«طفلى بيكدب أعمل إيه».. مشكلات سلوكية تناقشها د.شيماء عبد الغني مع «بيان» (1)
كتبت: أسماء خليل
عدد من المشكلات السلوكية، التى تؤثر فى الأسرة المصرية، تناقشها د.شيماء عبد الغني مع «بيان»، فى سلسلة، نقدم منها فى هذه الحلقة مشكلة “كذب الأبناء على الأباء”.
وغذا كان الكبار يمتلكون أساليب الخداع والكذب يكون السؤال الذى يجب أن نطرحه هو: كيف نحمى الصغار؟!.. وبعبارة اخرى: كيف يمكن حماية الطفل من تعلم الكذب والعمل به؟! .. وللآباء: ماذا يمكنكم تقديمه لتنشأة ابنًا سويًّا حتى إذا انحرف مجتمعه؟! ..كيف نحميه من ارتكاب ذنوبًا بلا خطيئة؟!..
طالع المزيد:
-
الطفل المصري أذكى طفل في العالم .. افتكاسة عامية أم مقولة علمية ؟
-
إيمان العاصي: هذا العالم لا يصلح للأطفال
وعن كيفية كف أو منع الأبناء من الكذب وتعديل ذلك السلوك، تطرح د/شيماء عبد الغنى استشارى علم النفس البيئي وتعديل السلوك وخبيرة العلاقات الأسرية لـ“بيان”، هذه السلسلة من الدراسات التى تحاول بها تقديم رؤى حول السلوكيات الخاطئة لدى الأطفال، وتبدأها بالسلوك السلبى المتمثل فى “الكذب”..
“صفحة بيضاء”
تقول دكتورة شيماء – في البداية – يبدأ الطفل مراحل عمره الأولى من حياته ك“الصفحة البيضاء”؛ لأنه يولد بفطرته السليمة التى فطر الله الناس عليها، فلذلك يعتبر سلوك الكذب سلوكًا مكتسبًا يكتسبه الطفل من بيته او قد يلجأ إليه لعدة أسباب، مما يدفعنا إلى التعرف على أنواع الكذب عند الأطفال،،
“الكذب الخيالى”
ترى أستاذ علم النفس أن الطفل لديه القدرة على التخيل، متمتعًا بالخيال الواسع كصفة فطرية من الله، مما يجعله لا يستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال، وتشير دكتورة شيماء على الأبوين ألا يتهما ابنهما بالكذب، لطالما أنه يقوم- على سبيل المثال- بسرد حكاياته لأصدقائه وجيرانه بانه شخص يمتلك كثير من الأموال، كما ينبغي عدم معاقبته على ذلك، بل يجب عليهما استغلال ذلك الموقف بشكل إيجابي، وتوضيح الفرق بين الحقيقة والخيال حتى يستقر ذلك في ذهنه، ويساعده على توسيع مدراكه فى الحياة.
“الكذب الادعائي”
وتؤكد خبيرة العلاقات الأسرية، على أن الطفل قد يلجأ إلى الكذب، عند الشعور بالنقص والحاجة إلى تحسين صورته الاجتماعيةأمام زملائه؛ بادعاء أن والده يمتلك من الأموال والسيارات مثل أسر أصدقائه
فى المدرسة للمفاخرة وعدم الشعور بالدونية وسطهم..
او قد يلجأ الأطفال إلى هذا النوع من الكذب والادعاء بالتعب والمرض؛ لعدم الذهاب إلى المدرسة أو لكسب مزيدًا من الاهتمام والتعاطف.
وتنصح د. شيماء الوالدين بتفهم اسباب ذلك وتعليم الأطفال تحمل المسؤولية، والرضىا والقناعة بما يمتلكون، والسعى بالتعليم للحصول على كل ما يريده فى المستقبل..وإرشاد الطفل أنه
عندما يكون شخصًا ناجحًا ومجتهدًا فى المجتمع مع إشباع الوالدين لاحتياجاته ورغباته بقدر الإمكان.
“كذب التقليد”
ترتكز أستاذ علم النفس على شيء في غاية الأهمية،وهو مدى تأثير ما يشاهده الطفل من شخصيات بالمسلسلات والأفلام، او الشخصيات الكرتونية فيلجأ لتقليدها ومحاكاة بعض المشاهد التى يراها وتؤثر داخله عميق الأثر، وكذلك قد يلجأ الابن إلى هذا النوع من الكذب كتقليد الأب او الأم؛ فعلى الأبوين أن يكونوا قدوة لأبنائهم.
“الكذب الغرضى”
وتوضح أستاذ علم النفس، أنه عندما يفشل الطفل فى تحقيق رغبة معينة يريدها من أحد أخوته او أصدقاءه، أو من والديه فليجا إلى ”الكذب الغرضى”؛ لامتلاك بعض الألعاب أو الأدوات عن طريق الكذب وإقناعهم- على سبيل المثال- بأن المدرسة طلبت منه شراء هذه الأشياء.
