الضلع الثالث لتحالف الشر «الإخوان آل كلينتون» إعادة تدوير هوما عابدين عبر مذكراتها

كتب: عاطف عبد الغنى
مجددا تعود الأضواء لتتسلط على هوما محمود عابدين، الشهيرة بـ “هوما عابدين”.. هل تذكرونها ؟!
أنها الأمريكية المسلمة التى بزغ نجمها مع صعود نجم هيلارى كلينتون فى عالم السياسية، ووقوفها على عتبة “البيت الأبيض” مرشحة عن الحزب الديموقراطى لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فى وقت من الأوقات.
كانت هوما فى هذا الوقت تشغل منصبا هاما بجوار هيلارى كلينتون، وبالتحديد كانت المساعدة الشخصية لها.

كان هذا فى العلن، أما فى الظل فكانت عابدين تلعب دورا خطير كأداة وصل واتصال وضلع فى مثلث تحالف الشر “الإخوان آل كلينتون”، ومستخدمة من الإمارة الخليجية التى تمول نشاطات الإخوان فى أمريكا عبر آل كلينتون، ومؤسستهم للعمل الأهلى، وكانت عابدين تهيمن على عدد من المنظمات التى ترفع الشعارات الإسلاموية.

طالع المزيد:

اسمها بالكامل: هوما محمود عابدين، ولدت فى الولايات المتحدة، لكنها انتقلت للعيش مع أسرتها فى دولة خليجية عندما بلغت العامين وتركتها عائدة إلى واشنطن عندما بلغت 18 عامًا للدراسة.
فى هذا الوقت كانت والدة هوما عابدين عضوة فى تنظيم الإخوات المسلمات، وشقيقها حسن الذى يعمل بجامعة أوكسفورد البريطانية عضوا نشطا فى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، حسب التقارير العديدة التى نشرت بعد سقوط دولة آل كلينتون، وفشل مشروع الحزب الديموقراطى وساسته، الذى استهدف المنطقة العربية، والمسمى بـ “الربيع العربى”.

ومرة أخرى يظهر اسم هوما عابدين بقوة، وذلك خلال المعركة الانتخابية للرئاسة الأمريكية 2016 التى دارت رحاها بين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب، وتم تسليط دائرة الضوء على عابدين، بعد فضيحة تسريب البريد الخاص بالمرشحة الخاسرة هيلارى كلينتون، وقد كشفت رسائل (الإيمل) أسرارا كانت صادمة للعالم كله، وقد امتد صداها داخل وخارج الولايات المتحدة.
وتدحرجت كرة الجليد، وفى شهر أكتوبر من نفس العام 2016، حصل مكتب التحقيقات الفيدرالى “إف بى آي”، على مذكرة للبدء فى مراجعة أعداد هائلة من الرسائل التى تم العثور عليها فى جهاز محمول لأحد كبار مساعدى كلينتون، وما كان هذا المساعد إلا هوما عابدين، وزوجها أنتونى وينر.

ونشر موقع “بى بى أر” الأمريكي، تقريرا كشف فيه دور “هوما عابدين” وعلاقاتها القوية بجماعة الإخوان الإرهابية، ودعمها كما أكد أن مؤسسة كلينتون، تلقت ملايين الدولارات من التبرعات من دول من بينها قطر، التى مولت سرا حملة كلينتون الانتخابية.

وعلى الرغم من علاقاتها بجماعة ترفع الدين شعارا، إلا أن زوج هوما عابدين أنتونى وينر  سُجن بعد إدانته فى تهم جنسية وثبوت تورطه فى تبادل رسائل وصور إباحية مع نساء وفتيات مراهقات، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” فى تقرير سابق لها.

والآن تعود هوما عابدين البالغة من العمر 46 عامًا، لتحكى مذكراتها فى عدد من الصفحات لا تقل عن 500 صفحة، وعنها تقول: “تقيأت على الورق كل مشاعري، كل مشاعري.. لماذا بقيت؟ لماذا ذهبت؟ هل بالفعل غيرت نتيجة انتخابات 2016 (الرئاسية) ؟!”.

وبالطبع تروى هوما قصتها (من وجهة نظرها)، وتعطى لها عنوان: “كلاهما: حياة في عوالم كثيرة”.

وتقول وكالة “اسوشيتديرس، عن المذكرات إنه “لا توجد طريقة سهلة لرواية قصة هوما عابدين، لذا فهي تروي الأمر بنفسها، وتنقل صوتها إلى المسرح الدولي في الإمارات العربية المتحدة وتتحدث عن مذكراتها التي نُشرت مؤخرًا”.

وتضيف الوكالة أنه “لإكثر من عقدين من الزمان، كانت عابدين المساعد المخلص لهيلاري كلينتون، حيث بدأت كمتدربة شابة للسيدة الأولى في عام 1996 وترقت لتصبح مستشار لها وصديقتها المقربة، عندما أصبحت كلينتون سيناتور ووزيرة للخارجية، وفي النهاية، المرشح الديمقراطي للرئاسة.

وتقول عابدين عن نفسها: “لقد كنت نوعًا من الموظف غير المرئي الذي يقف وراء الشخص الأساسي”.

