيانة، الهيئة العربية للتصنيع.
وقال مصدر مسئول بمنطقة الآثار الإسلامية والقبطية بكفر الشيخ، رفض ذكر اسمه، لـ«بيان»، أنه سيتم تطوير مسجد «أبو غنام» بالتعاون المُشترك بين وزارتى الأوقاف والسياحة والآثار وبتنفيذ الهيئة العربية للتصنيع، موضحاً أن أعمال التطوير ستشمل المسجد بالكامل.
وأكد المصدر، أنه سيتم بدء الأعمال على أقصى اعتبار خلال الأسبوع الجارى بعد إنهاء كافة الإجراءات والتعاقدات مع الشركة المُنفذة لأعمال الترميم، وسيتم المُتابعة الدورية للوقوف على حجم التنفيذ وتذليل العقبات لسُرعة نهو الأعمال وفقاً للجدول الزمنى المُقرر.
ويرجع تاريخ إنشاء مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلى أبو غنام، أحد الأولياء الصالحين الذى عُرف عنه التقوى والصلاح وله كرامات عظيمة، إلى عام 700 هجرية، وبالتحديد فى العصر المملوكى الشركسى، ليكون تُحفة معمارية، بعد أن تُوفى رضى الله عنه عام 632 هجرية عن عُمر يُناهز 67 عاماً، ودُفن بمقامه المشهور بمسجد «أبو غنام»، بمدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ.
ولم يكُن المسجد فى البداية هكذا، بل كان على شكل خلوة بجوار القبر، ثم تحولت إلى زاوية للمُريدين ومُحبى القطب الصوفى العارف بالله سيدى سالم البيلى أبو غنام، ثم بُني المسجد والقُبة والمأذنة والمقصورة النحاسية حول الضريح وذلك فى عهد الخديوى إسماعيل، وذلك بعدما أمرت «خوشيار هانم»، والدة «إسماعيل»، بتجديد المسجد، ضمن عدد من مساجد الأولياء على مُستوى الجمهورية، حتى أصبح أكبر مساجد مدينة بيلا، وأشهرها، نظراً لجماله المعمارى، واتساع مساحة المسجد والمنطقة المُحيطة به.
المسجد الذى تم تسجيله كأحد الآثار الإسلامية عام 2001م تبلغ مساحته الكُلية ما يُقارب الـ2000م2، وهو عبارة عن ثلاثة أروقة، أما أعمدته فهى مصنوعة من الرُخام المُندمج مع البازلت، والجدران مبنية بطوب الآجر والقصرملى، والسقف عبارة عن ألواح خشبية مُغطاة بالبلاط، وله قبة مُزخرفة من الداخل بزخارف زيتية.
أما خلوة العارف بالله سيدى سالم البيلى أبو غنام والموجودة داخل المسجد فهى مُستطيلة الشكل، يتوسطها عمود مُثبت بطريقة الدفن فى أرضية المسجد، وداخل المسجد نجد أيضاً ضريح «أبو غنام»، والذى يُقام له مُولد سنوى فى شهر أغسطس من كل عام، يشهده الآلاف من شتى أنحاء الجمهورية وبعض الدول العربية والإسلامية، ويقع فى مساحة مُربعة تحوطه مقصورة وله قُبة نحاسية مُدون عليها أبيات من الشعر.
كما يضم المسجد عدد من التحف النادرة، ومنها «المنبر الكبير» الذى صُنع عام 1321 هجرية، ومرّ على تاريخ صُنعه أكثر من 123 عاماً، بالإضافة إلى «دكة المُبلغ» التى صُنعت أيضاً مُنذ ما يقرب من 111 عاماً، فضلاً عن «دكة المُقرئ» التى تخطت الـ100 عام، بجانب لوحتين رُخاميتين تخطتا الـ100 عام.
ومرّ على تاريخ إنشاء مسجد «أبو غنام»، أكثر من 743 عاماً، وكان يُعتبر تُحفة معمارية وفنية رائعة فى تاريخ البناء والعمارة، إلى أن طالته يد الإهمال مُنذ سنوات عديدة، وأصبح فى طى النسيان، وبات مُهدداً بالانهيار فى أى وقت.
جدير بالذكر، أن العارف بالله سيدى سالم البيلى أبو غنام يُعد أحد أولياء الله الصالحين، وهو من آل بيت رسول الله، وينتهى نسبه إلى الإمام الحسين بن الإمام على والسيدة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.