خفافيش الظلام بالقرى تراوض أحلام الباحثين عن الثراء السريع

كتب: إسلام فليفل

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة وغريبة يروج لها محبو الثراء السريع، وهي البحث عن أعشاش الخفافيش حيث قالوا إنها تحتوي على مواد طبية غالية الثمن، وأن الباحثين يبحثون عنها بأي مقابل.

اقرأ أيضا.. الكشف عن مادة كيماوية كارثية على الصحة يستخدمها صانعو الكنافة الرمضانية

يحكي، سمير صالح، أحد الباحثين عن الخفافيش من المنوفية، أن القصة بدأت حينما أخبره أحد معارفه وقال له إن عددًا من الباحثين العلميين يبحثون عن أعشاش الخفافيش وفي حال العثور عليها يشترون المنزل بأكمله مقابل مبلع مالي ضخم ثم بعدها يقتلعون العش من جذوره، مؤكدًا أنه في البداية أخذ الأمر على محمل الدعابة إلا أن اتصالات صديقه المتكررة دفعته للتفكير في الأمر، خاصة أن لديهم منزل مهجور في إحدى قرى المحافظة، وبالفعل ذهب إليه صحبة صديقه ليلًا وصورا المكان بنفس الطريقة التي يتم بها تصوير الآثار المهربة، ووضعا ورقة بتاريخ يوم التصوير وورقة أخرى مكتوب عليها جملة بخط يد المشترى وكانت “اللهم لك الحمد”، وبعدها تم تصوير الفيديو للمكان وبه الخفافيش وكان التركيز على العش أكثر.

وأوضح أنه بعدها بأسبوع أخبره صديقه أن سعر المنزل مبدئيًا 2 مليون جنيه ولكن المشترين سيحضرون لمعاينته بأنفسهم أولًا وبعدها بيومين حضر ثلاثة أشخاص ويرتدون ملابس مجهزة وقناعًا لحمايتهم ودخلوا إلي المكان الموجود فيه عش الخفافيش وأخذوا جزءًا من مادة حمراء موجودة في أرض العش، ثم ذهبوا ولم يعودوا حتى الآن.

الحكاية الأخرى بدأت بالطريقة نفسها ولكن هذه المرة، كان محرر “بيان” شاهد عيان عليها، حيث ذهب مع أحد الأشخاص من مركز الباجور الذي قيل له نفس السيناريو السابق، فرافق صديقه إلى حديقة مهجورة يمتلكها ويوجد بها ثلاث غرف كبيرة مهجورة منذ فترة كبيرة ولكن بمجرد الشروع في التصوير هاجمتهم الخفافيش فخرجوا على الفور.

بعدها ذهب صاحب الحديقة برفقة صديقين آخرين مرة أخرى إلي المكان أكثر من مرة ولكن خفير المكان طلب منهم عدم التصوير حتى لا يصاب أحد ولكن هذه المرة لم يأت أحد إلي المكان ولم يضع أي سعر.

الحكاية الثالثة لعش خفافيش بكهف في صحراء محافظة البحيرة وبالتحديد شمال مدينة النوبارية بمحافظة البحيرة، حيث ذهب عاشور محمود برفقة شخصين للتأكد من وجود خفافيش بعدها حضر ثلاثة بملابس واقية ووضعوا فصًا من الثوم بجانب المادة الحمراء الموجودة في العش فإذا بفص الثوم يلف حول نفسه بحركة منتظمة، بحسب قول عاشور، فقالو إنه زئبق أحمر يستخدم كمادة طبية، وأنهم سيشترون هذا العش ب 5آلاف دولار لأنه على شكل بيضاوي بالإضافة إلي أنه يعود عمره لحوالي 50سنة.

وبالفعل ذهبوا إلي المكان بعد أسبوع وحاولوا اقتلاع العش لكنهم تعرضوا لهجوم كبير من الخفافيش فضلًا عن مواجهة ثعبان كبير خرج عليهم من شق مجاور للكهف المتواجدين به وحاول الهجوم عليهم ولكن لم يصب أحد سوى فرد واحد وأصيب بذراعه بعد مهاجمة أحد الخفافيش له.

يرجع أصل هذه “التقليعة” إلي أن باحثين أستراليين أجروا مؤخرًا دراسة حول الإنزيمات التي يفرزها الخفاش وقارنوها مع أحد العقاقير الطبية التي تعطى لعلاج مرضى الجلطات، وهو عقار “تي بي أى”، وتوصلوا إلي أن الإنزيم الذي يفرزه الخفاش والمسمى إنزيم “ديزموتبلاس” أكثر فاعلية بمئات المرات من العقار التجارى المنتج بالإضافة إلي أنه أكثر أمانًا إذا أنه لا يقتل خلايا المخ كما هو الحال في العقار التجاري والذي من الممكن أن يتسبب في ذلك.

وأوضح “روبرت ميد كاف” من جامعة “موناش” في ولاية “فيكتوريا” بأستراليا أن أنزيم “ديزموتبلاس” يدمر “الليفين”، وهو المكون البنائي لجلطات الدم، وأن الخفاش مصاص الدماء عندما يعض ضحيته يفرز هذه المادة القوية المضادرة للتجلط، حتى تستمر دماء الضحية في التدفق ما يتيح له التغذية.

زر الذهاب إلى الأعلى