وفى تصريحات أدلت بها عابدين لوكالة أسوشيتيد برس أمس الاثنين، خلال زيارتها الحالية لأبو ظبي قالت عابدين: “لقد أحببت ذلك”. “لقد أحببت العمل وقررت بعد فترة أن الكثير من الأشخاص الآخرين كانوا يروون قصتي وأنني سأختار استعادة هذا التاريخ بنفسي، وإذا لم أكتبها، فسيقوم شخص آخر بكتابتها “.

وتعلق الوكالة على كلامها فتقول : “وهى تفعل ذلك حتى لو كان ذلك يعني مواجهة الحكم والعار اللذين واجهتهما بسبب زواجها من عضو الكونجرس السابق عن نيويورك أنتوني وينر”.

واصطدمت حياة عابدين المهنية والشخصية في عام 2016 عندما دفع سلوك زوجها وينر نحو فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى فتح تحقيق لأن رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها كلينتون إلى عابدين تم العثور عليها على جهاز كمبيوتر محمول صادره العملاء الفيدراليون.
وحُكم علي زوجها بالسجن 21 شهرًا فيدراليًا بسبب رسائله إلى الفتاة الصغيرة، وبعد إطلاق سراحه، يخطط وينر زوج عابدين الآن لاستضافة برنامج إذاعي أسبوعي.

وفى عرض للمذكرات نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية وصفت هوما عابدين، مغازلة وينر (حبها الأول) لها، بأنه مثل “مشاهدة فيلم رعب والصراخ على البطلة كي لا تذهب إلى المنزل المسكون، مع علم المشاهد أنها ستفعل ذلك بالطبع.
وتضيف الصحيفة أنه “مع ذلك، تسارع عابدين للإشارة إلى أن حياتها كانت مليئة باللحظات والامتيازات غير العادية”.

فيما تقول هى عن نفسها فى المذكرات: “لم أكن أبدًا الأذكى والأجمل والأفضل في أي شيء، على الرغم من ذلك، كنت أعرف شيئًا واحدًا، هو أنه عندما دخلت البيت الأبيض في عام 1996، كنت على استعداد للعمل خارج أي شخص، والعمل الجاد، وهذا ما أوصلنى إلى ما أنا عليه الآن”.

واضافت “الجارديان”:  ولدت عابدين في الولايات المتحدة، وانتقلت إلى المملكة العربية السعودية مع والدها الهندي ووالدتها الباكستانية عندما كانت طفلة صغيرة، وعاشت هناك حتى التحقت بالكلية، وكانت تزور الولايات المتحدة خلال العطلات الصيفية.

وأضافت الصحيفة “إن هذه التجربة والخلفية جعلتها “مستجدة” على الدوائر السياسية في واشنطن، وكان إيمانها وعائلتها المسلمة أكثر ما تعتمد عليه في أحلك أيامها، ونقلت عن عابدين قولها: “لقد علمنا والداي كثيرًا، كما تعلمون، علمونا ماهية هويتنا وكان هذا رقم واحد، أنت أمريكية، ورقم 2 أنت مسلمة، وما عدا ذلك عبارة عن صوت الموسيقى فى خلفية المشهد”.

وأضافت “طالما كان لديك هذا الأساس.. طالما كان لديك ذلك المكان.. تعرف أنه يمكنك استخلاص القوة، وأنت تعلم أن لديك عائلة قوية لدعمك، فسيكون كل شيء على ما يرام.

وأجرت عابدين وهى فى الإمارات مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، وذلك بعد أن اعتلت المنصة لحضور قمة فوربس 30/50 الافتتاحية.

كانت ترتدى فستانًا بلون الزمرد ، وشعرها الغامق يتدفق في تجعيد الشعر الناعم، وقد جذب حضورها المعجبات الشابات وطلبن منها صورة سيلفي، أو صورة شخصية لها، فيما كانت طوال الوقت تراقب ابنها البالغ من العمر 10 سنوات الذى اصطحبته معها في الرحلة.

وتعلق الصحيفة “فقدت عابدين أباها في سن مبكرة بسبب المرض، وكانت تريد أن يكبر ابنها وهو يعرفه، لكنها قالت إن الأمر استغرق عملاً شاقًا للوصول إلى أن يجمعها مكان هي ووينر في حياة ابنهما، على الرغم من انفصالهما منذ عام 2016”.

وتقول هى: “على الرغم من أن والده وأنا لم نكن معًا ولن نكون معًا، سنظل في حياة بعضنا البعض إلى الأبد وكان علينا أن نفهم” (انتهى الاقتباس من المذكرات).

ويبقى تعليق أخير مهم وهو: أن الميديا الغربية تعيد تدوير هوما عابدين داعمة الإرهاب، مع عودة الديموقراطيون لحكم أمريكا، وتحاول الميديا الآن أن تصنع منها شهيدة، وتضعها فى برواز الأم الحنون المكافحة، وتجعل منها وجها مقبولا لجمهور جديد من القراء لا يعرف الكثير عن دورها الشيطانى الخبيث فى المؤامرة الإخوانية – الأمريكية على بلادنا.

زر الذهاب إلى الأعلى