“الكذب الانتقامي” و“الكذب الوقائي”
وتضيف د. شيماء، بأن هناك نوعًا آخرًا من الكذب لدى الأطفال، عند الشعور بالغيرة من بعض زملاءهم او التفرقة فى المعاملة بينه وبين إخوته؛
فيبدا بإلقاء التهم عليهم حتى يحصل على اهتمام وحب الآخرين أو الوالدين له، فنجده فى بعض الأحيان يخرب الأشياء متعمدًا اتهام أصدقائه أو أخوته، بفعل ذلك حتى يؤثر على مقدار حب الأبوين لباقي أخوته، ويسمى ذلك “ الكذب الانتقامي”.
وكذلك تشير إلى أن الطفل قد يلجأ إلى نوع آخر من الكذب، وهو ما يسمى ”الكذب الوقائي”؛ خوفا من عقاب احد والديه فينكر فعل بعض السلوكيات التى هو من قام بفعلها بالفعل؛ لتجنب معاقبة المعلم أو الأبوين له وهذا النوع من الكذب أكثر الأنواع شيوعًا بين الأطفال..
وعلى الاباء والامهات معرفة أسباب الكذب عند الأطفال حتى يتم علاج هذه المشكلة.
أسباب وعلاج
ترى د.شيماء أنه يجب مراعاة عمر الطفل، لأنها من أهم العوامل المؤثرة في معرفة أسباب وعلاج تلك السمة عند الأطفال؛ فقد تكون المرحلة العمرية التى يمر بها الطفل لا تمكنه فإنه من التفرقة بين الخيال والحقيقة، مما يدفعه إلى التفكير فى أشياء غير حقيقة كما ذكرنا آنفا الكذب الخيالى.
“الخوف من العقاب”أو “إثارة الإعجاب”
وتشير أستاذ علم النفس، أنه عندما يستخدم الأبوان الضرب المبرح والعنف لمعاقبة الطفل، فهنا يبدا الطفل بالتعود على عدم قول الصدق خشية العقاب.
وربما يكذب الطفل لإثارة الإعجاب، فيكذب بعض الأطفال لإثارة إعجاب الوالدين، فيخبرهم بانه حصل على المركز الأول فى أحد الأنشطة المدرسية فى مسابقة ما او افتعال المواقف الطريفة لإسعاد آباءهم وأمهاتهم.
“جذب الاهتمام”
وتقول خبيرة العلاقات الأسرية، إنه عند انشغال الوالدين بالعمل والروتين اليومى، مما يجعلهم ينصرفوا بعض الوقت عن ابناءهم؛ فيلجا الطفل إلى جذب اهتمامهم.
وهنا يكون علاج مشكلة الكذب عند الأطفال، تعتمد على تغيير طريقة وأسلوب الوالدين فى تعاملهم مع الطفل بطرق معينة للعلاج.
“التعزيز” و “ الإثابة”
وتؤكد دكتورة شيماء على أن “التعزيز” يأتي كواحدٍ من أهم خطوات تعديل السلوك، التى يستخدمها المتخصصين فى علاج المشكلات السلوكية عند الأطفال، ويقصد به هنا تعزيز قيمة الصدق وتعويده على قول الصدق لأنه فيه النجاة عن طريق قراءة بعض الأحاديث والآيات القرآنية، وقراءة بعض القصص المفيدة التى يتعلم منها أضرار الكذب والفائدة التى تعود على المؤمن الصادق فى الدنيا والآخرة.
وتوضح – أيضًا – الدور الهام الذي تقوم به “الإثابة”، حيث إعطاء مكافأة او هدية على قول الصدق وتشجيع الطفل على ذلك كإثابة له على ترك سلوك الكذب.
“النمذجة” و “الصبر”
وتؤكد د. شيماء على ضرورة أخذ بعض النماذج الحسنة من الأقارب أو الأصدقاء، كقدوة حسنة، وهو ما يعرف ب “النمذجة”، حيث يقتدى بها الطفل لمعرفة أهمية قيمة الصدق فى حياتنا، وذلك من خلال تحقيق تلك الشخصيات أهدافهم عن طريق اتباعهم سلوك الصدق.
ويأتي “الصبر ” كواحد من أهم العلاجات التي يستعين بها الأبوان في طريقهما التربوي، كما تشير دكتورة شيماء..
فإن الطفل لا يتغير فى يوم أو يومين فعلى الوالدين التحلى بالصبر والإيمان، وكلما كان الأبوان يتحلى كل منهما بصدق الحديث وفى كل أفعالهم مع الطفل، كلما كانت استجابة الطفل أسرع فى اتباع سلوك الصدق.
“تجنب العقاب”
تؤكد أستاذ علم النفس أن الخوف من العقاب، من أكثر الأسباب التى تدفع الأطفال للكذب.. لذلك على الآباء والأمهات تجنب العنف والضرب عند التعامل مع الأطفال واستبداله بالحوار والتفاهم لتنفيذ ما نطلب منهم.